Test Footer

مرئيات
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل

رحيل محمد رويشة، الطود الشامخ للأغنية الأمازيغية والعربية المغربية.. ذ. بنعيسى احسينات – المغرب

Written By آفر برس on الثلاثاء، 19 يونيو 2012 | الثلاثاء, يونيو 19, 2012

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

لم يمهل المرض المفاجئ والعملية الجراحية التي كللت بالنجاح بالرباط، محمد رويشة الطود الشامخ للأغنية الأمازيغية والعربية المغربية، إلا وقتا قصيرا للعودة إلى بلدته خنيفرة التي تختزل عالمه ووجوده، حتى فاجأته المنية وهو في أوج عطائه الفني الذائع الصيت، إذ حول موته المدينة إلى مأتم كبير خرج سكانها عن بكرة أبيهم إلى جانب أصدقائه ومحبيه الذين هرعوا إلى خنيفرة، لتشييعه وتوديعه إلى مثواه الأخير. ففاجعة موته لم تقتصر على بلدته بل شملت الوطن بأكمله من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه. لقد منحته الموت بجدارة واستحقاق أكثر ما منحته له الحياة. وهذا سر العباقرة وكبار الفنانين العصاميين ذوي الكرامة والأنفة والأخلاق العالية.

لقد جبل محمد رويشة منذ نعومة أظافره على حب الفن والجمال، يستوحي من الطبيعة الصامتة حكمتها، ومن صفاء مناخها الصدق والواقعية، وذلك في أسلوب شيق ممتع شفاف، وألحان شجية وأنغام موسيقية أصيلة تغمر النفس بالحب والحنين، وتوقظ الوجدان إلى معانقة السمو والفضيلة وحب الناس، من خلال شعور بالروح الجماعية التي تسري في أنفاسه سريان النسيم العليل عبر الجبل والغابة وعبر الحقل والوادي. ذلك هو الفنان الأمازيغي صاحب الحنجرة الأطلسية المتميزة الذي تعلم ويتعلم باستمرار من مظاهر الحياة الطبيعية والاجتماعية التي ما تزال مصدر إلهامه منذ صباه، من خلال ما يسمعه من أهازيج وألحان وأنغام، ويتمثله من أغاني وترانيم على آلته الوترية التي لا تفارقه أبدا.

لقد يصح القول أن الأمم التي لا تهتم بفنونها وثقافتها وتراثها تنقيبا ودراسة وتحليلا، وكذا جمعا وتصنيفا وتبويبا ومحافظة وتطويرا، لا يمكن أن تحقق ذاتها ووجودها، ولا يتأتى لها أن تحافظ على هويتها واستمرارها في التاريخ، كما لا يمكن لها أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية. فتبقى محكوم عليها بالتخلف والتهميش، مهددة دائما بالانقراض والفناء. ففن الأمم وثقافتها وتراثها هي اللحمة التي تربط بين أجيالها المتعاقبة، والتي تحقق لها مكانتها بين الأمم، وتجعلها تحافظ على كيانها وهويتها ووجودها. فكم من فنون وكم من تراث وكم من ثقافة ضاعت واندثرت مع الزمن، لكون القائمين عليها لم يعيروا لها أي اهتمام يذكر، همهم الوحيد المصلحة الأنانية الخاصة الآنية. هكذا نجد جل تراثنا الفني والثقافي المادي منه والمعنوي، المكتوب منه والشفهي، تعرض ويتعرض كل يوم للتلف والاندثار بشكل منهجي مقصود وغير منهجي، متروك للتسيب والإهمال. وحتى إذا ما تم جمعه أو الاعتناء به، فذلك بعد تفريغه من محتواه الحقيقي، من أجل استعماله كفولكلور للاستهلاك السياحي لا غير.

وإذا رجعنا إلى تراثنا الموسيقي وعلى الخصوص الشعبي منه بأساليبه المتنوعة ولغاته المتعددة التي كانت تنشط في الأعراس والمواسم والأسواق وبعض الساحات العمومية الكبرى كساحة " جامع لفنا " بمراكش وساحة " لهديم " بمكناس مثلا. يعرف اليوم استهلاكا منقطع النظير في مناسبات الأفراح والفنادق الكبرى وعلب ليلية خاصة ومحلات مفروشة الخاصة بالليالي الحمراء وبعض السهرات المحتشمة في بعض القنوات التلفزية لجلب عدد المشاهدين ودغدغة عواطفهم الفطرية الساذجة. لقد تعرض ويتعرض هذا الفن الشعبي في الموسيقى والغناء، رغم تطوره العشوائي الغير المدروس والغير المنظم، للتهميش الشبه المطلق دون الالتفاتة الجادة لهذا الفن الشعبي، انتقاء وتسجيلا وجمعا ودراسة وتحليلا.. وهو يتعرض كل يوم للإهمال والانتقاص من أهميته، من طرف المهتمين الذين يركضون وراء الربح المباشر والآني لا غيره، وبمنطق المنفعة الجشعة في التعامل مع هذا التراث المتنوع المتعدد الغني الأصيل، الذي لا يتجاوز الاستعمال الفلكلوري الوضيع من أجل الاستهلاك السياحي المقدم للأجانب، كلوحات محنطة وبقايا تاريخ في متحف لا حياة فيه. فهو الآن في طريق التهميش، قدره الاضمحلال والانقراض، باستثناء بعض البحوث اليتيمة في هذا المجال، نخص بالذكر بحث نجمي في العيطة وبحوث أحمد عيدون ابن مدينة الخميسات، الباحث الموسيقي في مجال الموسيقى المغربية الشعبية والعصرية وغيرها، وبعض البحوث الغير الأكاديمية على هامش الأغاني الشعبية المتنوعة والمتعددة في المغرب.
لقد تحول مفهوم الفولكلور حسب مبتكره الكاتب الإنجليزي " وليام جون تومز "، من علم يدرس العادات والتقاليد والممارسات الفنية الشعبية والخرافات والملاحم، إلى اقترانه بنزعة تحقيرية استهلاكية صوب كل ما يخص الطبقات الدنيا في المجتمع من تراثها الشعبي، كأنه مشهد منفلت من دهاليز التاريخ القديم، يقدم صورة مدهشة لبدائية الإنسان مليئة بالإثارة وعناصر الغرابة. ويمكن اختزال خصائص هذه النظرة الفولكلورية القدحية الاستهلاكية إلى الفنون الشعبية والتراث الشعبي في الفصل بين أشكال التراث الشعبي ومضامينه الاجتماعية والإنسانية، وفي اعتباره تراثا ينتمي إلى مجتمع ذي ثقافة دونية لا ترقى في مضامينها ولا في أشكالها إلى مستوى الثقافة العالمة، وأخيرا في اعتباره مادة للترفيه والمتعة لأناس منفصلين عنه، ينظرون إليه من خارجه كما هو الشأن بالنسبة للسياح الأجانب.

هذه الخصائص امتدت إلى مرحلة ما بعد الاستقلال وتم تأكيدها خلال ممارسات عديدة. ولعل أخطر ما في هذه الوضعية هو أن هذه النظرة الفولكلورية القدحية الاختزالية يتم ترويجها عبر وسائل الإعلام وبرامج التربية والتعليم والمؤسسات والهيئات المختلفة، مما يؤدي إلى الإساءة إلى التراث الفني والثقافي الشعبي المغربي، وطمس لمعالم الهوية الوطنية. وهكذا تم تدجين الذوق العام وصقله على مقاس النظرة الفولكلورية الاستهلاكية، مما جعل شبابنا ينظر بسخرية وازدراء إلى عناصر تراثهم الشعبي، وفي أحسن الأحوال يكون وسيلة للتفريغ المؤقت عن المكبوتات عن طريق الرقص المصاحب لها في الغالب في كل المناسبات.
لقد لعبت الأغاني الشعبية في القرن التاسع عشر دورا كبيرا في شحذ الهمم والتصدي لكل أشكال الاستعمار، كما كانت أسلوبا خاصا لتمرير خطاب التحرر والاستقلال من براثن الاحتلال. فهي تعتبر تراثا مشتركا بين مختلف مناطق المغرب، ومن أكثر وسائل التعبير تأثيرا في المتلقين الذين يجدون في هذا النوع من الفنون الشعبية متنفسا لمشاعرهم ولمشاكلهم اليومية وترجمة لطموحاتهم وآمالهم الكبيرة. هذا الفن الجميل الرائع، ساهم في تأطير الناس، وتوعيتهم وتقديم فرجة غنية بالترفيه، الجامع بين الهزل والجد والفائدة، وجعلهم ينفتحون على العالم ويتعرفون على خباياه قديما وحديثا.
فمن بين الفنانين الشعبيين الذي بزغ نجمه وسطع نوره وملأ الدنيا بقسمات وتره السجية الدافئة، وصوته الرخيم العذب المتميز، وكلمته الهادفة الصادقة النابعة من أعماق جبال الأطلس المتوسط، تلطفها ثلوج القمم وخرير وادي أم الربيع المتدفق وحفيف أشجار الأرز الشاهقة والطبيعة الخضراء الخلابة وسماء الأطلس السخية. إنه محمد رويشة الفنان العصامي الأمازيغي الأصيل، فنان العمق المغربي وجبال الأطلس الملقب بملك " لوتار " وفريد الأطلس المتوسط بدون منازع وزرياب موسيقى " الوترة " إذ زاد من حجم آلته الوترية "لوتار" أو "لكنيبري"، وانفرد بإضافة الوتر الرابع إليها لإثراء أنغامها وتجديدها، كما فعل زرياب مع آلة العود.
إن الحديث عن إبداع محمد رويشة، هو حديث عن تاريخ حافل بالحضور الفني المتميز لحوالي 48 سنة من العطاء. لقد طبع هذا الفنان العصامي بعبقريته الموسيقية والغنائية المتفردة فضاء الأغنية الأمازيغية للأطلس المتوسط، وكذا الأغنية الشعبية العربية ( العامية المغربية الراقية ). لقد بدأ الغناء طفلا لا يتجاوز عمره 13 سنة بمدينة خنيفرة بعد ما غادر مقعد المدرسة عام 1961 وهو من مواليد 1952 أو 1950 بمدينة خنيفرة. وبعد مغادرته لصفوف المدرسة، شاءت الأقدار أن يلتقي بالأستاذ في مادة الرياضة البدنية محمد العلوي، لاعب فريق شباب خنيفرة آن ذاك، الذي شجعه على الاستمرار واستقدمه معه إلى الرباط حيث قدمه إلى القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية بنفس المدينة. وكانت البداية بتسجيل أول شريط له بالدار البيضاء سنة 1964 مع محمد ريان. واستمر في الغناء وإحياء الحفلات والأعراس المحلية وعلى الصعيد الوطني حتى سنة 1979 حيث اتصلت به عدة شركات فنية للتسجيل، ودخل مسرح محمد الخامس ، حيث غنى لأول مرة سنة 1980، ألبومه الذي يحتوي على أغاني بالأمازيغية والعربية " شحال من ليلة وعذاب " و" أكّي زّورخ أسيدي ياربّي جود غيفي "، وهو الألبوم الذي عرف انتشارا واسعا بين محبيه داخل المغرب وخارجه. تكشفت موهبة رويشة باكرا، لم يقو على مغالبة هوسه بالموسيقى فأغلق دونه باب الدراسة رغم شهادة مدرسيه له بالتفوق. أما حين تنبأ له عميد الموسيقى الأمازيغية حمو اليزيد، ذات يوم، بمستقبل واعد، حين سمعه يدندن على "لوتار"، فقد عرف الشاب محمد رويشة أن طريق المجد له اسم واحد : الاجتهاد والتضحية .ومن بين الإبداعات التي بصم بها الراحل محمد رويشة ربرتواره الغنائي "شحال من ليلة وليلة"، "يا مجمع المؤمنين"، "قولوا لميمتي"، "أيولينو"، و " سامحيي يايما " ورائعته ذائعة الصيت "إناس إناس " .

فالفنان العصامي رويشة يمتاز في أداءه الموسيقي بالمزج بين ألوان محلية ووطنية وذلك في قالب لا يخرج عن المقام الأطلسي الذي يمتاز باعتماده على “ربع نوتة”، أما بالنسبة لآلة الوتر فأشار رويشة نفسه إلى أنها ظهرت في الأطلس المتوسط في القرن الخامس عشر بقبيلة "إيشقيرن" على يد شخص يسمى "أوبراها". وهو بذلك يبقى وفيا لمعنى اسمه “روي شا” بالامازيغية، أي “ اخلط شيئا ”، وهو مزج فني لا يستطيع إتقانه إلا من كانت له أذن موسيقية مرهفة كالفنان محمد رويشة. هو فنان أصيل، صوت مفعم بالأحاسيس الرائعة، متشبث بأصالته المغربية الأمازيغية، ومُعتز بلغتيه، الأمازيغية والعربية المغربية، اللتين أبدع في توظيفهما في أعمال غنائية متنوعة، بأحاسيس مرهفة، وموسيقى أصيلة، وكان حضوره في المشهد الفني الوطني متميزا ووازنا، من خلال ألحانه العذبة الراقية، ومواضيعه الاجتماعية والإنسانية والدينية والصوفية، وكلماته الرقيقة والعميقة، المختارة بعناية، وأغانيه، التي وسمها بالحب والطيبة، وأداها بعفوية وصدق.
لقد تشبع رويشة بالتراث الأمازيغي القديم، فنقب في أصالته وتنوعه وتعدده وغناه ، في الوقت الذي أصبحت فيه الأغنية الأمازيغية تختزل عند البعض إلى بضاعة للاستهلاك المجاني بالعلب الليلية وغيرها. لقد وجد رويشة ضالته في نهمه بالقديم لدى أعلام هذا التراث ك " بوزكري عمران " و " حمو اليزيد " الذي يعتبر هذا الأخير معلمه بامتياز، إضافة إلى آخرين ك " موحا وموزون " و" نعينيعة " وقريبه " مغني " وغيرهم. وها هو اليوم يغادر الساحة الفنية إلى الأبد تاركا وراءه للأجيال الحاضرة والقادمة " ريبيرتوارا " غنائيا زاخرا من الفن الأصيل، ووريثا لسره ابنه البار حمد الله الذي توعد بحمل مشعل أبيه والاستمرار على نهجه بصدق وأمانة.
لم يكن الفنان محمد رويشة يبحث عن الشهرة في مسيرته الفنية، ولم تبهره أضواء الشهرة، بل الشهرة هي التي بحثت عنه واقتحمت ربوعه الحصين وأخرجته من منطقته التي يحبها إلى درجة الجنون. فإن جمهوره هو من احتضنه وفرضه على الإعلام الرسمي الذي تجاهله في البدايات. لقد دخل قلوب المغاربة جميعا؛ العرب منهم والأمازيغ بدون استئذان، داخل المغرب وخارجه. طور معارفه العامة بعصامية منقطعة النظير في جلساته الخاصة مع مثقفي وأطر منطقته وغيرها في جلساته الحميمية معهم، وفي خلوته الخاصة ببيته بخنيفرة، إذ تحول إلى حكيم وفيلسوف في مناقشاته وحواراته الهادئة الرزينة ذات عمق فكري فلسفي رصين، مع معارفه ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، رغم قلتها وشحاحتها التي لا تليق بهرميته وأيقونته التي بناها له محبوه وجمهوره بكل محبة وصدق وتلقائية. لقد طبع الراحل محمد رويشة حياته بتواضع وطيبة وخلق، قل نظيرهما، إذ يعيش صاحب الجلباب الصوفي المزركش في منزل متواضع، مكون من طابقين في حي شعبي بمدينة خنيفرة عروسة الأطلس المتوسط، الذي جعل جانبا منه متحفا دائما يضم حوالي 260 قطعة لأشكال وأحجام مختلفة لآلته الوترية، ولشهاداته التقديرية وميدالياته ومجسمات فنية، تلقاها في عدة مناسبات داخل الوطن وخارجه خلال مسيرته الفنية، إلى جانب خلوته التي يركن إليها من أجل التأمل والمطالعة والإبداع. ويتميز عازف "لوتار" بين أبناء مدينته بإنسانيته وكرمه، وكذا عفويته وابتسامته الدائمة التي لا تفارق محياه أبدا. لم يجمع ثروة من فنه ولم يستفد من مأذونية ما( لاكريمة ما ) كما هو الشأن بالنسبة لبعض الرياضيين وبعض الفنانين، وكذا بعض المحضوضين، بل عاش لفنه وأخلص له على الكفاف والغنى عن الناس كما يقال.
فما أكثر أمثال محمد رويشة في مغربنا الذين أعطوا الكثير ولا زالوا، رغم التهميش والتقهقر الذي أصاب مجمل الفنون الشعبية، منها على الخصوص الغناء الشعبي، دون محاولة تطويره وتنظيمه حتى يصمد أمام مد العولمة التي تهدف إلى قتل كل ما هو خصوصي وأصيل في ثقافة الشعوب وفنونها، باعتبارها غير منتجة ولا تخضع لقانون السوق العالمي ومنطقه المركانتيلي، الشيء الذي جعل مهرجانات الغناء والرقص العالميين تغزوا مدننا باسم العولمة والحداثة وتذويب فنوننا الشعبية فيها بعد تفريغها من محتواها الفني والثقافي والهوياتي، لتصبح مجرد فولكلور من أجل جلب السياح وتحقيق الانفتاح الشكلي على العالم ( مهرجان موازن على سبيل المثال ) التي تكلف ميزانية كبيرة ترهق كاهل دافع الضرائب والشركات الكبرى مقابل امتيازات خاصة على حساب مصلحة المواطنين وحاجياتهم اليومية الضرورية.

