Test Footer

مرئيات
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل

من هم الامازيغ سكان ليبيا الأولون ؟

Written By آفر برس on الثلاثاء، 31 يوليو 2012 | الثلاثاء, يوليو 31, 2012

الثلاثاء، 31 يوليو 2012


برنامج قناة ليبيا الاحرار "أيام رمضان" | 22-7-2012 | من هم الامازيغ سكان ليبيا الأولون ؟ لقاء مع الأستاذ ميلود يوسف ميلود الفساطوري.
Read More | علق على هذا الموضوع

البروفسور علال بوتجنكوت وجديد لقاح داء " ألزهايمر "



ذ. بنعيسى احسينات - المغرب

لقد ظل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في المغرب شحيح العطاء إن لم نقل تجاهل شبه تام، لعقولنا المهاجرة التي تغرد في دول المهجر في مجالات سياسية واقتصادية وعلمية، الذين هم بمثابة سفراء فوق العادة لبلدانهم، بل أكثر من ذلك بكثير. فناذرا جدا ما يتناول إعلامنا بتصنيفاته المختلفة، قضايا عقولنا المهاجرة المتميزة بنجاحاتها الباهرة، التي تعمل في دول المهجر بأوروبا وأمريكا وغيرهما.

 لقد تجاهل برنامج " بدون حرج " المقدم من طرف Medi 1 TV حول موضوع  داء " ألزهايمر " في المغرب ، كما تجاهلت القناة الثانية المغربية  2M في برنامجها Grand angle حول موضوع داء " ألزهايمر"؛ تجاهلا معا وجود عالم وباحث مغربي؛  أحد أبناء المغرب المغتربين بأمريكا، وللتذكير، فإن القناة الثانية قد أنجزت سابقا روبرتاجا محتشما بنيويورك في 23 ماي 2011 حول هذا العالم الشاب، الذي رفع رأس المغاربة عاليا بين أمم الأرض في مجال بحثه الطبي السيكولوجي، ولم يستشهد به برنامج   Grand angle، إذ اقتصر على ذكر اسمه في أقل من ثانية، دون أن ينتبه إليه أحد. فإعلامنا كسول ومهمل إن لم نقل ناقص التكوين والجرأة، وهو في حاجة إلى روح التمحيص و التنقيب في إطار الموضوعية المهنية والحياد الضروريين.
كل ذلك في ولمعرفة جديد البروفسور بوتاجنكوت علال، لابد أن نبدأ من البداية حتى نضع القارئ والمهتم في صورة شمولية وواضحة، أقدم ملخصا للحوار الذي أجريته معه، المنشور في عدد من المواقع وعلى رأسها موقع "هيسبريس" 2009، تحت عنوان: د. علال بوتجنكوت : لم نختر الهجرة، بل هي التي اختارتنا "،  أو " حوار خاص: جديد الباحث المغربي البروفسور علال بوتجنكوت ( في مجال اكتشاف وتطوير لقاح ألزهايمر Alzheimer بأمريكا ) بباقي المواقع، مع التركيز على مجاله العلمي وبحثه الخاص في تطاق اكتشاف وتطوير لقاح " ألزهايمر "  Alzheimer بأمريكا إلى حدود 2011.
يرى البروفسور علال بوتجنكوت أن داء "ألزهايمر" (Alzheimer)، مرض ”انحلالي-عصبي” الذي يتميز بنوعين من التمزق على  مستوى الصفائح الهرمية، وانحلالات” ليف-عصبية”.وتبدأ أعراض هذا المرض في شكل اضطرابات على مستوى الذاكرة التي تتناقص مع مرور الزمن .ويصاب المرضى على إثرها باضطرابات في النطق والإدراك، وكذا السلوكات الحركية .ويعاني المريض بهذا الداء من توسع على مستوى البطن الجانبي وثقب في الشقوق الإيحائية، مع انخفاض في وزن الدماغ. وذالك طبعا مرتبط بالتقدم في السن.