فالنهوض بفنوننا الشعبية المتعددة المتنوعة لابد من خلق مؤسسة وطنية ( المجلس الوطني للفنون الشعبية مثلا ) ترعاها تنقيبا وجمعا وكذا دراسة وبحثا وتحليلا، وتهيكلها وتطورها وتعمل على إشعاعها وطنيا وعالميا، مع إحياء بصيغة جديدة لمهرجان الفنون الشعبية المقامة بمراكش والتي يجب أن تكون لا مركزية، تقام في كبريات مدن المغرب، وكذا العمل على إحياء من جديد الفرقة الوطنية للرقص الشعبي التي أوقف نشاطها الحسن الثاني لأسباب غير واضحة. فالشعوب عندما تفقد تراثها الفني والثقافي، تفقد هويتها وأصالتها وتاريخها. لذا لابد من العودة إلى الذات تحدوها إرادة قوية للحفاظ على مقوماتها الفنية والثقافية الأصيلتين، وقيمهما الأخلاقية والجمالية الخاصة، دون إغفال المواكبة الحثيثة لما يجري في العالم من تطور علمي وتكنولوجي فني وثقافي. فالعمق الفني والثقافي الحقيقي للمغرب، إنما يتمثل في التنوع الغني لروافده الفنية والثقافية والتي يشكل التراث الشعبي فيها جزءا ذا منزلة خاصة. ولقد بدا واضحا أن من بين مظاهر رقي مجتمع من المجتمعات، احترامه لتراثه الفني والثقافي بمختلف مكوناته وتنوعها، وسعيه إلى الحفاظ عليه. ولقد كان هاجس توحيد الوعي العام أمرا سيكون ذا أهمية قصوى، لو اهتم بالتوحيد في إطار هذا التنوع والتعدد الفني والثقافي.
رحم الله فناننا الكبير محمد رويشة، الطود الشامخ في الأغنية الأمازيغية والعربية المغربية، وأسكنه فسيح جنانه، راجين من الله عز وجل أن يخلفه نجله الصاعد حمد الله، الذي ظهرت وتظهر عليه علامة النبوغ الفني الأصيل في حفل تكريم أبيه في أربعينية وفاته بمسرح محمد الخامس بالرباط مؤخرا، فمن شبه أباه فما ظلم كما يقال. فالتحيا الفنون الشعبية حرة مستقلة، بعيدة عن النظرة الفلكلورية القدحية الضيقة، متمنين من جيلنا الصاعد أن يحافظ على هذه الكنوز الغالية و يعمل على تطويرها وإشعاعها ويمضي بها قدما إلى الأمام.
-------------------
ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

شمال افريقيا بعد الثورات..النهضة الامازيغية واندحار الفكر العروبي


الحسن اعبا |
نعم لقد عرف شمال افريقيا عدة توراث وانتفاضات شعبية عمت اغلب هده البلدان.بل تسببت في سقوط انظمة عروبية ديكتاتورية فاسدة مستبدة ودهبت الى غير رجعة.فاستسلم زعماء هده البلدان فهناك من فر بجلده وهرب وهناك من قتل في الحرب والاخر حكم عليه بالمؤبد.لكنها بالمقابل مازالت هده البلدان تشكو من فلول الانطمة السابقة كتونس ومصر باستثناء ليبيا التي تخلص ابنائها من رموز النظام السابق ولم تترك لهم الثورة أي فرصة للنجاة واغلب من هده الشخصيات قتل والاخرون فروا اما في مصر وتونس فلا زالت شعوب هدين البلدين ينتفضون اما في المغرب فلا زالت حركة العشرين
من فبرائر تطالب باصلاح النظام حيث دب الفساد في جميع القطاعات وبقيت الرشوة على حالها ومازال المفسدون يسيطرون على الوزاراة والقطاعات الهامة اما في الجزائر فليس هناك تغيير يدكر فلا زال الحزب العسكري هو الحاكم رغم الانتخابات المزورة التي عرفها هدا البلد في السنوات الاخيرة.نعم لقد فشل الفكر العروبي في شمال افريقيا وهو في طريقه الى الزوال.وعلى العكس من دلك فقد عرف شمال افريقيا بعد التوراث ظهور وبروز عدة جمعيات ومنظمات امازيغية وخاصة في ليبيا التي عرفت في عهد النظام البائد مايسمى بتعريب الليبييين لكن بعد الاطاحة بزعيم القوميين
العروبيين والدي يعد من احد تلاميد جمال عبد الناصر الا وهو معمر القدافي المغتال تفاجا الجميع من تلك النهضة الامازيغية التي انبعتت من الاراضي الليبية فاسست عدة جمعيات تقافية امازيغية وظهرت على السطح العديد من الجرائد الاكترونية والورقية الامازيغية في هدا البلد حيث تبين للمتقفين وللباحثين بان الامازيغ في ليبيا قوة لايجب ان نستهين بها.اما في تونس فرغم التعريب الخشن الدي تعرضت له هدا البلد الامازيغي الشقيق فقد تبين لنا بوضوح ان هناك العديد من الجمعيات الامازيغية بالاضافة الى جرائد لايستهان بها تدافع على الهوية الامازيغية ولم
يتاتى دلك الا بعد سقوط الطاغية بن علي الدي فر بجلده الى السعودية التي اصبحت ملجا للحكام الفاريين المستبدين.اما في المغرب والجزائر فالحركة الامازيغية في هدين البلدين قديمة والجرائد الامازيغية سواء الورقية او الاكترونية فتعد بالعشرات ودلك راجع الى وصعية هدين البلدين.وكخلاصة عامة..فان الفكر العروبي قد بدا يفقد روحه اما فشله فيرجع الى عدة اسباب.اولا.لانه فكر ؤحادي الاجانب..دين واحد..لغة واحدة..فكر واحد.اي العروبة والاسلام وثانيا لانه يتكل كليا على الغرب بل اصبح تابعا وعبيدا وتحث سيطرة الدول الغربية..وتالثا لقد سقط لان شمال
افريقيا ليس واقعه حيث تناسى وتجاهل السكان الاصليين الدين هم الامازيغ ولم يعترف بجميع الابعاد والاتنيات السائدة في هده البلدان.رابعا ظهور الحركة الامازيغية التي توسعت لتشمل ادغال افريقيا كالطوارق من مالي الدين استطاعوا الاستيلاء على شمال هدا البلد بعد ان فشلت جميع المفاوضات التي ابتدات عند نهاية الستينات من القرن الماضي...ان هدا المجال المتسع للحركة الامازيغية سيغني كثيرا الكونكريس العالمي الامازيغي وستظهر احزاب امازيغية بامتياز والتي ستسحب البساط تحث اقدام الفكر العروبي.
Read More | علق على هذا الموضوع (2)

ؤسان..

بقلم الحسن اعبا |
ان المقصود.ب.ؤسان.هنا بالمفهوم الشعبي الامازيغي هي الايام..و .ؤسان هو جمع وفردها.اس.وهو كما قلنا اليوم الدي يشمل النهار والليل..والنهار هو..ازال..والليل..ييض..والشعب الامازيغي كغيره من الشعوب الاخرى في العالم لقد وضعوا لكل متغيرات الزمن اسما خاصا.فالقرن عند الامازيغ مثلا يسمى..تاسوت..والتي تعني مائة سنة.ومائة في القاموس الامازيغي هي..تيميضي..اي تيميضي ن ؤسكاس والتي تعني القرن اما اسكاس الدي يعني الحول ..العام..او السنة فيحتوي على اثنا عشر شهرا اما المقصود بالشهر عند الامازيغ فهو..ايور..والتي تعني القمر كما تعني الشهر نفسه وهدا الاخير
يحتوي على اربعة اسابيع والاسبوع في المفهوم الشعبي الامازيغي هو..ءيمالاس..الدي يحتوي بدوره على سبعة ايام..واليوم كما قلنا في النهاية هو ..اس..اما اليوم نفسه يحوي الليل والنهار..ييض وازال..وعنه يقول احد الشعراء القدماء.
ؤالله ءينعلك ايازال ءينيك ءيشا ييض
ان المقصود بالليل والنهار هنا او ييض وازال..هو دلك الصراع القائم بين الخير والشر..فالخير هو النهار والليل هو الرمز الى الشر.. ادا هناك ضوء وهناك ظلام..هناك حق وهناك باطل..كما قسم الامازيغ الزمن الى اربعة فصول..ويطلق على الفصل بالمفهوم الشعبي الامازيغي..ازمز..والجمع ..ءيزماز..ان اليوم او..اس..في المفهوم الشعبي الامازيغي بايت واوزكيت له عدة دلالات ورموز مختلفة..فنقول مثلا..ءيزد ايناك ءيطفار واس نك..ويدل هدا المثل الشعبي السائد بايت واوزكيت على دلك الانسان الدي يقف امام الجماعة ولا يحترم اداب الجلوس..وهناك ايضا مثل اخر..ءيحلا واس
نس..والمقصود بدلك هو يوم السعد اما المثل القائل..ءيخشن واس نس...فهو عكس المثل السابق فيدل على التشاؤم والاحباط الى غير دلك..ايرحم ربي ارلكازاد نغد تمغارت اد ءيوي واس نس..ويقال لعائلة الفقيد او الميت عندما تنتهي ايامه..نعم ان الامازيغ اعطو لكل يوم من الايام السبعة مكانة هامة وهناك امثلة كثيرة واقوال تدل كلها على اهمية هده الايام او ؤسان..ومن بينها..
هناك...لتنين ن ءيتناين..والمقصود ب ..ءيتناين..هنا الموكب الدي يرافق العروسة الى دار زوجها..تلاتا..ن ءيتلاتن...المقصود ب ..ءيتلاتن..التجار ودوي الحرف..لارباع..ن ءيرباعن...ءيرباعن هنا تجار الشعير والقمح...لخميس ن ءيخماسن...ءيخماسن هم الفلاحين..لجاماع ن ءيجماعن...ءيجماعن...هم اعيان القبيلة...سبت ن ءيسباتن...ءيسباتن هم اليهود...لحد ن ءيحدادن..الحداد بالمفهوم الامازيغي هو امزيل وجمعه..ءيمزيلن أي الحدادين.. اما الايام في الاشعار الامازيغية القديمة فهي كثيرة واليكم هده الابيات التي تدل على اهمية اليوم او..اس..
تكا دونيت اسطا كون ؤسان ءيفالان
كون ءيزماز ؤزال ءيك ؤنزار اغانين
أي ان الدنيا مثلها مثل النسيج والايام هي الخيوط والفصول مثل الحديد والمطر مثل القصب..
ويقول اخر
اهان ؤسان زوند تاكوت حينا ساتاغنت
اهان ؤسان كاغ ءيزوزور يان ءيغاس نمنت
ءيغ ؤراس نيمنت ءيكن غ تاما ن ؤتيف
أي ان الايام مثلها مثل السحاب فانها تمر مثل السحاب فما عليك الا ان تجتهد لكي لا تدهب ايامك هكدا
وكما ان الشعوب في العالم قد وضعت اسما خاصا لكل يوم فان الامازيغ قد فعلوا دلك من قبل حيث اعطو لكل يوم اسما خاصا..ففي القواميس الامازيغية نجد ان اسماء هده الايام موجودة رغم قضية التعريب التي سادت في شمال افريقيا الى اليوم حيث نجد مثلا اسم خاص لكل يوم انظلاقا من يوم الاتنين الى يوم الاحد حيث نجد
..اريم..ارام..اهاد..اموهاد..سام..صاد..اشور
او
ايناس..اسيواس..اكساس..اكواس..اسيمواس..اسيضياس
يتبع ..
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

أسئلة الهوية.. / بنعيسى احسينات - المغرب

Written By آفر برس on الأربعاء، 13 يونيو 2012 | الأربعاء, يونيو 13, 2012

الأربعاء، 13 يونيو 2012

من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟
نبحث عن مكان لنا في كمون.
غارقون في اللذة والمجون.

عصر العولمة يسحقنا..

الكوكلة(1)تسكن شراييننا..

الماكدونالدية(2) تغذي أحشاءنا..

تحت رحمة المركنة(3) حياتنا..

هواء الغربنة(4) تنفسنا..

لغة العم سامية(5) كلامنا..
بالشكسبيربة(6) يقوم تفكيرنا..

لغة الإليزية(7) خطابنا..

بكلمات ديكارتية(8)نسوغ أساليبنا..

بلغة جوتية(9) نقرأ فلسفتنا..

بأساليب نازية نعبر عن طموحنا..

بالفلسفة اليونانية نحاكم أفكارنا..

تخترقنا الثقافات ويضيع أصلنا..

نحتقر لغتنا ونتباهى بلغة غيرنا..

فأمست العولمة اليوم دنيانا وديننا.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟
نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.


لقد فقدنا يا إخوتي الهوية..

تحولنا إلى كتلة نمطية..

في عالم الأشباح المحنطة..

غارقة في دم الأصولية..
غائبة في وهم الصوفية..

تحركها مصالح واهية..
لا أساس لها في العقلانية..

ولا مكان لها في التجريبية..

لم نعد نطرح سؤال الماهية..

أصبحنا خرفانا تتبع الماشية..

رعاتنا باعوا مصيرنا للطاغية..

بالثبوت على العروش الفانية..

وبحياة البذخ والرجس الشيطانية..

في زحام الحضارات التائهة..

نبحث عن الهوية الضائعة.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.
نعيش حرب الأصوليات..

في زمن الجشع والتقنيات..

في زمن التقليد والمعجزات..
اختلطت فيه قيم المعتقدات..

استبيح فيه شرف البنات والأمهات..

راجت فيه تعاطي المخدرات..

في صفوف البنين والبنات..

سادت فيه روح التشنجات..
هيمنت فيه بؤر الصراعات..

ضاع الحق وساد منطق الموبقات..
مسخ وعمى واستنساخ المعلبات..
ضاع الإنسان في ظل الحيثيات..

افتقد ظله وتملكته يدا الإشاعات.

باع نفسه للذل خارج الحسابات..

ليموت غريب الأهل والذكريات.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.


بالسلبية القاتلة تتسم ردود أفعالنا..
بالحوارات الملتوية نبني أساليبنا

من الانتهازية نغرف مواقفنا..

إلى المصداقية تفتقر عقولنا..
بالارتجالية دوما نواجه مشاكلنا..
إلى الكراهية نحول حبنا لبعضنا..

نتقاتل.. بوحشية نسفك دماءنا..

في البرية الواسعة ينتشر ريحنا..

في سوق البشرية نفقد هويتنا..

من التبعية لم نتمكن من تحررنا..

من الاتكالية لم يتخلص قدرنا..

بالجهل.. بالتواطؤ نخدم أعداءنا..

بالخضوع الأبدي نستسلم لحكامنا..
بالاستسلام الدائم نبني مواقفنا..

فنفقد من نحن ومن نكون بكليتنا.


من نحن في هذا الكون؟؟

من نكون في عالم مجنون؟؟

أين نحن من الحركة والسكون؟؟

نبحث عن مكان لنا في كمون.

غارقون في اللذة والمجون.

-------------
بنعيسى احسينات - المغرب
_____________________________

1. الكوكلة: نسبة إلى كوكاكولا المشروب الغازي الأمريكي.

2. الماكدونالدية: نسبة إلى أكلة ماكدونالد الأمريكية.

3. المركنة: نسبة إلى أمريكا.

4. الغربنة: نسبة إلى الغرب.

5. العم سامية: نسبة إلى العم سام(أمريكا).

6. شكسبيربة: نسبة إلى شيكسبير الشاعر الإنجليزي(اللغة الإنجليزية).

7. الإليزية: نسبة إلى القصر الإيليزي الفرنسي( اللغة الفرنسية).

8. ديكارتية: نسبة إلى ديكارت الفيلسوف الفرنسي.

9. جوتية: نسبة إلى الشاعر الألماني جوته.
Read More | علق على هذا الموضوع

إلى متى تظل قلعة الزموريين خارج التغطية؟؟

Written By آفر برس on الجمعة، 8 يونيو 2012 | الجمعة, يونيو 08, 2012

الجمعة، 8 يونيو 2012

إن مدن المغرب بقراها بدون استثناء؛ قديمها وحديثها، كبرياتها ومتوسطها وصغارها ، ساهم ويساهم أبناؤها بالأمس واليوم، في بناء المغرب في جميع المجالات وفي كل المحطات، وذلك بتحد وإصرار ووطنية. لكن بعض المدن منها رغم صغرها ورغم نسيانها والتهميش الذي أطالها والإقصاء المفروض عليها، أعطت أكثر من غيرها، إذ تتجاوز في بعض المجالات وفي بعض المحطات كبريات المدن، عطاء وإنجازا وتضحية.

لنأخذ نموذج مدينة الخميسات الواقعة على بعد 80 كم من العاصمة الرباط (المغرب)، عاصمة زمور الأمازيغية العريقة، التي أسست من قبل الاستعمار الفرنسي حوالي الثلاثينات من القرن العشرين، الذي جعلها مركزا عسكريا لمراقبة المنطقة، ومركزا لتهيئة الجنود المغاربة، من أبناء المنطقة، لإرسالهم لجبهة الحرب العالمية الثانية. ثم بدأت تستقبل المهاجرين من ربوع المغرب، خصوصا جهة دكالة عبدة والصحراء والجنوب وغيرها أيام الجفاف والمجاعة، وكذا استقبال الهاربين من السلطة وضغوط القبيلة، مما مكن سكان الخميسات الأصليين (الزموريون) من الانفتاح الكلي وإدماج الوافدين عليها بشكل كلي وتام. وهي كونها عاصمة فيدرالية قبائل زمور، تتميز بموقع استراتيجي مهم وسط البلاد، إذ تصل حدودها الشرقية إلى مكناس، وحدودها الغربية إلى الرباط. فهو ممر ضروري عبر المحور الرئيسي الرابط بين الشرق والغرب، الواقع بين السهول المطلة على المحيط الأطلسي من جهة، وسهول السايس ومرتفعات هضاب المنطقة الشرقية من جهة أخرى. وموقعها على الطريق الرئيسية بين الرباط ومكناس، جعلها تتوسع بسرعة، إذ عرفت هجرة قروية كاسحة منذ السبعينيات من القرن الماضي.

تتوفر بلاد زمور على إمكانيات فلاحية ورعوية ومعدنية مهمة؛ أراضي خصبة، مياه جوفية مهمة، مجاري المياه الدائمة عبر أودية كثيرة، على رأسها وادي أبي رقراق، وادي بهت الذي أقيم عليه سد القنصرة، وقريبا سيبدأ العمل ببناء سد كبير على نفس الوادي ب" جمعة الولجة ". وزد على ذلك بحيرة "ضاية رومي" الرائعة المنظر التي لم تستغل بما فيه الكفاية للسياحة البيئية والترفيه، وكذا غابات شاسعة التي تعاني حاليا من إهمال قاتل مما سيؤدي إلى انقراض أشجارها وغطائها النباتي وحيواناتها. هذا إلى جانب كنوز مدينة الخميسات ونواحيها، إذ ترقد على احتياطي كبير وفريد من " البوطاس " الغني بمواده الفوسفاطية والأورنيوم وغيرها.. لقد كانت منطقة الخميسات إبان الاستعمار، الخزان الرئيسي الأول في المغرب للحبوب التي كانت تمر إلى فرنسا المستعمرة آن ذاك، خصوصا إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك عن طريق ميناء القنيطرة الشهير(Port Lyautey سابقا)، عبر سكة حديدية خاصة، كانت تمتد من الخميسات إلى الميناء السابق الذكر. وعند مد خط السكك الحديدية الرابط بين الغرب والشرق، تم القفز على إقليم الخميسات باعتباره آن ذاك مغرب غير نافع، وتحريف الخط ليمر عبر القنيطرة وسيدي اسليمان وسيدي قاسم ثم مكناس، باعتبارها مناطق نافعة، لينطلق عبر فاس وتازة إلى وجدة. وهكذا حرمت الخميسات من الخط الحديدي، الذي لا يزال يرغب سكانها في إقامته مستقبلا، لفك العزلة عنها من حيث المواصلات وتشجيع المنطقة على الإنتاج الفلاحي والصناعي وتسويقه.

فهذا الموقع الاستراتيجي وهذه الإمكانيات الغنية والمتنوعة، هي التي جعلت تمركز الحياة البشرية والحضارة ما قبل التاريخ في هذه المنطقة منذ آلاف السنين. والجدير بالذكر أن المستخرجات الأثرية لإفري (مغارة) نعمرو موسى بجماعة أيت سيبرن بوادي بهت بالخميسات، بين 2006 و 2007 وما بعدها، تشهد على وجود حضارة الفخار الجرسي الشكل في هذه المنطقة من هضاب زمور، التي تمتد من حوالي 3500 إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وذلك من خلال العثور على بقايا بشرية مع أدواتهم في قبر جماعي. هذه الحضارة تعود إلى عصر النحاس (عصر البرنزي) التي كانت منتشرة في كل أوروبا الغربية وجزء من أوروبا الوسطى. ويعتبر المغرب البلد الوحيد في كل إفريقيا الذي عرف هذه الحضارة الفريدة ( انظر مقالنا: اكتشافات أثرية تعود إلى حوالي 3000 سنة ما قبل التاريخ، في عدد من المواقع بالانترنيت). كما كانت في ما بعد، القوة الجاذبة لقبائل زمور الذين استقروا بها حوالي بداية القرن 18 بعد ترحال مستمر، دام سنين كثيرة (حوالي 100 سنة تقريبا) قبل الوصول إلى هذا الموقع. وقد قدم الزموريون تضحيات جساما للاستيلاء على هذا المكان والاستقرار به إلى يومنا هذا.
لقبائل زمور الباسلة، مساهمات في مقاومة الاستعمار، وبناء صرح الاستقلال بمقاوميهم الأشاوس وأطرهم وفعالياتهم، منذ دخوله البلاد 1912. وعقب أحداث 20 غشت، تم تنظيم المقاومة بزمور بشكل منظم، وتأليف فيالق جيش التحرير. فبحكم أن أغلبية ساكنة هذه المناطق كانت منخرطة في الجيش الفرنسي رغما عنها، فقد شكلت النواة الأولى لجيش التحرير في المغرب، منهم على سبيل المثال القادة: الكومندار محمد بن الميلودي، الكولونيل جناح بنعشير، الكولونيل إدريس بن بوبكر، الكومندار إدريس الحارثي وغيرهم الذين التحقوا فيما بعد بالجيش الملكي، وساهم البعض منهم في تحرير الصحراء، وقدموا أنفسهم شهداء في سبيلها. نستسمح لعدم ذكر كل أسماء المقاومين وجيش التحرير في هذا المقام وهم كثر، رغم كون الباقين منهم على قيد الحياة وذوي الحقوق للمتوفين منهم، لا زالوا يعانون من النسيان والتهميش والإقصاء إلى يومنا هذا.

ومن المحطات الوطنية الهامة في المنطقة نذكر:

- تأسيس فرع كتلة العمل الوطني بالخميسات سنة 1936.

- شرف توقيع ثلاثة من أبناء قبائل زمور الأبرار، علي وثيقة المطالبة بالاستقلال من بين حوالي 66 موقع، في 11 يناير 1944، وهم: عمرو بن ناصر الزموري، عبد الله الرحماني، عبد الحميد الزموري، رغم كون بلدة الخميسات كانت عبارة عن إدارة استعمارية ومركز عسكري للقوات الفرنسية، وكنيسة وبعض الأحياء ومسجد ومدرسة التي تحولت فيما بعد إلى ثانوية موسى بن نصير، في الوقت الذي لم تساهم عدة مدن مغربية عريقة وغيرها في التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية آن ذاك.

- أحداث 22 أكتوبر 1937 والتي تميزت بتنظيم مظاهرة بتنسيق مع الحركة الوطنية، والتي كانت انطلاقة لتظاهرات مماثلة عمت كل جهات المغرب، في مواجهة مسعى الاستعمار إلى التفرقة بين العرب والأمازيغ، بقيادة أبناء زمور القادمين من جامعة القرويين بفاس وعلى رأسهم سي أحمد بوبية صاحب مذكرات، المنشورة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، من طرف ابنه الدكتور فوزي، في كتاب: قبائل زمور والحركة الوطنية. ومن بين العوامل التي أدت إلى تنظيم هذه التظاهرة، نذكر : الاحتجاج لدى السلطات الاستعمارية ضد محاولة عقد مؤتمر للكاثوليكيين بكنيسة القديسة تيريزا بالخميسات، وضد منع حفظة القرآن الكريم بقبيلة أيت أوريبل من إقامة موسم القرآن المعروف ب " مقام الطلبة " بضواحي الخميسات جنوبا.

- تأسيس مدرسة الأطلس الحرة في 1947، التي دشنها ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني ) رحمه الله، حيث ألقى كلمة مشهورة بالمناسبة.

هذا بالإضافة إلى مساهمة أبناء وبنات زمور، في المسيرة الخضراء لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية. كما قدم المنخرطون منهم في الجيش الملكي، شهداء كثر من ضباط وضباط الصف وجنود، على رأسهم الضابط الحارتي والطيار شانا عمر والضابط بزاعي وضابط الصف أمريضي وغيرهم، الذين تحمل شوارع حي السلام بالخميسات أسماءهم اليوم. وكذا المختطفين والمعتقلين وأسرى الحرب، من طرف بوليساريو والجزائر في مخيمات العار بتيندوف، المفرج عنهم مؤخرا. نذكر من أبناء الخميسات الطيار بنبوبكر احمد وآخرين الذين لا زالوا جميعهم يعانون من التهميش وينتظرون جبر الضرر..

فرغم كل ما سبق ذكره وما لم يذكر بعد، تظل المدينة مهمشة ومتواطأ ضدها، تنخرها مؤامرات من بعض أبنائها والوافدين عليها والحاكمين والمتحكمين في مصيرها. اسألوا الأمس القريب، كيف كانت مدينة الخميسات، قبل أن تتحول إلى عمالة في السبعينات؛ مدينة هادئة ونشيطة، جميلة بأشجار الميموزا الرائعة في فصل الربيع، محاطة من حيث الشرق بغابة تتوسطها كنيسة، والتي تحتضر أشجارها ويزحف عليها الإسمنت اللعين من كل جانب في السنوات الأخيرة، ومن الجهات الباقية تحيطها بساتين خلابة وحقول الياسمين والكرم التي قضى عليها جفاف سنين خلت، وتركت مكانها لصناديق الإسمنت والمضاربة العقارية الغير منظمة في الغالب. كانت نظيفة تروق المحليين والزائرين وكذا العابرين، تنعم بالأمن والأمان والطمأنينة. هذا إلى جانب ما يتميز به أبناء هذه المدينة كنشأة أو كأصل، من عطاءات في كل المجالات، سياسية كانت أو فنية أو ثقافية وعلمية أو رياضية وغيرها، حيث أن أغلبية هؤلاء عصاميون لا مظلة لهم تقيهم من نائبات الزمان، لم يولد جلهم وفي فمه ملعقة من ذهب. فلا تجد محطة من محطات، كانت كبيرة أو صغيرة، مهمة أو غير مهمة، التي اجتازها المغرب في تاريخه الطويل، سواء كانت سيئة الذكر أو حسنة الذكر، إلا وانخرط أو ساهم فيها أبناء منطقة زمور بشكل من الأشكال، بكل جرأة وفعالية وروح وطنية عالية، رغم أنهم في الغالب لا يخدمون منطقتهم بقدر ما يخدمون الوافدين من رجالات السلطة وغيرهم حتى قيل: " مولاي بوعزة ما كيعطي غير للبراني " و " خبز الدار كيكلو البراني ".