 لقد بدأ البروفسور بوتاجنكوت علال في الأول بالاشتغال على داء ألزهايمر منذ سنة 2000. هدفه منذ أن كان ببلجيكا بمدينة ”سانت نيكلاس” بكلية الطب ببروكسيل، كان مرتكزا في البداية على الفهم الجيد لميكانيزمات، وكذا الجانب الجيني الوراثي للمرض. من أجل التأكد من عمله هذا، طور وأنتج نموذجين حيوانيين الحاملين لجينات المرض (transgénique). هذين النموذجين، تم استعمالهما من طرف شركة صيدلانية بباريس.   لكن أحد هذه النماذج، قدمه في مؤتمر أورون مستريشت (Euron, Mastricht) بهولندا في 2001، وبعد ذلك، قدم النموذج الثاني مصحوبا بعمل آخر حول مرض ألزهايمر؛ وقد هيئ من أجل ذلك خريطة لتوزيع بروتين" طو " (tau) في مختلف نواحي مخ مرضى ألزهايمر بعد موتهم، التي تم مقارنتها مع الحالات العادية. هذين العملين قدما في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر بالسويد في 2002.
ومنذ ولوجه المستشفى الجامعي بنيويورك، كان يشتغل مع زملائه في شعبة الطب النفسي وعلم الأعصاب ، حول العلاج المناعي (l’immunothérapie) لمرض ألزهايمر. هكذا حققوا ما يريدون في ظرف سنتين التي قضاها بنيويورك. حيث حاول مع رفاقه حل المشكل الذي نتج عن اللقاح الأول لألزهايمر الذي يستهدف ”الأميلويد بيتا”، والذي توقف بسبب تأثيراته الجانبية المتمثلة في ”المينانجيت الرأسي” الملاحَظ عند 6% من المصابين. أما فيما يتعلق بالجديد في هذا الاكتشاف، فقد طور فريقه لقاحا جديدا، والمتمثل في ”بيبتيد متفرع عن الأميلويد بيتا 42 ، والذي يستهدف ”الأميلويد بيتا الخارج خلوي”، وذلك باختزال معدل الأميلويد بيتا بنسبة 46% على مستوى المخ، و بدون تأثيرات جانبية. وكان قد قدم هذا العمل في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر المنعقد بمدريد عام 2006.
 وبعد ذلك تم تقديم أول لقاح في العالم، في المؤتمر العالمي بشيكاكو 2008 ، الذي طوروه ضد باطلوجية الطو (la pathologie Tau) والذي نشر في جريدة علم الأعصاب في 2007 . لكن النموذج الذي استعملوه، لم يكن صالحا جدا ( مثاليا ) لهذا الداء.
وحتى يصبح هذا اللقاح صالحا لعلاج داء ألزهايمر بصفة حقيقية، كما يوضح البروفسور بوتاجنكوت علال، وجب أولا إجراء عدة تجارب أخرى على نماذج تحمل جينية أخرى، حيث يمكن الحصول على نفس النتائج. المشكل هنا هو عدم وجود نموذج حيواني يحمل الجين المثالي للمرض ألا وهو”طو” (Tau) الذي يعتبر أحد الجينات المسببة لألزهايمر (. (Alzheimer
ولحل هذا الإشكال، قام البروفسور بوتجنكوت بتحمل كامل المسؤولية في تطوير هذا النموذج الجيني المثالي، فطور بنجاح، نموذجا جينيا مزدوجا جديدا مثاليا للمرض المتلازم ”طو”. هذا النموذج المزدوج، يعبر عن جينيين للإنسان، المتدخلين في داء ألزهايمر وهما : ”طو ”  و "بريسيلين."
         لهذا طور نموذجا جديدا، الحامل للجينات (transgénique) الذي جرب عليه اللقاح الجديد ضد "طو"،  والذي أعطى نتائج مبهرة مقارنة، مع ما حصلنا عليه في النموذج الأول، خاصة أن هذا النموذج أقرب بكثير بالنسبة للباطولوجيا (pathologies) التي نجدها عند المصابين بهذا الداء. فهذا النموذج قدمه في المؤتمر العالمي بشيكاكو بصحبة رئيس قسم تخصصه في 2008.
 لم يكن مرض ألزهايمر متصفا بباطولوجية (pathologie) واحدة بل اثنتان: الصفائح الهرمية (plaques séniles) والطو (Tau): ففي ما يتعلق بالضرر الباقي المتمثل في الصفائح  الهرمية الشيخوخية، لقد توصل مع فريقه أخيرا إلى تطوير لقاحه هو الآخر، الذي تم تجريبه على نموذج حيواني المطور للصفائح، هذا اللقاح، ركب بشكل رائع من خلال استعمال لتكنولوجيا عالية والمستعمل عن طريق الفم (oral vaccine). وقد قدم النتائج التمهيدية لهذا اللقاح في المؤتمر العالمي لعلم الأعصاب بسان دياكو (San Diego) 2007 بأمريكا. وبعد سنتين بينت التحليلات أن هذا اللقاح اختزل نسبة 75% من صفائح مخ الحيوانات، الحاملين للجينات المريضة المعالجة (transgéniques)، وكذا بدون نزيف دقيق كآثار جانبي. هذا العمل المتواضع الذي يتشرف في البداية كصاحب اكتشافه الأول، رفقة زميله " فرناندو" الذي ساعده كثيرا، المنشور في المجلة العالمية لمرض ألزهايمر. هذا اللقاح، يعد مناسبا بشكل كبير لتلقيح مرضى ألزهايمر في المستقبل. لكن، قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب دائما التحقق من باقي الآثار الجانبية. الشيء الذي سيحتاج إلى سنين عديدة قبل المرور إلى المرحلة السريرية I و II و III .
 المهم في كل هذا، هو أنهم  توصلوا إلى التقليل من الباطولوجيا (la pathologie) لأول مرة، عن طريق الفم بنجاح كبير للجانب الثاني (deuxième lésion) للمرض. وهذا العمل تم  إنجازه من طرف مجموعة من الخبراء وعددهم  9 دكاترة، لكن دقة العمل وأجرأته قام بها هو وزميله " فيرنا ندو" .
 ففي عام 2009، شارك كذلك في مؤتمر دولي لداء ألزهايمر المقام  في فيينا  بالنمسا  Austria، بين 11 و 16 يوليوز 2009 ، حيث قدم فيه أعمال جديدة. وكالعادة دائما، تم تشريفه بجائزة المشاركة في هذه القمة التي منحها له المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر (ICAD). وفي نفس الوقت، توصل بدعم على شكل  جائزة كبرى من طرف جمعية ألزهايمر USA في 4 غشت 2009 ، الشيء الذي سيمكنه من متابعة أبحاثه في المستقبل، من أجل إيجاد حلول لمعضلة الصحة العمومية.
أما في ما يخص نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة، خاصة في عالمنا العربي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وكيف تتقدم الأبحاث الخاصة بالعلاج والوقاية من المرض، يقول البروفسور علال بوتجنكوت: إن الجهل أو نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة خاصة في عالمنا العربي  والمغرب على الخصوص، راجع أساسا إلى غياب الكفاءة والالتزام الضروريين لدى المسئولين عن الشأن الصحي والطبي بالمغرب وفي البلاد العربية عموما. وفي ظل عدم تحفيز البحث العلمي والطبي، فإنه من الطبيعي أن لا يحظى المرض بالاهتمام والمعرفة اللازمين حتى في الأوساط الطبية والمهنية. فأغلب الأطباء لا يمتلكون الأدوات والوسائل الضرورية لتشخيص المرض. وليست هناك إحصائيات أو معطيات حوله. بل إن أغلب الدول العربية لا تمتلك حتى مراكز للذاكرة كفيلة بالاضطلاع بمثل هذه المهمة.
  يقول: يجب إذن تحفيز البحث حول الموضوع والقيام بدراسات وطنية حوله أولا. ثم القيام بتنظيم ملتقيات وندوات يشارك فيها متخصصون، ويتم نشر نتائجها وخلاصاتها على نطاق واسع، وحتى في الدوريات العلمية الدولية. ليكون لذلك صدى أيضا في وسائل الإعلام التي يجب أن تساهم بدورها في التحسيس بالمرض والوقاية منه. لكن الحديث الذي يتم حاليا حول مرض ألزهايمر في وسائل الإعلام يتم فقط بصفة غير مباشرة وجد محدودة من خلال بعض الحالات التي نتعرف عليها نحن كمتخصصين والتي نشاهدها ضمن برنامج «مختفون» على القناة الثانية، دون أن يعرف أو يذكر أحد أنها تتعلق بداء ألزهايمر، وبعض البرامج الفقيرة الناقصة الغير المهنية حول داء ألزهايمر. وهناك من العائلات التي تستحي حتى أن تعرض مرضاها على طبيب مختص، بل تفضل أن تحبسهم في المنازل أو اصطحابهم إلى بعض معاقل الدجل والسحر والشعوذة، بدعوى الجنون أو الخرف. وهو شيء مؤسف فعلا.
ويستطرد قائلا: لابد أيضا من إحداث بنيات مختصة، بدءا من شعب علمية في الطب وعلم النفس مختصة في الأمراض الانحلالية العصبية، وصولا إلى مراكز استقبال للأشخاص المصابين بهذه الأمراض وعلى رأسها ألزهايمر. كما يتوجب تنظيم لقاءات وندوات لفائدة عائلات المرضى. وقد كان أول من أطر ندوة علمية حول داء ألزهايمر في سنة 2004 بمدينة طنجة. إن الحكومة المغربية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال اتجاه المرضى وعائلاتهم واتجاه إيجاد وسائل التحسيس والتعريف والدعم المعنوي والمادي في مواجهة هذا المرض الذي يهم حاليا 26 مليون شخص عبر العالم وينتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 115 مليون شخص في سنة 2050. هذا في الوقت الذي ما زلنا في المغرب نجهل حتى عدد الحالات الموجودة عندنا. يقال أن العدد يقارب 80 ألف حالة في المغرب.
  وإذا تم تشخيص داء ألزهايمر لدى مريض ما، يقول البروفسور بوتجنكوت، فلا بد أن تلعب الأسرة دورها الأساسي في مواكبة حالته بدءا من عرضه على طبيب أعصاب أو طبيب نفساني مختص في الاضطرابات العصبية. وذلك حتى يمكن مساعدته والتكفل بحالته في مرحلة مبكرة. فهناك عدة أدوية بإمكانها تأخير تطور الحالة والتخفيف من حدة مضاعفات المرض.
ولقد قدم نصيحة أساسية وجهها إلى الأسر، وهي عدم حبس المرضى أو عزلهم، فمن شأن ذلك أن يفاقم حالتهم، لأنهم في حاجة أكبر وأمس إلى الدفء العائلي والأجواء الاجتماعية والمعاملة الطيبة. كما يجب أن يخضع أفراد الأسرة لبعض الدروس التكوينية من أجل معرفة كيفية التعامل مع المرضى وتقديم المساعدة النفسية لهم.
  وبالنسبة إلى تجربة البروفسور علال بوتجمكوت في البحث العلمي حول داء ألزهايمر، وبعد سلسلة اللقاحات المضادة له والتي تمكن من تطويرها ضمن فريق عمل يعمل معه في جامعة نيويورك منذ سنوات، وخاصة منها اللقاح المضاد لباطولوجيا (طو Tau) كأول لقاح توصلوا إليه قبل أن يطوروا لقاحا أخر مضادا للصفائح الهرمية، ثم نموذجا ثالثا للقاحات قاموا بتقديمه ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لألزهايمر في سنة 2008 ... هذه التجربة وصلت بهم حاليا في سنة 2010 إلى تطوير لقاح جديد مضاد لباطولوجيا (طو Tau) حقق نتائج مخبرية هائلة، حيث مكن من خفض مستوى المرض بنسبة 58% في أدمغة الفئران المعالجة مخبريا. وقد قام  البروفسور علال بوتجمكوت بتقديم هذه النتائج ضمن ندوة صحفية في إطار أعمال المؤتمر الدولي الأخير حول ألزهايمر، والمنعقد في هاواي في شهر يوليوز  2010، إذ توج
فلم يبق لنا إلا أن نعتز كثيرا بالبروفسور والعالم الباحث علال بوتجنكوت ونفتخر به، ونثمن عاليا مجهوداته وإنجازاته، ونقدر تضحياته وتفانيه في العمل الصالح في خدمة الصحة العامة في العالم، دون أن ينتظر لا جزاء ولا شكورا ولا اعترافا ولا تقديرا من بلده ووطنه وأمته. يكفيه فخرا أنه معترف به ومتوج عالميا على كل ما قدمه ويقدمه من خدمة للإنسانية جمعاء، مشرفا بلده رافعا سمعته عاليا في المحافل الدولية في مجال الطب والصحة العامة. بورك فيه وفي نتائج أعماله ووفقه الله وسدد خطاه.
-------------------
ذ. بنعيسى احسينات – المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع

منطقة الخميسات والحاجة إلى التنمية!!..

Written By آفر برس on الثلاثاء، 24 يوليو 2012 | الثلاثاء, يوليو 24, 2012

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

ذ. بنعيسى احسينات – (المغرب)  |

إن مدينة الخميسات، عاصمة قبائل زمور العريقة، بما في ذلك منطقتها بقراها ومدنها الصغيرة، الغير البعيدة عن عاصمة المملكة الرباط (المغرب)، تأسست من قبل الاستعمار الفرنسي حوالي الثلاثينات من القرن العشرين، الذي جعلها مركزا عسكريا لمراقبة البلاد، ومركزا لتهيئة الجنود المغاربة، من أبناء المنطقة، لإرسالهم لجبهة الحرب العالمية الثانية. ثم بدأت تستقبل المهاجرين من ربوع المغرب، خصوصا جهة دكالة عبدة والصحراء والجنوب وغيرها أيام الجفاف والمجاعة، وكذا استقبال الهاربين من السلطة وضغوط القبيلة، مما مكن سكان الخميسات الأصليين (الزموريون) من الانفتاح الكلي وإدماج الوافدين عليها بشكل كلي وتام. تتميز منطقة الخميسات بموقع استراتيجي مهم وسط البلاد، إذ تصل حدودها الشرقية إلى مكناس، وحدودها الغربية إلى الرباط. فهو ممر ضروري عبر المحور الرئيسي الرابط بين الشرق والغرب، الواقع بين السهول المطلة على المحيط الأطلسي من جهة، وسهول السايس ومرتفعات هضاب المنطقة الشرقية من جهة أخرى. وموقع مدينة الخميسات على الطريق الرئيسية بين الرباط ومكناس، جعلها تتوسع بسرعة، إذ عرفت هجرة قروية كاسحة منذ السبعينيات من القرن الماضي.
تتوفر بلاد زمور على إمكانيات فلاحية ورعوية ومعدنية مهمة؛ أراضي خصبة، مياه جوفية مهمة، مجاري المياه الدائمة عبر أودية كثيرة، على رأسها وادي بورقراق، وادي بهت الذي أقيم عليه سد القنصرة، وقريبا سيبدأ العمل ببناء سد كبير على نفس الوادي ب" جمعة الولجة ". وزد على ذلك بحيرة "ضاية رومي" الرائعة المنظر التي لم تستغل بما فيه الكفاية للسياحة البيئية والترفيه، وكذا غابات شاسعة التي تعاني حاليا من إهمال قاتل مما سيؤدي إلى انقراض أشجارها وغطائها النباتي وحيواناتها. هذا إلى جانب كنوز مدينة الخميسات ونواحيها، إذ ترقد على احتياطي كبير وفريد من " البوطاس " الغني بمواده الفوسفاطية والأورنيوم وغيرها.. لقد كانت منطقة الخميسات إبان الاستعمار، الخزان الرئيسي الأول في المغرب للحبوب التي كانت تمر إلى فرنسا المستعمرة آن ذاك، خصوصا إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك عن طريق ميناء القنيطرة الشهير(Port Lyautey سابقا)، عبر سكة حديدية خاصة، كانت تمتد من الخميسات إلى الميناء السابق الذكر.
فهذا الموقع الاستراتيجي هو الذي جعل تمركز الحياة البشرية والحضارة ما قبل التاريخ في هذه المنطقة منذ آلاف السنين. والجدير بالذكر أن المستخرجات الأثرية لإفري (مغارة) نعمرو موسى بجماعة أيت سيبرن بوادي بهت بالخميسات، بين 2006 و 2007 وما بعدها، تشهد على وجود حضارة الفخار الجرسي الشكل في هذه المنطقة من هضاب زمور، التي تمتد من حوالي 3500 إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وذلك من خلال العثور على بقايا بشرية مع أدواتهم في قبر جماعي. هذه الحضارة تعود إلى عصر النحاس (عصر البرنزي) التي كانت منتشرة في كل أوروبا الغربية وجزء من أوروبا الوسطى. ويعتبر المغرب البلد الوحيد في كل إفريقيا الذي عرف هذه الحضارة الفريدة ( انظر مقالنا: اكتشافات أثرية تعود إلى حوالي 3000 سنة ما قبل التاريخ، في عدد من المواقع بالانترنيت). كما كانت في ما بعد، القوة الجاذبة لقبائل زمور الذين استقروا بها حوالي بداية القرن 19 بعد ترحال مستمر، دام سنين كثيرة (حوالي قرن تقريبا) قبل الوصول إلى هذا الموقع. وقد قدم الزموريون تضحيات جساما للاستيلاء على هذا المكان والاستقرار به إلى يومنا هذا.