فبالنسبة للفقهاء والعلماء في الدين والأدب والحساب وغيرها من العلوم في ما قبل الاستعمار، عرفت قبائل زمور، قبل وجود مدينة الخميسات وغيرها، رجالات امتهنوا التدريس والقضاء والوزارة وغيرها. نذكر على سبيل المثال لا الحصر: محمد بن العربي الزموري الحذراني، علامة وأديب ومدرس.. ومحمد بن إدريس بن محمد العمراوي الزموري البويحياوي، الوزير الأديب الكبير، استوزره السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام أيام خلافته بفاس. وأبو العباس أحمد بن محمد الحكماوي، أسند إليه قضاء العدوتين سلا والرباط، وذلك عام 1214 هـ، والقاضي صالح أبو محمد بن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد الحكماوي، تولى قضاء مكناسة الزيتون، وخطبة جامع قصبتها المولوية، والتدريس بجامعها الأعظم.

وبالنسبة للمستوى الثقافي والعلمي والمهني في السنوات الأخيرة، يمكن أن نتحدث عن ثلة من مثقفين، وباحثين وأساتذة جامعيين في مختلف التخصصات وبمختلف الجامعات والمدارس العليا بالمغرب، التي تزخر بها منطقة زمور ومدينة الخميسات. نذكر على رأس هؤلاء الباحثة في السوسيولوجيا الدكتورة رحمة بورقية، أستاذة جامعية ورئيسة جامعة الحسن الثاني بالمحمدية، وعضو في اللجنة الوطنية لمدونة الأسرة، وعضو في الهيئة العليا للحوار الوطني لإصلاح العدالة مؤخرا، صاحبة كتاب: الدولة والسلطة والمجتمع ( دراسة في الثابت والمتحول في علاقة الدولة بالقبائل بالمغرب، النموذج قبائل زمور )، والدكتور إدريس أوعويشة رئيس جامعة الأخوين بمدينة إفران، التي تعتبر أهم مراكز العلم في المغرب، والباحث في القانون الخاص بكلية الحقوق والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة الدكتور عبد الله أونير وغيره من الأساتذة الجامعيين الموزعين على الجامعات والكليات والمدارس العليا بالمغرب، ومجموعة من الباحثين بالمعهد الملكي للأمازيغية، كالدكتور في اللسانيات وديداكتيك اللغات بلعيد بودريس، والدكتور مصطفى أعشي أستاذ التاريخ القديم والباحث في الجذور التاريخية للأمازيغية والأمازيغ، والدكتور في علم الاجتماع حمو بالغازي صاحب كتاب: ثاضا عند قبائل زمور بالفرنسية من منشورات المعهد، وغيرهم من الأطر. وكذا البروفسور مولاي إدريس عرشان الطبيب الخاص للملك الحسن الثاني، والبروفسور المبرز شانا الحسين في طب العيون والبروفسور المساعد في الجراحة نبيل بوسلمام، كلاهما بالمستشفى العسكري وبالمستشفى الجامعي بالرباط، والبروفسور المساعد في الدماغ والأعصاب بالمستشفى الجامعي بفاس، الشاب سويرتي زهير ابن المرحوم الدكتور سويرتي محمد الناقد والأديب، مربي الأجيال بالخميسات، والدكتور بنغالم مولود من الجراحين الأوائل من أبناء زمور، صاحب عيادة (كلينيك) المبادرة الوطنية بالخميسات. وكذا الباحث العالمي في مجال الطب البروفسور علال بوتجنكوت، المتخصص في مرض ألزهايمر بأمريكا بنيويورك، الذي يعتبر من المخترعين والمطورين للقاح ضد مرض ألزهايمر بأمريكا وبالعالم. وقد قام البروفسور علال بوتجمكوت بتقديم نتائج فريقه ضمن ندوة صحفية في إطار أعمال المؤتمر الدولي الأخير حول ألزهايمر، والمنعقد في هاواي في شهر يوليوز 2010، إذ توج في 23 شتنبر 2010، بجائزة " مارغريث ما كان Margaret M. Cahn للبحث العلمي " لمرض ألزهايمر التي تنظمها سنويا الجمعية العالمية لألزهايمر، كما توج من طرف جمعية مغرب ألزهايمر، بجائزة خاصة بالدار البيضاء بتاريخ 21 شتنبر 2011، بمناسبة اليوم العالمي لداء ألزهايمر ( انظر مقالي الأخير حوله: البروفسور علال بوتجنكوت وجديد لقاح داء " ألزهايمر " المنشور بعدد من المواقع عبر لانترنيت ). هذا إلى جانب أطباء وصيادلة ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعيين ومذيعين وصحفيين بالقنوات والصحف الوطنيتين، وكذا مثقفين وكتاب ومبدعين في كل المجالات الذين تزخر بهم المدينة والمنطقة.

أما فيما يتعلق بالأطر العليا في مختلف الوظائف والمهام، التي تزخر بهم الإدارة العمومية المغربية ومؤسساتها والقطاع الخاص بعد الاستقلال؛ منهم ثلة من عمال الأقاليم قديما وحديثا، كعبد الحميد الزموري وعبد الله الرحماني والمحجوبي أحرضان والسعداوي والهردوز ومحمد علي أقسو وإدريس خزاني الذي عين مؤخرا واليا على إقليم القنيطرة. إلى جانب اقتحام أبناء زمور المراكز العليا في الجيش بجميع تخصصاته، كالجنرال بنعيسى المفتش العام للجيش الملكي سابقا، والكولونيل الشافعي الذي أصيب في أحداث الصخيرات، ثم كان على رأس فريق الاتحاد الزموري لكرة القدم فيما بعد، والكولونيل بالقايد المعروف ببن إدريس، مدير سابق للأكاديمية العسكرية بمكناس، التي تخرج منها معظم ضباطنا في المغرب، والكولونيل بنحمو لحسن، والكولونيل مشاط المسئول الوطني في الوقاية المدنية والكولونيل أورامي، وكذا بالدرك الملكي الجنرال نور الدين القانبي والكولونيل كنوش والكولونيل تاونزا والكولونيل بنعاشير، وغيرهم من الضباط وضباط الصف في الجيش والدرك والقوات المساعدة الذين لم أذكر أسماءهم. وكذا في مراكز عليا في الأمن؛ كبنسمينة إدريس مدير سابق لأول مدرسة الشرطة بإفران، قبل أن ينتقل إلى رئاسة دائرة الأمن في التواركة والقصر الملكي بالرباط. وكولاة الأمن، نذكر اسم والي البيضاء الكبرى السابق، علي قاسم ومحمد أوهاشي والي طنجة حاليا، وكذا الحارس الخاص للملك الحسن الثاني المدعو بودريس. ويمكن إضافة المهندس عبد السلام أحيزون الوزير السابق والرئيس والمدير التنفيذي لشركة اتصالات المغرب حاليا. وقد اختير ضمن أفضل ثمانية مدراء شركات الاتصال على المستوى العالمي سنة 2011. وهو عضو في مجموعة من المؤسسات والجمعيات، منها: مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وجمعية للا سلمى لمحاربة السرطان، واللجنة التنفيذية لغرفة التجارة الدولية بباريس، ومجلس إدارة جامعة الأخوين في إفران. كما عين رئيسا تنفيذيا لقناة ميدي 1 سات سابقا. ومنذ ديسمبر 2006، انتخب رئيسا للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى. وكذا القانبي مراد، مدير الخطوط الجوية المغربية حاليا بأوروبا الذي يوجد مكتبه بجنيف. أما أبناؤنا وبناتنا في المهجر في كل دول العالم، كعاملين وأطر وطيارين وطيارات في الخطوط الجوية الألمانية، وأطباء وباحثين ورجال أعمال وسياسيين فحدث ولا حرج. هذا إلى جانب الجمعيات المدنية والمهنية وذوي الحاجات الخاصة والنقابات التي تنشط في المدينة وفي الإقليم، رغم تضخمها واختراقها من طرف السلطة ومحدودية تدخلاتها وعطاءاتها الإيجابية، ومعاناتها مع منح الدولة وغيرها.

وعلى المستوى السياسي، يمكن القول أن مدينة الخميسات تحتل في المغرب مكانة متميزة على الصعيد السياسي، رغم صغرها وتهميشها والتآمر على مصالحها من طرف بعض أبنائها والوافدين عليها بتواطؤ مع السلطات المحلية والإقليمية والوطنية. لقد كان ثلاثة من أبنائها السباقين لتوقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال المشار إليها أعلاه، إذ أن أحد هؤلاء الموقعين، المدعو عبد الحميد الزموري كان من بين من قدم الوثيقة للملك محمد الخامس ومستشارا له، وأول عامل على الدار البيضاء في بداية الاستقلال، وعضو في حكومته فيما بعد. وقد التحق حوالي تسعة من أبناء زمور، كوزراء في حكومات مختلفة للمملكة، وهم: عبد الحميد الزموري ومحمد حدو الشيكر وعبد السلام بنعيسى وحسن الزموري و المهندس عبد السلام أحيزون ومسعود المنصوري والدكتور عبد الحميد عواد والدكتور أولباشة سعيد، هذا إن لم نزد المحجوبي أحرضان، الفنان التشكيلي المتميز والشاعر والكاتب، الذي ينتمي لإقليم الخميسات خارج قبائل زمور، والذي كان في بداية الاستقلال عاملا على الرباط وأحوازها. كل هؤلاء لم يساهم أحد منهم في الرفع من مستوى المدينة لا اقتصاديا ولا ثقافيا ولا اجتماعيا، باستثناء عبد السلام بنعيسى الذي قدم خدمات جليلة لأبناء منطقته، وذلك بشهادة الجميع.

كما عايشت قبائل زمور خمس رؤساء أو كتاب عام للأحزاب الوطنية في فترة من فترات المشهد السياسي المغربي، منهم: المحجوبي أحرضان على رأس حزب الحركة الشعبية، ومحمود عرشان على رأس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، والذي فوتت رئاسته لابنه مؤخرا، والمرحوم بوعزة يكن على حزب الاتحاد الديمقراطي سابقا، واحدا من بين القضاة المغاربة الأوائل الذين تم تعيينهم بمجرد حصول المغرب على الاستقلال. وكذا عيسى الورديغي الذي كان بالمنفى بفرنسا، أستاذ جامعي في الاقتصاد والمحاسبة، على رأس حزب يساري الذي هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قبل أن يدمج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فيما بعد. كما أن هذه الأحزاب وزعمائها لم يهتموا إلا بمصالحهم الخاصة واكتساب كراسي في الانتخابات تضمن لهم حصانتهم لا غير.

دون نسيان ضحايا سنوات الجمر والرصاص والاختفاء القصري من أبناء زمور الأبرار، كاشباب قاسم وإبراهيم أمناي وباحسن وإدريس ولد القابلة كاتب وصحفي ومدير أسبوعية المشعل وغيرهم، وعلى رأس هؤلاء المرحوم إدريس بنزكري، مهندس ورئيس هيأة الإنصاف والمصالحة، ثم رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب. و لجبر الضرر تم تعويض أغلبيتهم، مما قلل من قيمة النضال ومصداقيته وتاريخيته، في الوقت الذي كان بدل التعويض هذا، تقدم الدولة اعتذارها لهم فقط دون تبذير المال العام لدافعي الضرائب.

وحتى معتقل تزمامارت السيئ الذكر، عرف أبناء زمور. نذكر منهم على الخصوص غاني عاشور والطيار مبارك الطويل المتزوج بأمريكية، التي ساهمت بشكل كبير في إطلاق سراح معتقلي تزمامارت. كما ساهم ويساهم اليوم شبابها كغيره من شباب المغرب في تظاهرات الربيع العربي من خلال الوقفات الاحتجاجية السلمية، التي تدعو إليها حركة شباب 20 فبراير والتنسيقية المحلية لمساندة الحركة في مدينة الخميسات عاصمة الإقليم، من أجل إسقاط الفساد وتحقيق الكرامة.

هذا، فلا يمكن أن تدخل إدارة ما أو مؤسسة ما، أو تزور مدينة أو منطقة في المغرب أو خارجه، إلا وتلتقي مع أحد أبناء مدينة الخميسات ونواحيها. وما يلفت الانتباه هو أن أبناء مدينة الخميسات لا يكترث في الغالب بعضهم ببعض داخل مدينتهم، ربما يظهر تنافس سلبي بينهم المدعم بالحسد والغيرة في غالب الأحيان، لكن خارجها، سواء داخل المغرب أو خارجه، تجدهم لا يتخلى بعضهم عن بعض، وتنسج بينهم علاقة حميمية، كأنهم أقرباء ينتمون إلى أسرة واحدة.

أما على المستوى الفني، في المسرح والسينما والموسيقى والغناء، نجد:

- بالنسبة للمسرح، أنه يمكن أن نتحدث عن وجوده بشكل عفوي في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال، إلا أن الانطلاقة الرسمية جاءت مع تأسيسنا جمعية النهضة الثقافية 1971، حيث تظم بداخلها فرقة مسرحية تحت اسم الطليعة التي كان يشرف عليها الأستاذ عبد الكريم برشيد، الذي عين بثانوية موسى بن نصير، وأحد مؤسسي جمعية النهضة آن ذاك. فعبر مسرحياته وإخراجه المتميز والمشاركة في مهرجانات مسرح الهواة، تتوجت الفرقة بعدة ألقاب في عدة مناسبات، وكان يحسب لها حساب على الصعيد الوطني. في هذه البيئة الثقافية والفنية بزغ نجم عبد الكريم برشيد بالخميسات، على الصعيد الوطني ثم بعد ذلك على الصعيد العربي والدولي. لقد أخرج للفرقة مسرحيات كثيرة من اقتباسه وتأليفه، بالإضافة إلى مشروعه الفكري حول الاحتفالية في المسرح فيما بعد، مع حصوله على شهادة دكتوراه. ثم ظهرت بعد ذلك فرق أخرى، أشهرها فرقة الجرس تحت إشراف كل من الصغير وسلام، ومحترف نون تحت إشراف عبد الكريم لفحل، ومسرح الخميسات تحت إشراف الحمداني شوقي رجل المسرح كتابة وإخراجا، وكذا كاتب السيناريو للأفلام السينمائية. هذه الفرق لا زالت تشتغل إلى اليوم رغم المضايقات والإكراهات والصعوبات المتعددة المتمثلة في غياب البنية التحتية للمسرح، إذ تشتغل في القاعة الوحيدة للشبيبة والرياضة التي لا تستجيب للشروط الضرورية لممارسة المسرح وغيره. ذلك دون أن ننسى الفكاهي الشاب المتألق يسين عبد القادر خريج برنامج كوميديا، وأيقونة الخميسات في فن الحلقة الغني عن التعريف، المعروف بباحسين ( انظر مقالنا: باحسين أو ظاهرة الفرجة الماقبل المسرح (الحلقة نموذجا ) في عدد من المواقع بالانترنيت ).