لقبائل زمور الباسلة، مساهمات في مقاومة الاستعمار، وبناء صرح الاستقلال بمقاوميهم الأشاوس وأطرهم وفعالياتهم، منذ دخوله البلاد 1912. وعقب أحداث 20 غشت، تم تنظيم المقاومة بزمور بشكل منظم، وتأليف فيالق جيش التحرير. فبحكم أن أغلبية ساكنة هذه المناطق كانت منخرطة في الجيش الفرنسي رغما عنها، فقد شكلت النواة الأولى لجيش التحرير في المغرب، منهم على سبيل المثال القادة: الكومندار محمد بن الميلودي، الكولونيل جناح بنعشير، الكولونيل إدريس بن بوبكر، الكومندار إدريس الحارثي وغيرهم الذين التحقوا فيما بعد بالجيش الملكي، وساهم البعض منهم في تحرير الصحراء، وقدموا أنفسهم شهداء في سبيلها. رغم كون الباقين منهم على قيد الحياة وذوي الحقوق للمتوفين منهم، لا زالوا يعانون من النسيان والتهميش والإقصاء إلى يومنا هذا.

ومن المحطات الوطنية الهامة في المنطقة نذكر:
- تأسيس فرع كتلة العمل الوطني بالخميسات سنة 1936.

- شرف توقيع ثلاثة من أبناء قبائل زمور الأبرار، علي وثيقة المطالبة بالاستقلال من بين حوالي 66 موقع، في 11 يناير 1944، وهم: عمرو بن ناصر الزموري، عبد الله الرحماني، عبد الحميد الزموري، رغم كون بلدة الخميسات كانت عبارة عن إدارة استعمارية ومركز عسكري للقوات الفرنسية، وكنيسة وبعض الأحياء ومسجد ومدرسة التي تحولت فيما بعد إلى ثانوية موسى بن نصير، في الوقت الذي لم تساهم عدة مدن مغربية عريقة وغيرها في التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية آن ذاك.

- أحداث 22 أكتوبر 1937 والتي تميزت بتنظيم مظاهرة ببلدة الخميسات بتنسيق مع الحركة الوطنية، والتي كانت انطلاقة لتظاهرات مماثلة عمت كل جهات المغرب، في مواجهة مسعى الاستعمار إلى التفرقة بين العرب والأمازيغ، بقيادة أبناء زمور القادمين من جامعة القرويين بفاس وعلى رأسهم سي أحمد بوبية صاحب مذكرات، المنشورة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، من طرف ابنه الدكتور فوزي، في كتاب: قبائل زمور والحركة الوطنية. ومن بين العوامل التي أدت إلى تنظيم هذه التظاهرة، نذكر : الاحتجاج لدى السلطات الاستعمارية ضد محاولة عقد مؤتمر للكاثوليكيين بكنيسة القديسة تيريزا بالخميسات، وضد منع حفظة القرآن الكريم بقبيلة أيت أوريبل من إقامة موسم القرآن المعروف ب " مقام الطلبة " بضواحي الخميسات جنوبا.

- تأسيس مدرسة الأطلس الحرة في 1947 بالخميسات، التي دشنها ولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني )، حيث ألقى كلمة مشهورة بالمناسبة لا زال يحتفظ بها التاريخ.
هذا بالإضافة إلى مساهمة أبناء وبنات زمور، في المسيرة الخضراء لاسترجاع أقاليمنا الصحراوية. كما قدم المنخرطون منهم في الجيش الملكي ولا زالوا، شهداء كثر من ضباط وضباط الصف وجنود، على رأسهم الضابط الحارتي والطيار شانا عمر والضابط بزاعي وضابط الصف أمريضي وغيرهم، الذين تحمل شوارع حي السلام بالخميسات أسماءهم اليوم. وكذا المختطفين والمعتقلين وأسرى الحرب، من طرف بوليساريو والجزائر في مخيمات العار بتيندوف، المفرج عنهم مؤخرا. نذكر من أبناء الخميسات الطيار بنبوبكر احمد وآخرين الذين لا زالوا جميعهم يعانون من التهميش وينتظرون جبر الضرر..

وعلى المستوى السياسي، يمكن القول أن منطقة الخميسات تحتل في المغرب مكانة متميزة على الصعيد السياسي، رغم تهميشها والتآمر على مصالحها من طرف بعض أبنائها والوافدين عليها بتواطؤ مع السلطات المحلية والإقليمية والوطنية. لقد كان ثلاثة من أبنائها السباقين لتوقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال المشار إليها أعلاه، إذ أن أحد هؤلاء الموقعين، المدعو عبد الحميد الزموري كان من بين من قدم الوثيقة للملك محمد الخامس ومستشارا له، وأول عامل على الدار البيضاء في بداية الاستقلال، وعضو في حكومته فيما بعد. وقد التحق حوالي تسعة من أبناء زمور، كوزراء في حكومات مختلفة للمملكة، وهم: عبد الحميد الزموري ومحمد حدو الشيكر وعبد السلام بنعيسى وحسن الزموري و المهندس عبد السلام أحيزون الرئيس المدير العام للاتصالات المغرب ورئيس جامعة ألعاب القوى حاليا، ومسعود المنصوري والدكتور عبد الحميد عواد والدكتور أولباشة سعيد، هذا إن لم نزد المحجوبي أحرضان، الذي ينتمي لإقليم الخميسات خارج قبائل زمور، والذي كان في بداية الاستقلال عاملا على الرباط وأحوازها. كل هؤلاء لم يساهم أحد منهم في الرفع من مستوى المدينة لا اقتصاديا ولا ثقافيا ولا اجتماعيا، باستثناء عبد السلام بنعيسى الذي قدم خدمات جليلة لأبناء منطقته، وذلك بشهادة الجميع.

كما عايشت قبائل زمور خمس رؤساء أو كتاب عام للأحزاب الوطنية في فترة من فترات المشهد السياسي المغربي، منهم: المحجوبي أحرضان على رأس حزب الحركة الشعبية، ومحمود عرشان على رأس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، والذي فوتت رئاسته لابنه مؤخرا، والمرحوم بوعزة يكن على حزب الاتحاد الديمقراطي سابقا، وكذا عيسى الورديغي الذي كان بالمنفى بفرنسا، على رأس حزب يساري الذي هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قبل أن يدمج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فيما بعد. كما أن هذه الأحزاب وزعمائها لم يهتموا إلا باكتساب كراسي في الانتخابات تضمن لهم الحصانة وتنمية مصالحهم الخاصة لا غير.

هذا دون الحديث عن الأطر العليا في دواليب الدولة والفعاليات في مجالات مختلفة، والشخصيات العلمية والثقافية والفنية والرياضية داخل المغرب وخارجه من أبناء هذه الأرض المعطاء (انظر مقالنا المفصل: قلعة الزموريين خارج التغطية.. المنشور في عدد من المواقع ).

فرغم كون منطقة الخميسات تتميز بالفلاحة وتربية المواشي، فهي غير مدرجة وغير مستفيدة بشكل واضح ودقيق من سياسة المخطط الأخضر، الرامي إلى المزيد من الاستثمار والنمو. فهي تعتمد في الغالب على الإنتاج التقليدي الذي لا زال يتحكم فيه الموروث العقاري وأراضي الجموع في توزيع الملكيات الخاصة، إلى جانب الضيعات الكبرى الخاصة منها والمسترجعة المفوتة للخواص، على شكل إقطاعيات التي تقوم على استغلال اليد العاملة الرخيصة بالعالم القروي وهوامش المدن والقرى، خصوصا النساء والأطفال منهم. أما بالنسبة للمدينة فتعتمد في نشاطها الاقتصادي والتجاري على الريع والخدمات والتجارة الاستهلاكية، حيث لا مكان للتجارة الإنتاجية بها، إذ تفتقد إلى أبسط شروط الإقلاع التنموي من استثمارات داخلية وخارجية كبيرة كانت أو صغيرة، التي تتعرض للإجهاض كلما بدت محاولة في هذا الاتجاه، عندما تتعارض ومصالح القائمين على الشأن المحلي والإقليمي والجهوي، وكذا مصالح السلطات الوصية (نموذج مصير المنطقة الصناعية بالخميسات). فهذا ما يعزز ويزكي الهشاشة والتهميش والإقصاء التي تعاني منه مدينة الخميسات ونواحيها.

ورغم تعاقب رؤساء الجماعات الحضرية والقروية بأطياف سياسية مختلفة، ورغم تعاقب مجموعة من العمال وفي مدد قصيرة من تحمل المسؤولية، ورغم تعاقب رؤساء المصالح الإدارية والمؤسسات العمومية على مدينة الخميسات وإقليمها، لرعاية شؤون المواطنين، بمختلف شرائحهم، بغرض إخراجها من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، فإن الأمور بقيت على حالها، إن لم نقل تدهورت وتراجعت بشكل كبير جدا، حسب التطور الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي بها، باستثناء بعض الإجراءات والروتوشهات التي لم تقنع أهل الخميسات، الذين ملّوا من الوعود الكاذبة ومن سلسلة انتقامات الممنهجة لأبناء زمور الأحرار. وما حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهزيلة جدا بالمقارنة مع باقي الأقاليم والجهات، إلا نموذجا صارخا لسياسة التهميش والإقصاء للمدينة وأحوازها، لحرمانهما من فرص التنمية والانعتاق من مخالب الفقر.

فكيف يعقل أن هذه المنطقة بمدينتها ال الخميسات متوسطة الكبر ، عاصمة الإقليم الذي يضم قبائل زمور وجزء من قبائل زيان وزعير التابعة لجهة الرباط سلا زمور ازعير، تتوفر على إمكانات طبيعية هائلة، وعلى الطاقات البشرية الفعالة والفاعلة التي لم تقدم لمدينتها وإقليمها ولأبناء جلدتها شيئا يذكر ( عندما كانت في مواقع القرار و السلطة والنفوذ السياسي والإداري والمالي )، لا تتمتع اليوم بالاحترام والتقدير والالتفاتة اللائقة والمناسبة لها، تليق بمكانة ومستوى أهلها وأبنائها. فمدينة الخميسات ونواحيها لم يشفع لها قربها من الرباط، عاصمة البلاد، في أن تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما أدى إلى تفشّي البطالة داخل صفوف شبابها، والرذيلة في صفوف بناتها، والتعاطي للمخدرات بأشكالها المتنوعة بين تلامذتها وشبابها، وتفشي الجريمة المنظمة والغير المنظمة المنفلتة من المراقبة الأمنية، وتتعرض ظلما لنعوت مشينة لا تليق بمكانتها وقيمة أهلها. هذا إلى جانب ضعف ونقص وتراجع في التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية المهترية، ونقص في الخدمات الاجتماعية والإدارية المتفشية في الإقليم بصفة عامة، وبمدينة الخميسات ونواحيها بصفة خاصة. وما الاحتجاجات المتكررة بالمدينة وغيرها سوى التعبير من أجل إيصال أصواتهم إلى الجهات المسئولة، للتدخل لفك العزلة و«الحكرة» الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن المدينة والإقليم، وللمطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحق، والحق في التنمية والشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة، والعيش الكريم والقطع مع سياسة التهميش والإقصاء.

--------------------------
ذ. بنعيسى احسينات – (المغرب)
Read More | علق على هذا الموضوع

العرف الامازيغي الواوزكيتي/ الحسن اعبا



 الحسن اعبا
اجل لقد قلنا سابقا بان لكل مجتمع من المجتمعات له اعراف وقوانين خاصة به وكدلك منطقة ايت واوزكيت بتازناخت الكبرى باقليم ورزازات بالمغرب لديها عرف خاص بها.ان العلاقة بين الفرد والمجتمع هي علاقة تاتير وثاتر .اما نظام العمل الدي يميز هدا العرف هي..تاويزا..او تيويزي..او تويزا..حسب البعض.فهو نظام جماعي مكتف والدي مازال سائد الى اليوم وتاويزا..او تيويزي..هو عمل جماعي او كما يحلو للبعض من المثقفين ان يسميه..بالاشتراكية المميزة..ونكتشف دلك في جميع المجالات كالحصاد مثلا وعند النساء اثناء الاشتغال في النسيج وفي البناء واثناء اصلاح السواقي الى غير دلك من الاشياء التي تهم القبيلة واليكم اهم القصائد الجماعية التي تقال اثناء الحصاد بايت واوزكيت.
باسم نبدرك
نبدرك اربي
اتاكرامت الالا زيزا
يان كمد ءيزورن
ؤر ءيوي دنوبي
ءيفكا بناصر
امود ءيتميزار
ءيفكاس امان
ماس ءيسا ءيمندي
اتامكرا
تامكرا تين ربي
ايان كم ءيكشمن
يوسي تين ربي
نعم هي قصائد كثيرة تقال في كل مناسبة من المناسبات عندما تقوم القبيلة ببناء او اصلاح يهم افراد القبيلة وبالفعل هناك قصائد شعرية كثيرة تقال في كل عمل من الاعمال . ان العرف لدى الامازيغ بايت واوزكيت هو قانون لابد لاي شخص ان يخضع له انداك أي قبل دخول الاستعمار الفرنسي الى المغرب. والمجلس أي الاعيان لهم كامل الصلاحية بمشاورة السكان في اتخاد جميع القرارات سواء تعلق الامر بالاصلاح او الصلح او الجرائم الى غير دلك من الاشياء.انه ادا قانون تقليدي عرفي الغير المكتوب لكنه يطبق انداك وسنقوم لاحقا وفي حلقة اخرىبتبيان وتفسير كل مايتعلق بهدا العرف..
Read More | علق على هذا الموضوع

أيها الإنسان.. !!

بنعيسى احسينات - المغرب |

أيها الإنسان.. ما أكرمك!!

عندما.. تحب أهلك..

عندما.. تساعد جارك..

عندما.. تفضل عنك غيرك..

تجعل من الخير.. هدفك..

العفو عند المقدرة.. خصلتك..

شيمك التسامح دوما.. ما أعظمك!

***

أيها الإنسان.. ما أجملك!!

عندما.. تحب غيرك..

عندما.. تفهم قصدك..

عندما.. تعلم أصلك..

عندما.. تعرف حدك..

إذ ذاك.. تحصد أجرك..

فتبدو أجمل الخلق.. ما أروعك!

***

أيها الإنسان.. ما أعدلك!!

عندما.. تناصر الحق في وقته..

وتمكن المظلوم.. من حقه..

وتعيد الحق.. لأهله..

وترد الظالم.. عن ظلمه..

إذ ذاك يعاد السيف إلى غمده..

ويتحقق العدل.. ما أنصفك!

***

أيها الإنسان.. ما أسعدك..

لو حكمت.. عقلك..

لو ملكت.. نفسك..

لو أحببت.. غيرك..

لو تجاوزت.. ذنبك..

لو شكرت.. ربك..

وعرفت حقك.. ما أنسنك!

***

أيها الإنسان.. ما أبخسك!!

في سوق العمل..

في محل الشغل..

في السهل.. والجبل..

إن لم تكن.. من ذوي المال..