- وبالنسبة للسينما، يمكن الحديث عن مخرجين كبيرين من أبناء زمور وهما: عبازي ميلود وجلالي فرحاتي الغني عن التعريف. بلإضافة إلى كاتب السيناريو المذكور سلفا شوقي الحمداني صاحب فيلم تلفزي: منديل الصفية وغيره من الأفلام، دون أن ننسى السينوغرافي إدريس السنوسي، وثلة من الممثلين المرموقين في السينما المغربية أمثال زكرية لحلو والركراكي والصغير والضريف ويونس لهري واللائحة طويلة. لكن ما يلاحظ في المدينة غياب قاعة للسينما وكذا المهرجانات الخاصة، تبرز مكانة الخميسات في هذا المجال، التي تحتاج إلى مبادرة من ممتهني السينما من أبناء المنطقة.

- أما بالنسبة للموسيقى والغناء، يمكن أن نذكر كعلامة بارزة في هذا الميدان، الباحث الموسيقي الكبير والملحن والمؤطر ورئيس لجنة موازين أحمد عيدون من أبناء الخميسات ومن أصول زمورية. هذا إلى جانب ثلة من المغنيين والمغنيات والفرق الغنائية قديما وحديثا. ففي الوقت الذي انتشرت فيه فرق المجموعات الغنائية في السبعينات، كناس الغوان وجيل جلالة ولمشاهب وغيرها، ظهرت فرقة إمازيغن بالخميسات بلسان أمازيغي أصيل من طرف شباب المدينة وعلى رأسهم اعويط، والتي لم تدم طويلا، إلا أنه مؤخرا بدأت تتلملم لتظهر من جديد، فأول ظهور لها كان بالقناة الثامنة الأمازيغية. ثم بعد ذلك ظهرت فرق غنائية شعبية كثيرة عربية وأمازيغية، نذكر على سبيل المثال بعض الأسماء التي فرضت نفسها في الساحة الوطنية وغيرها أمثال: أملال قدور ونجات عتابو وفيصل وبوتمزوغت وبرير وخريجة أستوديو 2M في الغناء الغربي أمل البوشاري الزمورية التي تعيش بفرنسا واللائحة طويلة. إلى جانب فرق شبابية التي لها حضور متميز في المهرجانات الوطنية الحالية، وكذا فرق كثيرة لرقصة أحذوس الذائعة الصيت. هذا دون الحديث عن نقص الإمكانيات والبنيات التحتية لذلك، وعن عدم قيام مهرجانات تعرف بتراث الفنون الشعبية للمنطقة والإقليم كرقصة أحذوس والفروسية (اتبوريدة أو الفنطازية) وغيرها.

وأما على المستوى الرياضي، تزخر مدينة الخميسات ونواحيها بطاقات هائلة في شتى الرياضات، لكن تتميز برياضتين أساسيتين: كرة القدم وألعاب القوى.

- فبالنسبة لكرة القدم، نجد أن أبناء المدينة عرفوها إبان الاستعمار وفي بداية الاستقلال. لقد برزت آن ذاك أسماء ذا شأن كروي كبير، أمثال حارس المرمى إدريس بوعسرية واللاعبين: باقشيش وبنعيسى بن إدريس وأخيه الكامل وطباش ومشاط وعلي قاسم والي الدار البيضاء فيما بعد وأخيه إدريس قاسم المثقف الشامل، المكنى ب " أحلاب "، الذي كان فيما بعد يدير وينشط محطة الإذاعة الآمازيغية بالرباط بعد الاستقلال، إذ كان ملعب كرة القدم بمدرجه الذي يحمل اسم المنزه آن ذاك، وذلك بميدان سباق الخيل المعروف بالكورس أو الضاية (champ de course)، المسمى حاليا بحي السلام. ولقد أجريت فيه، حسب معاينتي آن ذاك وأنا طفل، مباراة غريبة في كرة القدم بالدراجات النارية في بداية الاستقلال. ومن ثمة توالت فرق كرة القدم إلى حدود السبعينات والثمانينات حيث بدأت تبرز بعض الأسماء التي التحقت بفرق الصفوة أو الفريق الوطني، كحراس المرمى: لحسن بوخرص وبناصر والمنصوري، واللاعبين كبن عمر الإدريسي وميخو وطباش وبوزبوز ومولاي حدو والسوسي وبالحسين نور الدين ومولاي أحمد وغيرهم. ففي السنوات الأخيرة استطاع الفريق الزموري أن يلعب في صفوف الكبار رغم بعض التعثرات العابرة، وتحول إلى مشتل وطني للاعبين، تستفيد منه مجموعة من الفرق الوطنية والفريق الوطني، إذ برزت أسماء وازنة كالشيحاني وفاتحي والكراوي، وكذا محمدينا وبادا كحاراسين في فرق وطنية، واللذين تم المناداة عليهما مؤخرا كحراس في المنتخب الوطني، إلى جانب اللاعب الشيحاني الذي يلعب مع فريق في دولة قطر. هذا دون أن ننسى الحكم الدولي المرحوم بلقولى سعيد والمدربين في كرة القدم بالأمس واليوم، إذ قدمت المدينة أربعة مدربين في كرة القدم وهم: حمادي احميدوش ذو أصول زمورية أمازيغية، اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني سابقا ومدرب فريق الحسيمة حاليا، ومحمد بوبادي وحسن مومن والحسين عموتة، وهذان الأخيران تحملا مسؤولية تدريب الفريق الوطني في أيام أزماته، وقاد عموتة فريق الفتح، وارتقى به إلى فريق الصفوة، وحقق معه ألقابا على المستوى الوطني والقاري. واليوم يدير كرة القدم بدولة قطر العربية التي كان في السابق يلعب في صفوفها.

فهذا قليل من الكثير لعطاءات أبناء الخميسات في مجال كرة القدم التي تعيش مؤخرا وحاليا مشاكل كثيرة، تؤثر في إنجازاتها السلبية المتكررة. هل هناك تفكير في إنقاذ الفريق وحفظ ماء وجه الزموريين بالخميسات؟ هذا إلى جانب الوضعية المزرية للفريق النسوي الشاب حديث النشأة بالخميسات. وهل ستجد هذه الفئة من سيأخذ بيدها؟ وهل الرياضة بصفة عامة لا تحتاج إلى التفاتة حقيقة وموضوعية؟ أسئلة مطروحة على المسؤولين بالمدينة وعلى كل الغيورين. فهل من مغيث؟؟.

- أما بالنسبة لألعاب القوى، فتاريخ الخميسات حافل بإنجازات أبطالها في هذه اللعبة، منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا محليا ووطنيا ودوليا، إذ أنجبت أبطالا من العيار الثقيل، رفعوا راية المغرب خفاقة في محافل قارية وعربية ودولية، أمثال: حدو جادور، غزلات، ابراهيم جبور، مولاي إبراهيم بوطيب، ، زهرة أعزيز، فاطمة معما، بشرى بنتهامي، زهور لقمش، مراد معروفيت وعزيز أوهادي وسناء بنهما المتوجة مؤخرا بثلاث مداليات ذهبية من بيكين في ألعاب الأولمبياد الخاصة والتي طالها التهميش وعدم استفادتها من إنجازها المتميز، وغيرهم كثير. كما لا زالت مدينة الخميسات مشتلا كبيرا لألعاب القوى لو وجدت العناية الكافية والدعم اللازم لذلك، وبنيات تحتية مناسبة لاكتشاف أبطال وبطلات في المستقبل في هذه اللعبة. ألا يستحق الإقليم أن يحتضن مركب متكامل لألعاب القوى ورئيسها الوطني الحالي زموري ابن المنطقة؟؟

فرغم تعاقب رؤساء الجماعات الحضرية والقروية بأطياف سياسية مختلفة، ورغم تعاقب مجموعة من العمال وفي مدد قصيرة من تحمل المسؤولية، ورغم تعاقب رؤساء المصالح الإدارية والمؤسسات العمومية على مدينة الخميسات وإقليمها، لرعاية شؤون المواطنين، بمختلف شرائحهم، بغرض إخراجها من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، فإن الأمور بقيت على حالها، إن لم نقل تدهورت وتراجعت بشكل كبير جدا، حسب التطور الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي بها، باستثناء بعض الإجراءات والروتوشهات التي لم تقنع أهل الخميسات، الذين ملّوا من الوعود الكاذبة ومن سلسلة انتقامات الممنهجة لأبناء زمور الأحرار، كحرمانهم على سبيل المثال من منح الدراسة مؤخرا، ومن اغتناء مجموعة من السياسيين وذوي النفوذ في السلطة والإدارة، على حساب معاناة العديد من السكان المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة. وما حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهزيلة جدا بالمقارنة مع باقي الأقاليم، إلا نموذجا صارخا لسياسة التهميش والإقصاء للمدينة وللإقليم، لحرمانهما من فرص التنمية والانعتاق من مخالب الفقر.

ورغم كون منطقة الخميسات وإقليمها تتميز بالفلاحة وتربية المواشي، فهي غير مدرجة وغير مستفيدة بشكل واضح ودقيق من سياسة المخطط الأخضر، الرامي إلى المزيد من الاستثمار والنمو. فهي تعتمد في الغالب على الإنتاج التقليدي الذي لا زال يتحكم فيه الموروث العقاري وأراضي الجموع في توزيع الملكيات الخاصة، إلى جانب الضيعات الكبرى الخاصة منها والمسترجعة المفوتة للخواص، على شكل إقطاعيات التي تقوم على استغلال اليد العاملة الرخيصة بالعالم القروي وهوامش المدن والقرى، خصوصا النساء والأطفال منهم. أما بالنسبة للمدينة فتعتمد في نشاطها الاقتصادي والتجاري على الريع والخدمات والتجارة الاستهلاكية، حيث لا مكان للتجارة الإنتاجية بها، إذ تفتقد إلى أبسط شروط الإقلاع التنموي من استثمارات داخلية وخارجية كبيرة كانت أو صغيرة، التي تتعرض للإجهاض كلما بدت محاولة في هذا الاتجاه، عندما تتعارض ومصالح القائمين على الشأن المحلي والإقليمي والجهوي، وكذا مصالح السلطات الوصية (نموذج مصير المنطقة الصناعية بالخميسات). فهذا ما يعزز ويزكي الهشاشة والتهميش والإقصاء التي تعاني منه مدينة الخميسات ونواحيها وإقليمها.

فكيف يعقل أن مدينة متوسطة الكبر، مثل الخميسات عاصمة الإقليم الذي يضم قبائل زمور وجزء من قبائل زيان وزعير ( إقليم الزيات الثلاث La Province des trois z ) التابعة لجهة الرباط سلا زمور ازعير، تتوفر على إمكانات طبيعية هائلة، وعلى الطاقات البشرية الفعالة والفاعلة التي لم تقدم لمدينتها وإقليمها ولأبناء جلدتها شيئا يذكر، عندما كانت في مواقع القرار و السلطة والنفوذ السياسي والإداري والمالي. تتوفر على كل هذا ولا تتمتع بالاحترام والتقدير والالتفاتة اللائقة والمناسبة لها، تليق بمكانة ومستوى أهلها وأبنائها. فمدينة الخميسات وإقليمها لم يشفع لها قربها من الرباط، عاصمة البلاد، في أن تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما أدى إلى تفشّي البطالة داخل صفوف شبابها، والرذيلة في صفوف بناتها، والتعاطي للمخدرات بأشكالها المتنوعة بين تلامذتها وشبابها، وتفشي الجريمة المنظمة والغير المنظمة المنفلتة من المراقبة الأمنية، وتتعرض ظلما لنعوت مشينة لا تليق بمكانتها وقيمة أهلها. هذا إلى جانب ضعف ونقص وتراجع في التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية المهترية، ونقص في الخدمات الاجتماعية والإدارية المتفشية في الإقليم بصفة عامة، وبمدينة الخميسات بصفة خاصة. وما الاحتجاجات المتكررة بالمدينة وغيرها سوى التعبير من أجل إيصال أصواتهم إلى الجهات المسئولة، للتدخل لفك العزلة و«الحكرة» الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن المدينة والإقليم، ولمحاكمة ناهبي المال العام الذين ساهموا ويساهمون في التهميش والنسيان والاغتناء الغير المشروع على حساب مشاكل الساكنة اليومية، وللمطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحق، والحق في الشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة، والعيش الكريم والقطع مع سياسة الترهيب والقمع.

وقد يذهب بعض الملاحظين والمحللين إلى القول أن المنطقة، ربما مغضوب عليها من الجهات العليا، لكونها كانت في يوم من الأيام، تنتمي إلى بلاد السيبا قبل الاستعمار، وقلعة المقاومة وجيش التحرير. وربما لكونها منفتحة ومتفتحة إلى درجة الذوبان، إذ كانت قبلة للهجرة الداخلية قديما وحديثا نظرا لموقعها الاستراتيجي وخيراتها المتنوعة، وحسن ضيافة أهلها للوافدين الغرباء عن المدينة وعن قبائل زمور. أو ربما هناك رغبة في إبقائها الضيعة والحديقة الخلفيتين كمنتزه لعاصمة المملكة، للتنزه والقنص وقضاء الحاجة. أو ربما على الأرجح لكون المسئولين الجماعيين والإداريين ورجال السلطة لم يقوموا بواجبهم المنوط بهم، أو كما يراج، لكون أحد السفهاء أو جماعة منهم، أساؤوا الأدب مع رمز البلاد أو مع أحد أفراد عائلته في مناسبة ما. فالمطلوب أن لا نؤاخذ بما فعله السفهاء منا ونحاسب على ما ارتكبه الآخرون (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا).