إن لم تكن.. من أصحاب الحال..

فأنت رقم في معادلة.. ما أشيئك!

***

أيها الإنسان.. ما أضعفك!!

عندما.. تكرس نقصك..

عندما.. تجهل قدرك..

عندما.. تبخس فضلك..

وتبيع.. في المزاد نفسك..

منطق النعامة.. يخترق صدرك ..

كفاك تفاخرا بالماضي.. ما أتفهك!

***

أيها الإنسان.. ما أجشعك!!

جماع دوما.. للمال..

مناع أبدا.. للجميل..

لا معنى عندك.. للحلال..

الخير عندك.. من المحال..

لا مكان عندك.. للجمال..

تخشى الفقر حقا.. ما أفقرك!

***

أيها الإنسان.. ما أنذلك!!

عندما.. لا تحترم نفسك..

عندما.. تبيع أصلك..

عندما.. تقتل غيرك..

عندما.. ترهب مثلك..

إذ لا تقدر.. أصلا أنسنتك..

فأنت حقير حقا.. ما أحقرك!

***

أيها الإنسان.. ما أجهلك!!

لا تفهم.. ما حولك..

لا تعلم.. ما بعدك..

وحتى.. ما قبلك..

لا تعرف حقا.. قدرك..

وقدر من رباك.. وعلمك..

فأين حق المعرفة.. ما أرذلك!

***

أيها الإنسان.. ما أظلمك!!

عندما تملك.. تتكبر..

عندما تحكم.. تتجبر..

عندما تمشي.. تتبختر..

لإخوانك.. أبدا تتنكر..

لقيم الحق.. دوما تتستر..

أين حق الوجود.. ما أبطشك!

***

أيها الإنسان.. ما أبشعك!!

عندما.. لا تطالب حقك..

عندما.. تناصر عدوك..

عندما.. تقتل إخوتك..

باسم دين.. الذي فطرك..

تعتقد.. أن الحق معك..

فأنت عدو الإنسان.. ما أرهبك!

***

أيها الإنسان.. ما أغرك!!

تعتقد.. أن المال أخلدك..

وأن جاه السلطة.. أسعدك..

وأن احتقار البشر.. أمتعك..

وأن احتكار الحق.. ميزك..

كلا.. فشبر القبر نهايتك..

فأنت عدو نفسك.. ما أخدعك!

------------------

بنعيسى احسينات - المغرب

Read More | علق على هذا الموضوع

خماسيات الوطن..

Written By آفر برس on الجمعة، 13 يوليو 2012 | الجمعة, يوليو 13, 2012

الجمعة، 13 يوليو 2012

علم المغرب


( إلى أبناء وبنات وطني )
بنعيسى احسينات – المغرب

ليس الوطن أصلا.. بحدود وخريطة..

ليس الوطن .. مجرد بطاقة وطنية..

ليس الوطن.. بنشيد وطني وراية..

ليس الوطن.. ببطاقة بريدية جميلة..

ليس الوطن.. خلاء فوق البسيطة..



الوطن.. أم المواطنين والمواطنات..

الوطن.. مقام للوطنيين والوطنيات..

الوطن.. إرث المقاومين والمقاومات..

الوطن.. دم الشهداء والشهيدات..

الوطن.. موطن التاريخ والثقافات..



الوطن يا إخوتي.. أرض، وحب وأنات..

الوطن يا أهلي.. دين وحقوق وواجبات..

الوطن يا أحبائي.. قيم وعدل ومساواة..

الوطن يا أعزائي.. إخلاص وتضحيات..

الوطن يا رفاقي.. ثقافات وحضارات..



أين نحن في كل هذا.. من الوطنية؟؟

أين نحن.. من قدسية القيم الدينية؟؟

أين نحن أبدا.. من رياحين التضحية؟؟

أين نحن دوما.. من أصول المدنية؟؟

أين نحن من روح الاختلاف والكرامة؟؟



لقد فقدنا الإحساس.. بالانتماء والحرية..

لقد ركبنا صهوة الظلم واحتقار الخليقة..

لقد آنسنا حصرا.. بالذل والفقر والرذيلة..

لقد دب اليأس فينا.. واستقر في المخيلة..

قتل فينا.. اندفاع المبادرة وطعم الهوية..



نحتاج اليوم.. إلى الوعي والاحتجاجات..

نحتاج اليوم.. إلى سيل من الانتفاضات..

نحتاج اليوم.. إلى المقاومة والثورات..

لننتفض.. لنثور على نظام بقايا الطغاة..

لنعيد الحق.. بالنضال لا بالمعجزات..



فالحق لا يؤخذ أبدا.. إلا بالتضحيات..

والكرامة لا تتحقق دوما.. إلا بالنضالات..

والفقر لا يقتل حقا.. إلا بتلبية الحاجيات..

والجهل والأمية لا ينمحيا..  إلا بالإرادات..

والوعي يبنى..  بالعمل الجاد لا بالسبات..



كفانا خنوعا.. يا عاشقي نور الحرية..

كفانا ترددا.. يا طالبي تطبيق الديمقراطية..

لقد بزغ فجر التغيير، وانتشر نوره في البرية..

فما ضاع حق.. لطالبه بالإقدام والشجاعة..

الغد المشرق آت.. بإصرار إرادة الشبيبة.
-------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع

قلة حيلة المهاجرين المغاربة تجعلهم غذاء دسما لحملات اليمين المتطرف

Written By آفر برس on الخميس، 12 يوليو 2012 | الخميس, يوليو 12, 2012

الخميس، 12 يوليو 2012


أمزيان عبدالحق -
تطل علينا الجرائد الإلكترونية البلجيكية بين الفينة والأخرى لتؤكد بالأرقام أن نسبة المغاربة بالسجون البلجيكية هي الأعلى بنسبة تفوق العشرة بالمائة، ما يعني وجود سجين مغربي بين كل عشرة سجناء والذين تتنوع جنسياتهم إلى أكثر من مائة وعشرين جنسية مختلفة، ويأتي الجزائريون في المرتبة الثانية.
وتبرز هذه التقارير في جو اقتصادي صعب، حيث يتخوف المواطنون من استفحال الأزمة الأقتصادية مع توسع الحدود الاقتصادية الأوروبية والتزايد المطرد للمهاجرين خاصة من أوروبا الشرقية وما تشكله من منافسه غير عادلة بحسب ما يرى أهل البلد، وذلك لخضوع الشركات الشرق أوروبية كبولندا مثلا لقوانين أقل صرامة مما تخضع له الشركات البلجيكية وكذا انخفاض أجور المهاجرين الجدد.