فرغم ما تعانيه الساكنة، لا زال أبناء منطقة زمور وأبناء مدينة الخميسات يتمنون زيارة ملكية، وهم ينتظرونها بفارغ من الصبر، لتنصفهم وتعيد الاعتبار إليهم، برفع مسلسل النسيان والتهميش والإقصاء والتحقير والانتقام، وكذا معاناتهم من استشراء الفساد وانفلات الأمني وانتشار الرذيلة والمخدرات في صفوف أبنائهم وبناتهم، وذلك بتركيز وحدة جامعية ومدارس عليا متعددة التخصصات ووحدات صناعية بها، وبنية تحتية للثقافة والرياضة والشئون الاجتماعية، تليق بمستوى أهلها وطموحاتهم، والعمل على فك العزلة قرى وبوادي الإقليم. هذه المنطقة التي عرِفت بنضالاتها وبمقاومتها الباسلة للاستعمار، وقدمت شهداء ومعتقلين ومختطفين من أجل الوحدة الوطنية، كما أنجبت أسماء وازنة في المقاومة وجيش التحرير، وأسماء رياضية وفنية وثقافية وعلمية وكفاءاتٍ وأطراً عليا في كل المجالات، تعمل داخل المدينة و خارجها، سواء داخل المغرب أو خارجه، والتي ما زال حنين المخلصين منهم كبير جدا، في العودة لخدمة ساكنتها. فالمطلوب إحياء جمعية قدماء تلاميذ موسى ابن نصير، أو العمل على لم شمل هذه الأطر وهذه الفعاليات في إطارات جمعوية، لتلعب دور الجماعة الضاغطة لمراقبة السير السليم والمثمر للشأن العام المحلي والإقليمي، لفتح الباب للتنمية المستدامة وللمشاريع التي تليق بمستوى ساكنة المدينة والإقليم، للنهوض بها وجعلها تتبوأ المكانة التي تستحقها، والدفع بقاطرة الاستثمار، الغائب الأكبر في المنطقة، إلى الأمام. .

--------------------------

ذ. بنعيسى احسينات – الخميسات (المغرب)

Abouamal47@gmail.com

ملحوظة:
استدراك:
أعتذر مسبقا لكل من لم أذكر اسمه في هذا المقال المتواضع، لكوني لم أتمكن من معرفة كل أسماء الفعاليات المهمة والنافذة في المنطقة، لأن الغاية ليست في العدد والإحصاء، بل في التمثيلية الانتقائية المتميزة، لإثارة الانتباه حول مكانة وأهمية وعطاءات أبناء هذه المنطقة، وما تستحقه الساكنة من اهتمام وعناية ورد الاعتبار، للقضاء على "الحكرة " والاستغلال والتهميش، وتحقيق الاعتراف والمساواة والكرامة.

Read More | علق على هذا الموضوع (1)

جهة ماسة درعة..او تلك المنطقة الغنية الفقيرة...فمن المسؤول

Written By آفر برس on الأربعاء، 6 يونيو 2012 | الأربعاء, يونيو 06, 2012

الأربعاء، 6 يونيو 2012


بقلم الباحث والاعلامي الحسن اعبا | تضم جهة ماسة درعة كل من..تينغير..زاكورة..ورزازات..تارودانت..واكادير الكبرى وتيزنيت..وتمتاز هده الجهة بتنوع تضاريسها ومناخها.كما تضم كتافة سكانية كبيرة.
ويسطرالشباب على الهرم السكاني.هذا من جهة اما من جهة اخرى فتعد هذه الجهة من اغنى الجهات من حيث المصادر الطبيعية..الذهب والفضة والزنك والنحاس والكوبالت بالاضافة الى معادن اخرى متنوعة لايوجد لها مثيل من الجهات الاخرى من المغرب فيما يخص هده المصادر الطبيعية.دون ان ننسى معادن اخرى اضافية من الذهب التي مازالت لم تستخرج في كل من زناكة وايت واغرضا الى اخره.كما تتميز المنطقة بثمورها المختلفة المفضلة في المغرب وهي ثمور متنوعة كالبوفقوس..وبوصكري..وتاتحموت ..والجهل وكذلك ساير..وهي اسماء الثمور الموجودة بهده الجهة الغنية بثرواتها الطبيعية
والبشرية اضف الى ذلك كله اصناف وانواع الخضروات والفواكه المتنوعة في كل من سوس ودرعة ازد على ذلك مختلف الزيوت الطبيعية كزيت الزيتون والاركان واللوز والزعفران في كا من تاليوين وتازناخت زيادة على ذلك الحناء في كل من نواحي زاكورة وؤحميدي بنواحي تازناخت اما من ناحية الصناعة التقليدية.فهناك صناعة الفضة بتنغير وتيزنيت وفي ميدان النسيج.هناك الزربية الواوزكيتية التازناختية الاصيلة المعروفة على الصعيدين الوطني والدولي كما تتميز المنطقة بطبيعة اعشابها الطبية المختلفة..كالشيح..ءيزري..تامتزير..ءيزوكني..تيزوكنيت..افزضاض..تيميجا..او النعناع البري..وهي اعشاب قلما نجدها في الجهات الاخرى من المغرب تحتوي هذه المنطقة على بحر وهو بحر اكادير وتيزنيت وهناك سدود مختلفة المصنفة والغير المصنفة اي الكبيرة والصغيرة.وتعد هده الجهة ملتقى سلاسل لجبال الاطلس الكبير والمتوسط والصغير.تتميز هده المنطقة كدلك بتنوع تقافتها المختلفة..الامازيغية الافريقية اليهودية العربية.وبها اقدم زاوية في المغرب وهي زاوية..تامكروت..بزاكورة..وبها انواع مختلفة من الفنون الامازيغية..احواش ..احيدوس..الكدرة..الهرمة..الى غير ذلك.لكن السؤال الدي يطرح لذى المتقفين هو من الدي جعل من هده المنطقة رغم غناءها منطقة فقيرة بامتياز..الا يحق لهذه الجهة ان تسير نفسها بنفسها..وهل تستطيع هده الجهة ان تلبي حاجات السكان القاطنين بهذه الجهة..نعم كل هذه الاسئلة وغيرها تطرح على الساحة.فرغم السياحة المعروفة في هذه المنطقة ورغم السينيما الدي نقول عن مركزها الموجود بورزازات..هوليود افريقيا..اي رغم كل هده المعطيات تبقى هذه الجهة من افقر الجهات المغربية على الاطلاق فمن المسؤول.؟؟؟
Read More | علق على هذا الموضوع

اسألوا هيرودوت .. عنا..

بنعيسى احسينات- المغرب |
اسألوا هيرودوت والتاريخ القديم عنا..

اسألوا البونيقيين والفينيقيين عن همتنا..
اسألوا الفراعنة واليونان عن حكامنا..

اسألوا الرومان والوندال عن شجاعتنا..

اسألوا الأندلس والعرب عن فتوحاتنا..

اسألوا البرتغال والإسبان عن حروبنا..
اسألوا فرنسا والإيطاليين عن مقاومتنا..
تنبؤكم أننا كنا ندير الزمان دوما هاهنا..

لم نهب القمع والطغيان في طلب حقنا..
فحقنا ملك مشروع، لا ينتزعه أحد منا.


نحن قوم لم ينصفنا تاريخ الإنسانية..

نحن أبناء أمازيغ أحرار النفس الأبية..

احتضنتنا الجغرافية بحب وشهامة..
تنطق فيها الأماكن بأسماء أمازيغية..

تجمعنا قبائل كبرى بشمال إفريقية..
من بني صنهاجة وزناتة ومصمودة..
المتوغلة في أعماق تاريخ البشرية..

تتوق دوما لاسترجاع الأمجاد الدفينة..

من ظلم صانعي التاريخ وشر الخليقة.
لتستعيد الأمازيغية قيمتها كلغة وثقافة.


قهرنا الغزاة والدخلاء الجدد والأقدمين..

رحبنا بدين الإسلام قبل دخول الفاتحين..
فتحنا الأندلس وأسسنا دول الجبارين..
من دولة الأدارسة وأحفاد الأورابيين..
إلى دولة المرابطين، ودولة الموحدين..

من دولة المرينيين إلى دولة الوطاسيين..
من دولة السعديين إلى دولة العلويين..
انصهر العرب واليهود فيها بالأمازيغيين.

لسنين خلت من دون تهميش الأصليين..
فبمغربيتنا نفتخر بين الأمم في العالمين.

زوجنا إدريس الأول بكنزة الأورابية..
بعد هروبه من كيد حكام الدولة العباسية..

نصبناه علينا أماما مبجلا لتوحيد الكلمة..
بنينا معا دولة قوية تشيع بشعائر سنية..

توالت عندنا من بعد ذلك دول أمازيغية..

بنت إمبراطوريات في إفريقية الشمالية..
وامتدت سلطتها إلى الجزيرة الإيبيرية..
من دولة المرابطين إلى الدولة الموحدية..

من دولة المرينيين إلى الدولة الوطاسية..
كلهم من صنهاجة.. ومصمودة.. وزناتة.


لم نضق ذرعا بحكم شرفاء السعديين..

بايعنا من أجل وحدة الوطن، العلويين..
لتستمر الدولة الوطنية دائما في العليين..

نبذنا التمييز والأحقاد بين المواطنين..

كلنا مغاربة أحرار لا أحد فوق الآخرين..
بالمصاهرة أذيب الفرق بين المتآخين..

فالعربي والأمازيغي مغاربة في العالمين..

وإن اختلف اللسان والنطق بين المقيمين..
فالاختلاف في اللغة رحمة بين المسلمين.
فلا فرق بينهما أبدا إلا بتقوى المؤمنين.


فمهما تنكر لنا تاريخ الغزاة القادمين..

ومهما قاسينا من خداع وتآمر المتآمرين..

ممن رحبنا بهم بالأمس، من الوافدين..
من الحجاز والشرق، باسم دين الفاتحين..

باسم القرآن فرضوا لغتهم على المحليين..

همشوا لغة الأجداد وهوية المغاربيين..
فلغتنا وهويتنا باقيتان أبدا مع الخالدين..

رغم فعل الإقصاء في حق الأصليين..
سنبقى أبدا أوفياء للغة الأجداد السابقين..

وسنحميها من العدى وإن كلفنا ذلك سنين.


نريد أصلا العدل كأساس الحكم يحمينا..

نريد طرا الحق والمساواة يشيعان بيننا..
نريد حقا تسامحا ينصهر فيه اختلافنا..

نريد كرامة لا نريد خنوعا لأول أمرنا..

نريد دينا قويما واحدا يوحد اتجاهاتنا..

نريد سياسة قوية واضحة تحقق وحدتنا..
لا سياسة ضعيفة غامضة تفرق صفوفنا..
نريد حرية وتعليما وصحة وسكنا لأهلنا..
نريد ثقافات أصيلة نبني بها حضارتنا..

نريد تعددا في اللغات، باختلافها تغنينا..

------------------------------------

بنعيسى احسينات- المغرب

Read More | علق على هذا الموضوع

الامازيغية في شمال افريقيا بين مطرقة الاحزاب وسندان العروبة

Written By آفر برس on الأحد، 27 مايو 2012 | الأحد, مايو 27, 2012

الأحد، 27 مايو 2012



الامازيغية لغة سكان شمال افريقيا قديما وحديثا اللغة الاصلية في هدا القطر بل هي لسان الامازيغ نعم ان..التاريخ ليس لديه يدين ولا رجلين ولايمكن له ان يخوض الحروب ولا المعارك بل الانسان هو الدي يصنع التاريخ فالانسان الامازيغي هو الدي صنع تاريخه بنفسه.الانسان هو الدي يثور ويصنع المعجزات ويبني الحضارات ويشيد القصبات والقصور ولكن رغم كل دلك فالامازيغية في شمال افريقيا توجد بين مطرقة الاحزاب وسندان العروبة.ان الامازيغية تحتاج الى احزاب سياسية قوية.تحتاج الى من يدافع عن هده الهوية سياسيا ورغم الاغلبية من السكان في شمال افريقيا هم من الامازيغ لكن دائما تبقى في الدرجة التانية او التالثة فعندما نتفحص جميع دساتير دول شمال افريقيا فدائما مانجد وفي الفقرة الاولى من هده الدساتير...دولة عربية ودينها الاسلام..كاننا هنا في السعودية او قطر او دولة من شبه الجزيرة العربية.ناهيك عن المصطلحات الاخرى التي لاتقل عنصرية من تلك..كالمغرب العربي..عواضا عن المغرب الكبير او شمال افريقيا ان جميع الاحزاب في شمال افريقيا ماهي في حقيقة الامر الا احزاب عروبية دات اديولوجية مشرقية ويظهر لنا دلك في الدفاع المستميث عن العربية والعروبة اضف الى دلك كله الاقصاء الممنهج للامازيغية والامازيغ واقصاء للبعد الافريقي واليهودي وحتى المسيحي..ان شمال افريقيا القريب جدا من اوروبا ومن افريقيا يحتاج الى دول علمانية تحترم الحريات والافكار والديانات .ان شمال افريقيا لايحتاج الى اسلام سياسي والى دول قومية عروبية بل نحتاج الى مبدا حق التعدد التقافي والاثني واللغوي وكدلك الديني..ان شمال افريقيا لايحتاج الى انظمة استبدادية ديكتاورية او الى دول تابعة للغرب ولا للشرق بل يحتاج الى افكار متقدمة وعلمانية ليس الا.
الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع

مرة اخرى منجم بوازار بتازناخت اقليم ورزازات الى اين--

Written By آفر برس on الجمعة، 25 مايو 2012 | الجمعة, مايو 25, 2012

الجمعة، 25 مايو 2012



لقد قامت نقابة العمال المعروفة..بالكدشة..بمظاهرات حاشدة ببلدية تازناخت وخاصة بعد ان غلقت هده الشركة ابوابها وبدون مبرر في وجه العمال.نعم لقد اغلقت ابوابها في 12 ماي2012 وبدون مبرر . ومن المعلوم ان سبب الاغلاق هدا يعود الى عدة مظاهرات ومسيرات ابتدات مند سنة 2011 واستمرت بدون انقطاع.وفي هدا اليوم بالدات قامت النقابة بمسيرة حاشدة ببلدية تاناخت حيث طالبت الشغيلة بابسط حقوقها المشروعة التي يخولها القانون.علما ان الشغيلة طالبت الف مرة بمنحها..بطاقة الشغل..التي اتفق عليها المسؤولون انفسهم عندما وقعوا على محضر امام عامل الاقليم. لكن كل تلك الجلسات وتلك الاتفاقيات ضربت مع الحائط وقررت الشركة اخيرا اغلاق ابوابها مما سيتسبب دلك في تشريد اكثر من 3000 اسرة.فاين حقوق الانسان واين المواد التي صادق عليها الدستور المغربي المتعلق بالمقاولات والشركات.

الحسن اعبا

Read More | علق على هذا الموضوع (1)

من المعتقدات الشعبية الامازيغية بايت واوزكيت

Written By آفر برس on الثلاثاء، 22 مايو 2012 | الثلاثاء, مايو 22, 2012

الثلاثاء، 22 مايو 2012

اجل ان لكل شعب عاداته وتقاليده واعرافه وطقوسه ومعتقداته..والمعتقد الشعبي هي مجموعة من الافكار السائدة في مجتمع معين هي افكار متوارثة واحيانا تكون مقدسة يكتسبها الانسان بوصفه فردا في المجتمع..والشعب الامازيغي كغيره من الشعوب الاخرى له معتقداته وطقوسه وعاداته وتقاليده والمعتقد الشعبي بالامازيغية..هو..تاغالت..و..ءيغال..هو..اعتقد..وجمع المعتقد هو المعتقدات..اي تيغالين..اي هو دلك الشيء الدي نؤمن به ويكاد يكون مقدسا في مجتمع ما..ومن بين هده المعتقدات الشعبية الامازيغية بايت واوزكيت هناك العديد من هده المعتقدات ومنها مثلا

-..اياك ان تضرب القط الاسود ليلا لانك ستمس بالجنون..ان المعنى او المغزى من هدا المعتقد الشعبي هو احترام الحيوان والتعاطف معه وليس شيئا اخر

- حداري ان تقوم بضرب الفتاة بالمغرفة لانها ستصبح عانسا...هدا المعتقد المغزى منه هو عدم التعدي على المراة الامازيغية بل يجب احترامها
- ان كبد الدجاج حسب المعتقد الشعبي السائد هنا بايت واوزكيت يجب ان يقدم للمراة فقط دون الدكور..ان المغزى من هدا المعتقد يدل على تقديس المراة واحترامها فالكبد بالامازيغية هو ..تاسا..وهي ترمز الى الحنان والعطف وهده الصفة موجودة عند النساء اكثر من الرجال..ان المعتقد الشعبي الامازيغي يضع المراة في المقدمة فاحترامها واجب على كل انسان.
- اياك ان تترك الفتاة او البنت تنام بدون اكل وجبة العشاء.اما الدكر او الابن فمن الخير له ان ينام ولو لم ياكل هده الوجبة..ان هدا المعتقد الشعبي يبرر دلك لكون البنت او الفتاة قبل الزواج يجب على الاسرة ان تهتم بها بل على هده الفتاة ان تاكل من رزق والديها اولا قبل ان تحط الرحال الى دار زوجها وهدا عكس الابن الدكر وحتى ان نام بدون عشاء فانه لابد له ان يستخلص الدروس والعبر لانه هو الدي سيكون قائد الاسرة مستقبلا وما عليه الا ان يجتهد ويكد من اجل مستقبل اسرته.

- حداري ان تجلس المراة الحامل على اريكة الزربية او ..ءيفكيك...فحسب هدا المعتقد بما ان المراة الحامل تكون تقيلة.فان العمل في هده الزربية سيكون تقيلا..ان المغزى من هدا كله هو عدم تشجيع المراة الحامل على ممارسة بعض الاعمال المضنية الشاقة لان دلك سيشكل خطرا على صحتها.

يتبع مع الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع

من هم ءيزناكن وماالمقصود بهده الكلمة

Written By آفر برس on الجمعة، 18 مايو 2012 | الجمعة, مايو 18, 2012

الجمعة، 18 مايو 2012


الحسن اعبا | ان العديد من الناس مازالوا يطرحون هدا السؤال..من هم ..ءيزناكن..وما اصل هده الكلمة وعلى مادا تدل..الى غير دلك من الاسئلة..ان كلمة ..ءيزناكن هده هي كلمة امازيغية بامتياز..لكن العرب ومؤرخيهم سماهم..بالصنهاجة..اما الصنهاجة هم من قبيلة لمتونة الامازيغية الصحراوية.تزعم حركتهم محمد بن تيفاوت وقام فيهم ياحيا ابن ابراهيم الكدالي الدي يدعو الناس باسم الدين ودلك بمساعدة عبد الله ابن ياسين واسست اول دولة لهم في عهد ابوبكر اللمتوني الدي تنازل لابن عمه يوسف ابن تاشفين الدي بنى مراكش وامتدت ابراطوريته الى تيمبوكتو الى الجزائر حتى الاندلس وحكموا المغرب.نعم لقد تحدث عنهم الكثير من المؤرخين بما فيهم ابن خلدون في مقدمته التاريخية المشهورة.غير ان التسمية الحقيقية الامازيغية الاصلية هي..ءيزناكن..وليس الصنهاجة كما يحلو للعرب ان تسميهم به..ولقد اشار الاستاد والصحفي علي الانصاري.الى هدا الشيء عندما قال في كتابه تحث عنوان...عائدون لنثور..وهو يتحث عن التسمية الحقيقية للطوارق على انهم..ءيزناكن..ويزيد على دلك ويقول بان القبيلة الوحيدة التي احتفضت بهدا الاسم الى الان توجد بتازناخت بورزازات وفعلا تعد هده القبيلة من اكبر القبائل واوسعها مساحة وسكانا بتازناخت الكبرى وتمتد من تازناخت الى طاطا.وءيزناكن كدلك كما يؤكد احمد سالم الموريطاني في دراسة قام بها لنيل الدكتورة..وجاء في دراسته هده..هي ان هده الكلمة..ءيزناكن..هي تلك الفرقة الغير النظامية في الجيش..وكلك...هي قطعة من اللحم...وعلى العموم..فهده الكلمة كدلك تدل على الانسان الحر الطليق..كما تدل على البسالة والشجاعة حيث نقول مثلا بالامازيغية السائد بمنطقة تازناخت الكبرى..ءيزنك..بمعنى تحمس كثيرا...وعلى اي فان ءيزناكن هي قبيلة معروفة بتازناخت الكبرى فهي التسمية الحقيقية للصنهاجة الاحرار البواسل الدين اسسوا امبراطورية كبرى من تومبوكتو الى الاندلس حيث نتدكر تلك المعارك الكبرى كالزلاقة بالاندلس وغيرها من المعارك التي خاضها هؤلاء باسم الجهاد والدين.والشيء نفسه اشار اليه المرحوم والاستاد الكبير والشاعر الامازيغي المشهور..علي الصديقي ازايكو..في كتابه..من الاعلام الامازيغية..عندما اشار الى اسطورة قديمة معروفة والتي مازال الناس يرددونها بالسنتهم..تاكزالت..تاحكانت..وهما امراتان الاولى تمتل المرابطين الصنهاجة.ءيزناكن..والثانية..تمتل المواحدين..تاسكتيت او بعبارة اخرى اي دلك الصراع القائم بين المرابطين والموحدين.
Read More | علق على هذا الموضوع (4)

الامازيغية والتعليم في شمال افريقيا اي مستقبل واي افاق

Written By آفر برس on الخميس، 17 مايو 2012 | الخميس, مايو 17, 2012

الخميس، 17 مايو 2012


ترى مامكانة الامازيغية في التعليم في شمال افريقيا..وماهي العراقيل والصعوبات التي تعترض سير هده اللغة التي ارادها الله ان تكون غريبة في ارضها.اجل الكل متفق على كون الامازيغية هي لغة قائمة بداتها لها لهاجتها المختلفة ولها حروفها..اي اليفيناغ..لكن المسالة الاساسية ليس هو الحرف الامازيغي او اللاثيني بل المسالة تعود الى الانظمة العروبية القومجية في شمال افريقيا والا لمادا فرضت علينا مايسمى باللغة العربية ان كان هناك لغة عربية اصلا بشمال افريقيا ولمادا اجبرنا على تعلم اللغات الاجنبية الاخرى كالفرنسية والانكليزية والايطالية والاسبانية ولمادا لم تستطع الحكومات ولا حتى الوزاراة الخاصة واقصد وزارة التعليم بهدا القطر ان تجعل من هده اللغة لغة اجبارية وبدون نقاش في هدا القطر..ان الامازيغية ورغم ادخالها وجعلها كلغة رسمية في بعض الدساتير في شمال افريقيا فان الجانب التعلمي منها لم يرقى الى المستوى المطلوب.لقد اهملت الحكومات بشمال افريقيا الجانب التعلمي لهده اللغة الدي هو الاساس فاكتفت فقط بالجانب التقافي من عادات وتقاليد واعراف وادب الى غير دلك.لكن لايمكن لنا ان نصل الى مانصبو اليه دون الاهتمام بالجانب السياسي.فان اي لغة ادا ارادت ان تكون قوية لابد ان توجد خلفها احزاب امازيغية قوية للدفاع عنها حتى تكون اجبارية في المنظومة التعليمية وقد علمنا التاريخ كم من لغة كانت واختفت ثم ظهرت كلغة قوية بفعل احزابها المستميتين و..العبرية كدليل واضح على دلك.الامازيغية ادا تحتاج الى احزاب سياسية قوية بشمال افريقيا والا ستدهب الامازيغية وستعود عبارة عن فلكلور سياحي ليس الا.
 الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع

من الالعاب الامازيغية القديمة..تاقورا..او الهوكي الامازيغي

Written By آفر برس on الجمعة، 11 مايو 2012 | الجمعة, مايو 11, 2012

الجمعة، 11 مايو 2012


من قال بان الهوكي ليس لعبة امازيغية..يطلق على الهوكي الامازيغي بتازناخت الكبرى..بتاقورا..ويمكن تجزئة هده الكلمة الى قسمين..تاق..بمعنى الضربة..و ..ؤرا ..بمعنى العصى المعوج في المقدمة..وتاقورا هي لعبة قديمة جدا بتازناخت الكبرى ولقد انقرضت في بداية التمانينيات من القرن الماضي..نعم هي ليست كرة مصنوعة من الجلد بل هي قطعة صغيرة تصنع من الخشب فهي لعبة خطيرة وتضرب بالعصى المقوس في المقدمة ولكن السؤال الدي يجب ان يطرح هنا هو كيف تلعب ومتى..تلعب هده اللعبة الشعبية انداك..عندما تكون النساء في القرى التابعة لتازناخت الكبرى في ايام العطل الدينية كعيد المولد والاضحى وعيد الفطر..والعطلة في المفهوم الشعبي الامازيغي هي..تيكا..حيث تنزل جميع النساء والدكور الى ساحة نطلق عليها ..اساراك..وتكون النساء في جانب والدكور في جانب اخر من الشارع وتلعب اما المرمى فهو الابواب الرئيسية للساحة وهما بابان الاول للنساء والثاني للرجال..لكنها بالمقابل هي لعبة خطيرة ولايلعبها الا الشجعان ونظرا لكونها مصنوعة من الخشب فانها خطيرة لكن الشخص ادا اصابته اصابة بليغة فانه لايحق له ان يحتج لان المعتقد الشعبي المتفق عليه يفرض على المصاب ان لايحتج وهكدا يقول المثل الشعبي في هده اللعبة..تاقورا تكا لمقادير يانت نيت ءيران..اي ان هده اللعبة هي مصيبة ولعنة لمن يريد ان يدخل الى ميدانها..نعم تلعب اللعبة فان انتصرت الايناث على الدكور.فما على الدكور الا يقوموا بمادبة خفيفة على شرف هؤلاء الايناث وهده المادبة تكون بين العصر والمغرب او مانسميه نحن ب..الاس..ولم يقتصر الامر على هدا فقط بل هناك قصيدة مشهورة مازلنا نتدكرها تقولها النساء في تلك المناسبة..وهي

احباري وانات ءيشان

وانات ءيشان ءيش باباس

ءيش باباس ارد ايالا

ارد ايالا ايكلين

اما الرجال ادا انتصروا على الائيناث فيرددون

اشكامد اتي حري ايد مي حمار

اجل هي لعبة شعبية قديمة وقديمة جدا وهاهي الان على وشك الانقراض كانت تلعب بنواحي تازناخت الكبرى ولقد اشار اليها محمد ولكاش كدلك الاداعي المعروف في جريدة اضواء الجنوب حيث قال بان هده اللعبة كانت تلعب باكادير قبل الزلزال وتسمى بسوس..تاقوراشت..

....هي لعبة تاقورا كانت تمارس بين الدكور والايناث وانقرضت في بداية التمانينيات من القرن الماضي..

الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع (2)

المراة في الاساطير الشعبية الامازيغية ..اسطورة تارير..


نعم هي اسطورة شفوية قديمة متوارثة ابا عن جد..تشبه الى حد كبير تلك الاسطورة المغربية..عيشة قندوشة..وفعلا تختلف الروايات والحكايات عن هده المراة الجنية الخرافية..كما يختلف معها طريقة السرد لكن رغم دلك فالموضوع لا يختلف.فمن هي..تارير..هي كما قلنا حسب الروايات امراة وفي نفس الوقت تتحول الى جنية شرسة..وتقول الروايات انها تشبه الى حد كبير..عيشة قندوشة..لكن هده الاخيرة كما يقول البعض قبيحة المنظر وشرشة ولها تدي كبير.لكن هده الاخيرة تمتاز بسرعة البداهة وتعرف الاسم الحقيقي للشخص التي تود الافتاك به كما تعرف اسم والديه جملة وتفصيلا حسب الاسطورة فهي تبدو لك في وهلة امراة بشرية وتنادي باسمك الكامل لكن عندما تقترب منها تتحول الى جنية فهي لاتختار الوقت المناسب كالليل كما نجد في اسطورة عيشة قندوشة بل يمكن ان تخرج لك ليلا او نهارا.وتقول الاسطورة كدلك ان العدو اللدود لهده الجنية البشرية هو الكلب حيث يمكن مثلا ان تتحول هده الاخيرة الى اللامرئي بالنسبة للانسان اما الكلب هو الوحيد من الحيوانات هو الدي يستطيع ان يراها ويتبعها الى النهاية اي حتى يقضي عليها لكن رغم دلك فالكلب بدوره عندما يعود يلفض انفاسه الاخيرة ويموت.
...اسطورة شفوية قديمة على وشك الانقراض
..نشرت بجريدة تاويزا..عام 1998
...رويت بلسان ..كل من تودة اعبا..المحجوب اهوكار..احمد اهريض
...اسطورة منتشرة بقبائل ايت واوزكيت تازناخت الكبرى نمودجا
الحسن اعبا...يتبع
Read More | علق على هذا الموضوع