وفي إطار الحملات الانتخابابية البلجيكية، اتُّهِم حزب فْلاَمْسْ بَلَنْغْ بالعودة للتوجه الحزبي المتشدد والمتمثل في عدائه الشديد للمهاجرين، خاصة المغاربيين والجاليات الأسلامية، وهو ما مكنه في السنوات الماضية من الحصول على نسبة عالية من أصوات الناخبين البلجيكيين وهو المعروف أنذاك باسم فلامس بلوك، قبل أن تدينه أحد المحاكم البلجيكية ويضطر لتغيير إسمه إلى ما هو عليه الآن "فْلاَمْسْ بَلَنْغْ " والتقليل من من حدة هيجانه.
أمام انهيار قواعده الانتخابية بسبب عدم رغبة الأحزاب السياسية الأخرى في العمل معه وبروز حزب يميني أقل هيستيرية في السنوات الأخيرة وهو حزب "التحالف الفلامنكي الجديد" بزعامة سياسي ذكي "بارت دُ ويفر"، اضطر رجل "فلامس بلنغ" فيليب دُ فينْتَر للعودة للتوجه المتشدد من جديد، وهو ما تجلى في ملصقاته الانتخابية الكبيرة التي تصور رجلا بملامح مغاربية وعبارة "سعيد إ... اللص.. إلى الخارج دون شفقة"، وهو ما أثار استياء رئيس "جمعية مناهضة العنصرية والمساواة في الفرص" وجعله يلمح لأمكانية تقديم شكاية لدى النيابة العامة. الشيء الذي يذكرنا بحملة اليمين المتطرف بالنمسا عندما أطلق حملته بعبارة "حب الوطن أولى من اللصوص المغاربة" قبل ان يعتذر على ذلك بعد تدخل لبق وناجح للدبلوماسية المغربىة. أما الأخطر من تلك الحملات العنصرية فهو رواجها بين الناخبين الشيء الذي يعكس بصدق لا مراء فيه الوضع المحتقن بين الجالية المغاربية ومواطني تلك البلدان.

يذكر ايضا أن الجالية المغربية تنتمي إلى افقر المجموعات الأثنية في بلجيكا، وهو نتيجة منطقية إذا ما أخذنا بالحسبان تاريخ الهجرة إلى ذلك البلد، والواقع التي تتعايش فيه. فمن المعلوم أن الهجرة المغربية إلى الخارج جاءت في وقت اقتصادي وسياسي مغربي صعب خاصة بشمال المغرب، حيث هاجر أهل الريف إلى أوروبا بمستوى مدرسي ضعيف جدا حتم عليهم القبول بمناصب عمل جد متواضعة يأنف البلجيكي عن قبولها، كما أن الاعتقاد الذي كان سائدا وقتها هو أن تلك الفئة مؤقتة وأنها ستعود لديارها بعد مدة ما، مما ترتب عنه سوء تدبير الحكومات وعدم اندماج المغاربة في بيئتهم الجديدة. ويبقى التمييز العرقي حجر عثرة ضخمة أمام المساواة في فرص الشغل والخروج من الوضعية الأقتصادية التي يمكن وصفها بالسيئة. مما يعني مزيدا من الانحرافات المجتمعية ومزيدا من الدعايات السيئة التي سيوازيها تمييز عنصري أكثر حدة وربما بشكل أكثر علانية مع الاقتيات الحزبي على الكراهية للأجانب الشيء الذي يجعل احتمال شرعنة التمييز العنصري أمرا غير مستحيل الحدوث.

يضاف لهذا البعد الاقتصادي والاجتماعي ضعف الدولة المغربية نفسها، والتي كان يمكن أن تكون ذرعا دبلوماسيا وإعلاميا للجالية المغربية. فإذا كانت الفئة المغربية المهاجرة تشكل نسبة كبيرة للمغرب، وإذا كان إسهامها الاقتصادي عاملا مهما، فإن الدولة المغربية لم تحرك ما فيه الكفاية للدفاع عن أبنائها بشكل إيجابي ودبلوماسي، وظلت مقتصرة على جمعيات ربما تقتصر معرفتها على المختصين. بل راحت تنفق أموالا على إعلانات سياحية للتشجيع على زيارة المغرب، دون أن تعمل على تنظيف صورة المغاربة جراء ما لحق بها من سوء تقديم مقصود أو غير مقصود، حتى خرج علينا علماء اجتماع بلجيكيين بدراسات تخلص إلى أن السرقة والأجرام ليس عيبا عند المغاربة بل هو جزء من ثقافتهم. لا بل أن الوجه السلبي الآخر للتمثيل الوطني في الخارج يتمثل في أحوال القنصليات المغربية، التي جعلت منها رغم التفرغ الجدي لموظيفيها جزيرة إدارية منعزلة عن ظروف الإدارة البلجيكية، وهو ما يجعل المواطن المغربي يخرج منها أكثر قناعة بأن بلدنا لا يزال في تصنيف دول العالم الثالث.
والسؤال الذي ربما يتثاقل المعنيون في طرحه هو: إلى أي مدى ستصمد الجالية المغربية -خاصة التي ولدت وترعرعت بالمهجر- أمام إكراهات الذوبان في بيئتها الجديدة؟
لا شك أن التربية المغربية وفي صميمها النشأة الأسلامية تشكل سياجا حاميا لهوية المغاربة، يغذيها الجو المجتمعي السلبي الذي يعيشونه في بلدان المهجر ويدفعها للتقوقع، لكن كل قوانين الاتزان الطبيعية والوضعية لها محدودية في المقاومة وتخضع لأعادة التشكل. وإذا كان عذر الدولة في ما سلف يتمثل في عدم وجود الأشكالية في الماضي أو صعوبة التواصل والمواصلات وسوء تدبير إيديولوجي تمثل في مقاربة المغاربة كمسألة عربية ربما كانت تمس اللبناني والسوري قبل أن تمس المهاجر الريفي من شمال المغرب، فإن الدولة اليوم تتوفر على جهاز حكومي أكثر عصرية، ويبقى السؤال في حالة بقاء الأمر على ماهو عليه: هل سيذوب المغاربة في البلدان المستقبلة تدريجيا لتذوب معه الفوارق الأثنية أم سيفقد المغاربة محدداتهم الهوياتية دون اختفاء الاختلافات الأثنية مثلما حدث مع الأفارقة الأمريكيين وربما قد يعرف المغرب عصرا موريسكيا جديدا.
أما السؤال الغائب فهو: ما هي استراتيجية المغرب في توفير البديل لثقافة واقتصاد الهجرة؟ فقد صدق من قال: "قطران بلادي .. و لا عسل البلدان"، لكن بالنسبة للبعض فحتى "القطران" -بشكل مجازي- ليس في متناول اليد، ولا البلدان تقف على أبواب الحدود بالعسل للمغاربة. لقد قالها زعيم "فلامس بلنغ" قبل سنوات في تعليقه على زيارته المجدولة للمغرب "رسالتي التي أريد نشرها هي أن بلدنا ليست أرض العسل والحليب لمن هو أجنبي".
Read More | علق على هذا الموضوع