ءيسكار او موسم الزواج الجماعي القديم..تازناخت القصبة عادات وتقاليد


تختفل ساكنة تازناخت القصبة في كل سنة بموسم ءيسكار..وءيسكار جمع مفرد والجمع المؤنت..تيسكار والمفرد المؤنت ..نسكرت وهي قطعة من النسيج وكما تطلق بالامازيغية..تامناط..ويسكار كدلك اتى من فعل ..كر..بمعنى الرمي بالحجارة او الحصي وهو مانجده في هدا الموسم عندما تقوم الساكنة برجم الشيطان.نعم كما قلت سابقا.هدا الموسم ي......شبه الى حد ما موسم...اهال..الدي نجده عند الطوارق الامازيغ..واهال عندنا هو ..ليتيهال..والدي يعني العرس او الزواج..ويقال عادة عندنا...ءيس تاهلت..اي هل تزوجت كما نجد هدا النوع من الزواج الجماعي بقلعة مكونة بورزازات..والدي يسمى بموسم الورود..ويطلق عندنا نحن..بموسم..ءيسكار..واثناء بحتي المتواضع استطعت ان اجمع حوالي 99 من انواع ءيسكار بالجنوب الشرقي.لكن كل هده الانواع تختلف من منطقة الى اخرى.
يبتدئ موسم ءيسكار كل سنة بعد مرور عيد الاضحى بعشرة ايام.ويفرض علينا العرف والمعتقد الشعبي بان لا نسافر خلال هده المدة حتى يمر هدا الموسم وحسب هدا المعتقد السائد فمن سافر فسوف تصيبه لعنة.نعم في هدا اليوم بالدات تقوم امراة مسنة بجمع الدقيق ..والكورداسات..تيكتسين..في القرية وفي القرى المجاورة وتعجن عجينا غريبا..لبسيس..وتوزعه في مختلف عيون المياه وحسب المعتقد الشعبي دائما ادا اخطات هده المراة في التوزيع او ان لم تفعل دلك فان كارثة ستصيب المنطقة باكملها بل سوف تقوم الرياح بكثرة في هدا اليوم.وبعد دلك تقوم جماعة من الشبان والشابات القابلين على الزواج بموكب كبير وتدق الطبول وينشدون الاشعار الامازيغية القديمة وهي اشعار غزلية بامتياز..مثل
..ءيسكار ءيغ ران اموال
كليناس تاونزا
او
ءيستيس ن سيدي موحمد
اتاشريفيني
ءيستيس ن سيدي نامير
اتالكرشيني
الى غير دلك
وبعد دلك يقومون برجم الشيطان بقرية ايداود بتازناخت.فالشيطان ماهو الا دلك الانسان الغريب الدي ياتي الى القرية ويريد ضرب هده العادات من الصميم اما الخلاص من هدا الشيطان فهو رجمه..وعنما يعود هدا الموكب مباشرة ياتي كل واحد من شباب القرية ببغله او فرسه ويتسابقون والدي ياتي في المقدمة فسوف يكون قائد القبيلة وفارسها.وعند العشاء تقوم الاسر في هده القرية بمادبة فاخرة بلحم عيد الاضحى المقدد في مثل هده المناسبة.وتقول الاسطورة القديمة. ان السبب وجود هدا الحفل يعود الى زعيم قديم في القرية.وبعدما راى بان القرية بها عوانس كثر فكر هدا الزعيم في حيلة فاستدعى اشهر شعراء القرية حيث اخد الكل يمدح فتيات القرية ولم يمر يوم على دلك حتى تزوجت جميع شبات القرية باكملهن.

...ملاحظة...هدا الموسم مازال يقام كل سنة بقرية تازناخت القصبة باقليم ورزازات
..هدا الزواج الجماعي بدا ينقرض تدريجيا وخاصة بعد تعرضه لهجوم منسق من طرف الفقهاء المتزمتين
..لقد سبق ان نشر هدا الموضوع في كل من جريدة ..تاويزا..وتمازيغت..والكاتب هو الحسن اعبا
الرواة..لقد كثر الرواة لكن اهمهم هي السيدة...فاضمة ايت سالم واخمد بن براهيم
الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع

مادا يحدث الان بمنجم بوازار التابع لشركة ؤونا بتازناخت عمالة واقليم ورزازات

Written By آفر برس on الأربعاء، 9 مايو 2012 | الأربعاء, مايو 09, 2012

الأربعاء، 9 مايو 2012


بقلم الحسن اعبا | لقد وقعت احداث كثيرة مؤخرا بمنجم بوازار التابع لتازناخت عمالة واقليم ورزازات.ومنهنا نؤكد مرة اخرى مدى غياب الاعلام الرسمي خول مايجري بهده المناطق المنتمية للجنوب الشرقي من المغرب وهدا مايؤكد ماقلناه سابقا عن ان هدا الاعلام قد مارس تعثيما اعلاميا لايخدم الجنوب الشرقي بصفة عامة.نعم لقد نشبت مواجهات لاتمث بالاخلاق بصلة بين اهل..تاسلا..وبين المسؤولون الاداريين بمنجم بوازار.ان اهل تاسلا.قاموا بمظاهرة حيث خرجت البلدة برمتها منددين ومطالبين شركة ؤونا هده بحقوقهم المشروعة.لكن الطرف الاخر يقول عكس دلك اد اكد لنا مدير منجم بوازار على ان اهل تاسلا قد تسببوا باضرار مادية لهدا المنجم التابع لشركة ؤونا هده ولم يكتفي المسؤولون الاداريين على دلك فقط.بل قامت هده البلدة بمحاصرة العمال الدين يعملون بهدا المنجم واجبرت كل عامل الدي لاينتمي الى بلدتهم بمغادرة العمل بهدا المنجم فورا وبرهنوا دلك على كون هدا المنجم ينتمي الى ترابهم الاصلي..لكن القبائل الاخرى المنتمية الى التراب التازناختي كان لهم راي اخر حيث ادلو بوثائق تؤكد بالملموس ان هدا المنجم في اصله لاينتمي الى دوار اهل تاسلا بل هو ارض كان ينتمي الى اهل تازناخت وقد اثبتوا دلك بادلة قاطعة تعود الى زمن الاستعمار الفرنسي اي لما اكتشف هدا المنجم من طرف المعمرين الفرنسيين.اجل هي مظاهرة من اشد المظاهرات قام بها افراد من دوار تاسلا دكورا واناثا مما تسبب في وفاة احد القواة المساعدة وجرح منها عدة اشخاص دون ان ننسى الاضرار المادية الكبيرة لهدا المنجم الغني..فاعتقل الاغلب من سكان هده البلدة الامازيغية من دكور وايناث .فمن المسؤول عن هده الاحداث المخزية.ولمادا هدا التعثيم المضروب على المنطقة.
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

الامازيغ في شمال افريقيا والتعتيم الاعلامي

Written By آفر برس on الاثنين، 7 مايو 2012 | الاثنين, مايو 07, 2012

الاثنين، 7 مايو 2012


سيظل شمال افريقيا موطن الامازيغيين الاحرار نارا على الامازيغ ففي ظل الحكومات السابقة المستبدة وفي ظل هده الحكومات الاسلامية التي اخدت المبادرة ستظل الامازيغية في شمال افريقيا كلغة مقهورة مادام الامازيغ ينتظرون المستحيل من هده الحكومات.ورغم ربيع شمال افريقيا ورغم الثورات التي عرفتها هده البلدان فكان شيء لم يكن.فما زال التعتيم الاعلامي المقروء والمصور والمكتوب.لم يتحسن بعد .ومازال السياسيون العرب ومفكريهم مازالوا يستعملون مصطلح..المغرب العربي..والربيع العربي الى غير دلك من المصطلحات الجهنمية العنصرية التي تقصي البعد الامازيغي والابعاد الاخرى والاجناس المتواجد بشمال افريقيا مقصية.ان الاعلام العروبي المشرقي مازال سائدا في بلدان شمال افريقيا رغم انه اعلام اخد من اموال الشعب.اجل ان اعلام هده الانظمة الديكتاتورية هو سلاح موجه الى الامازيغ والشعب الامازيغي بصفة خاصة..فمتى نتحرر من هدا الاعلام الجهنمي.
بقلم الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

هل الامازيغ شعب مضطهد..بقلم الحسن اعبا

Written By آفر برس on السبت، 5 مايو 2012 | السبت, مايو 05, 2012

السبت، 5 مايو 2012



نعم هو سؤال يستحق ان نقف عنده ونحاول مناقشة هده القضية بكل امعان وتدقيق.علما ان الاضتهاد هده هي كلمة تتناولها الالسن والاقلام وتحمل في طياتها عدة معاني مختلفة متقاربة الاطراف.ان الاضتهاد ليس بالضرورة حمل السلاح الفتاك وليس بالضرورة الهجوم على شعب ما.بل الاضتهاد يكون اكبر من دلك كله.فهو يعني طمس الهوية والتاريخ ويعني ايضا ازالة شعب ما عن حضارته وثراته الفكري والتقافي والفني.علما ان الهوية هي مجوعة من السمات والصفات والافكار يكتسبها الانسان داخل مجتمع معين.بل هي مجموعة من الاعراف والتقاليد والاعراف والقوانين في اي مجتمع من المجتمعات.وللاجابة على سؤالنا..هل الامازيغ شعب مضتهد..نعم هو كدلك مادام الامازيغ في شمال افريقيا وفي افريقيا متشتت الهوية ومادامت الانظمة العروبية قد شوهت وزورت التاريخ..واقصد تاريخ شمال افريقيا..ومادامت هده الانظمة ترتكز على البعد العروبي الاسلامي فانها قد اضتهدت بالفعل المكون الامازيغي الدي هو اصل هده الارض.فادا استحضرنا التاريخ القديم لشمال افريقيا.وعندما اقول شمال افريقيا اقول الشعب الامازيغي لانه هو صاحب هده الارض.فاننا سنجد بانه لا المستعمر الفنيقي ولا الروماني ولا البزنطي او الوندالي ولا حتى الاستعمار البرتغالي والفرنسي ولا الاسباني نجح في طمس هوية الشعب الامازيغي ولم يفلح في دلك الا العروبيين الدين اتو الى شمال افريقيا واستولو على السلطة باسم العروبة احيانا وباسم الدين تارة اخرى.نعم لقد نجح العروبيين الهلاليين في طمس هوية الشعب الامازيغ العريق فالامر هنا لايتعلق بالاضتهاد الجسدي بل بالاستيلاب والاضتهاد الفكري فهو اكبر اتضتهاد على الاطلاق واكبر من الاسلحة الفتاكة ومن اي شيء اخر.ان النهج الدي مورس ضد الامازيغ بشمال افريقيا هو نهج اتضهادي استغلالي مدل ومخزي بالنسبة للامازيغ

Read More | علق على هذا الموضوع (1)

المراة في الاساطير الشعبية الامازيغية..اسطورة ..تاسردونت ن ءيسمضال..او تاكمارت ن ءيسمضال..بغلة المقابير

Written By آفر برس on الخميس، 3 مايو 2012 | الخميس, مايو 03, 2012

الخميس، 3 مايو 2012



هي اسطورة قديمة..قيلت عنها حكايات وروايات كثيرة ومتعددة..ايت واوزكيت بتازناخت الكبرى يطلقون عليها..تاسردونت ن ءيسمضال..اما امازيغ سوس..قيطلقون عليها..تاكمارت ن ءيسمضال..وتاسردونت هي البغلة وءيسمضال هو جمع لكلمة اسمضل..وهو القبر اي بعبارة اخرى بغلة المقابير..هي امراة اسطورية خرافية خارقة للعادة..هي بشرية وحيوان جني في نفس الوقت.وتقول عنها اغلب الاساطير بالجنوب الشرقي وفي سوس.بان السبب في تحول هده البشرية الى حيوان جني اي البغلة هي كون هده المراة ماهي الا تلك الادمية البشرية الارملة التي مات عنها زوجها لكنها لم تكمل عدة حدادها الشيء الدي جعلها تتحول الى بغلة المقابير في كل سنة من ليالي ليلة القدر.وقد اتفقت جل هده الروايات المتعددة المواضيع على ان هده البغلة بيضاء اللون وتخرج ليلا وتفترس كل بشر التقت معه ليلا حيث تدهب به الى مقبرة من المقابير وتحفر لها قبرا ومن ثم يموت الانسان.لكن عندما تسمع هده المراة المتحولة او هده البغلة الجنية الى صوت ادان الفجر تختفي بسرعة حيث تده بالى بيتها وتعود الى صفتها الطبيعية.

.. ملاحظة..هي اسطورة شعبية قديمة مازالت تروى من طرف كبار المسنين..وبالدات بسوس وبالجنوب الشرقي من المغرب.الاسطورة سبق لنا نشرها في جريدة تاويزا عام 1997 ثم اعيد نشرها مرة ثانية في نفس الجريدة 1999

الاسطورة رويت بلسان كل من السيدة ايت سالم فاضمة وكلتومة فاتح والسيد احمد بن براهيم اعبايتبع مع الباحث والاعلامي الحسن اعبا.

الحسن اعبا
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

اين القضية الازوادية في اعلام شمال افريقيا..بقلم الحسن اعبا

Written By آفر برس on الثلاثاء، 1 مايو 2012 | الثلاثاء, مايو 01, 2012

الثلاثاء، 1 مايو 2012


ان الاعلام في شمال افريقيا ليس اعلاما ديمقراطيا وليس اعلاما محايدا.بل هو اعلام تضليل ليس الا.فالاعلام في تامزغا الكبرى او في شمال افريقيا اعلام نخبوي عروبي محض بعيد عن الواقع الدي نعيش فيه.ولا يلبي طموحات المواطنين ولا سيما الامازيغ.فاين ادا القضية الازوادية في اعلام شمال افريقيا.لم يتطرق اعلام هدا القطر الى هده القضية.فلا الاعلام المغربي ولا التلفزة المغربية الامازيغية ولا الاعلام المكتوب ولا المسموع ولا حتى اعلام الجزائر ولا تونس ولا ليبيا ولا حتى مصر تناول هده القضية ولم يقم هدا الاعلام النخبوي العروبي المشرقي طرح هده المسالة.بل الغريب في دلك كله اعتبر هدا الاعلام ثوار ازاواد بالمتمردين الارهابيين.ولا حتى مايسمى بالمنظمات الحقوقية في شمال افريقيا تطرق الى هدا الموضوع..اللهم باستثناء الاعلام المشرقي المتمثل في قاناة الجزيرة والعربية التي تعتبر الثوار بالمتمردين.ان هدا الاعلام المشرقي الدي يكيل بمكيالين والمتناقض كليا في افكاره عندما اعتبر التونوسيين والمصريين والبحرينيين والليبيين بالثوار في حين وصف الازاواد بالمتمردين.وهو تناقض كبير وخصاصة عندما نعلم بان القضية الازاوادية ليست حديثة العهد بل هي قضية تعود الى اواخر الستينييات من القرن الماضي.نعم هو شعب طوارقي امازيغي نادى ومازال ينادي بحقوقه الشرعية شانه في دلك كاي شعب اخر.نعم كل دول الموجودة في شمال افريقيا من المغرب الى مصر تحث على وحدة مالي وهي افكار واطروحات متناقضة فالجزائر مثلا تنادي بتقرير المصير في قضية الصحراء وبالتالي تنادي بوحدة مالي اليس هدا تناقضا واضحا لدى حكام الجزائر. ان القضية الازاوداية لا يحلها في نظري الا الامازيغ انفسهم.بجمعياتهم واحزابهم ومنظماتهم وبافكارهم.على الامازيغ ان في شمال افريقيا ان لايراهنوا على هده الحكومات العروبية المشرقية لان هده الحكومات ليست امازيغية بل هي عروبية ومنخرطة فيما يسمى بالجامعة العربية.
الحسن اعبا
aabahassan@yahoo.fr
Read More | علق على هذا الموضوع (1)

Recent Post

 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website