العرف الامازيغي الواوزكيتي تازناخت الكبرى نمودجا

Written By آفر برس on الأحد، 8 يوليو 2012 | الأحد, يوليو 08, 2012

الأحد، 8 يوليو 2012


بقلم الحسن اعبا -
قديما قال الجينيرال اليوطي الفرنسي ابان فترة الاستعمار..ان قوة الشعب الامازيغي تكمن في عرفه القبلي.فالى أي حد قد صدق هدا الجينيرال..حيث لايمكننا ان نجيب على هدا السؤال الا ادا استعرضنا نمادج مختلفة من هده الاعراف الامازيغية التي تمثل بحق قوة الشعب الامازيغي..يطلق العرف عند بعض الامازيغ في المغرب بتسميات مختلفة لكنها متشابهة من حيث الكيفية والطريقة..فالعرف عادة هو القانون..وبالامازيغية الفصيحة..هو..ازرف وهو مفرد والجمع..ءيزرفان..وفي المغرب هناك تسميات مختلفة تطلق على هدا العرف.فهناك من يطلق عليها..ءيمزوورا..والبعض الاخر يسمونه..ءيمزوارن..ءينفلاس..ءيد بوطناش..ايت تبوعشرينت..او ايت تبوربعينت...الى غير دلك من التسميات الكثيرة المتعددة..وعلى أي فالعرف الامازيغي هو دلك القانون القديم الدي ينظم سلوك الفرد والمجتمع في المجتمع الامازيغي القديم..او قل انه مؤسسة او منظمة او جمعية تقليدية انداك.فهو ليس جمعية عصرية التي نعرفها الان.لكنها جمعية اختيرت من طرف الامازيغ بطريقة تلقائية معبرة.وبشروط معروفة انداك وجد دقيقة..فليس من السهل ان تكون عضوا فعالا في تلك الجمعية التقليدية العتيقة..ادا لم تتوفر فيك شروط اهمها..الادراك العقلي أي البلوغ...والشعبية..اي ان تكون
دات شخصية معروفة لدى المواطنين ثم التجربة..اي ان تكون لديك تجربة كبيرة في الميدان ثم التقة..اي ان تكسب تقة السكان من الكبير الى الصغير.وعلى أي فالعرف في المفهوم الشعبي الامازيغي هو المؤسسة او الادارة وهو قوة الامازيغ..والدي يتشكل على عدد كبير من..الاعيان..او ءيمزوورا...وكل فرد من هؤلاء الاعيان تعطى له مهمة خاصة لايتجاوزها وهم على الشكل التالي..
-..امزوارو ن ءيمزوورا...او رئيس الرؤساء
- امزوارو ن ءيمشاران د ءيناغان...المكلف بالحرب والصلح
- امزوارو ن تيضاف...المكلف بحراسة الاملاك من بساتين وحقول وابوار وسواقي الى غير دلك أي بعبارة اصح المكلف بالفلاحة
-امزوارو ن تكمي ن تقبيلت...وتيكمي هي دار الجماعة أي هو الدي يكلف بدار القبيلة
- امزوارو ن تمحضيت...المكلف باموال القبيلة
- امزوارو ن وازاين..او تافكورت...المكلف اساسا بجمع الغرامات النقدية والمالية التي ياخدها عند الخارجين على القانون
- امزوارو ن تمزكيدا..وتيمزكيدا هو المسجد أي المكلف بكل شيء يحتاجه المسجد او..تينمل..
- امزوارو ن توزدايين...المكلف بالعلاقات مع القبائل الاخرى.

يتبع مع الباحث الحسن اعبا.
ملاحظة...هدا النمودج من العرف الامازيغي ماخود من ايت واوزكيت بتازناخت الكبرى ورزازات المغرب والدي كان سائدا انداك قبل الاستعمار الفرنسي للمغرب.
Read More | علق على هذا الموضوع

من نحن؟؟ من نكون؟؟

Written By آفر برس on الثلاثاء، 3 يوليو 2012 | الثلاثاء, يوليو 03, 2012

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

بنعيسى احسينات - المغرب
|
من نحن؟؟

من نكون؟؟
أسئلة وجنون..

تفضح المضنون..
تسقط المكنون..
. . . . . . . . .

نحن أبناء الفقراء..
اختارنا الفقر..

بتواطؤ مع الأغنياء..
مع أصحاب السلطة والقرار..
نحن سلالة الفقراء..
نبحث عن وجود..

عن دفء الحنان..
عن اعتراف الأقران..

عن شرارة أمل..

في ظلمات الحياة..

بين رهط  بني البشر..

لا يعرف العدل..
لا..  الحق.

لا المساواة..

. . . . . . .

جيل نحن..
تعود الخنوع..

تعود الطاعة..

جيل نحن..

تعود الاستسلام..

تعود الخسارة..
في حضن الخوف كبرنا..

نتنفس الهزيمة..
جئنا فجأة إلى الحياة..
بدون مقدمات..
جئنا ضيوفا غير منتظرين..
على العائلة والمقربين..

بعضنا جاء بسبب خطأ جسيم..

في حساب العادة الشهرية..

للوالدة الغبية..
والبعض جاء عن سبق إسرار..

لمباهاة الأمم والأعداء..

في العدد والتعداد..
لمقاومة دوائر الزمن..
لمقارعة الحساد..
تحولنا إلى صندوق توفير..

يحتاجنا الأجداد..

يحتاجنا الآباء..
عند العجز..
عند الحاجة.
. . . . . . . . . . 
وراء قطيع الماشية..
أرسلونا كرعاة..

في الأعمال الشاقة..
في الحقل والبستان..

في البحث عن الحطب..

وجلب الماء..
نقضي يومنا.

. . . . . . . . .
إلى الفقيه أرسلونا..

في أحسن الأحوال..

ليحفظنا سور القرآن..

سوط الفقيه فوقنا..
وبرودة الحصير تحتنا..
وفحيح البرد..

على يميننا ويسارنا..

رائحة الصلصال في الشتاء..

تملأ أنوفنا الصغيرة..

نحك به ألواحنا الخشبية..

مذاق الصمغ..
فوق الأقلام القصبية..
نمتص رحيقه بألسنتنا..

نكتب الألواح..
نسطر الكلمات القرآنية..

بإملاء الفقيه الطاغية..

مع العصر نستظهر..

ما حفظناه منذ الصباح..
فويل لمن لم يحفظ  ما كتب..

نصيبه الفلقة..

ذات لهب حارقة.
. . . . . . . . . . . .
أدخلونا المدرسة الحكومية..
لنتعلم القراءة والكتابة..

والحساب والتربية الإسلامية..
وتاريخ أقوام نجهلهم..

قالوا أنهم كانوا هنا..
وكانوا هناك..

علمونا العجمية..

حتى يقال عنا حداثيين..
تعلم البعض منا..
رغم الظروف القاسية..
حصلنا على شهادات..
هنا.. وهناك في الغربة..
عندما طالبناهم بشغل..
تنكروا لنا..
من أمام المكاتب المكيفة..

للحكومة الموقرة..
صدونا بلا رحمة..
رغم الشهادات..
الملصقة على صدورنا..
من أمام البرلمان..
طردونا..
بالضرب والتنكيل..
أشبعونا..
علمونا أن الوطن..
راية ونشيد..
واحتفظوا بالباقي بلا حياء..
لذوي الجاه والسلطان..
. . . . . . . . . . . .
كما أرادوا بقينا هنا..
نؤثث منظر السلطان والرعية..
ليجربوا فينا..
أساليب الطاعة..
ليجربوا فينا..
حقدهم الدفين..

 وأصناف من الحقارة..
كل صباح ومساء..
يحقنوننا بمهدئات..
عبر نشرات الأخبار..

بالتسويف والكذب..

مرة على حساب البرلمان..
مرة على حساب الحكومة..

كل يوم وليلة..
يحقنوننا بمهدئات..

عبر تعاطي المخدرات..
بأنواعها المختلفة..
الرخيصة منها والغالية..

حتى لا ننفجر..
حتى لا ننتفض..
حتى لا نثور..
. . . . . . . . .
وعندما يداهمنا الجوع..
نقتلع جذور النباتات..
نمتص سيقانها الحامضة..
وعندما نعطش..

نشرب من ماء الوديان..
من ماء الغدران..
ملوثة في غالب الأحيان..
وعندما نمرض..
تتولانا الجدات بالعلاج..

بالأعشاب اليابسة..

بتمائم الفقيه الغامضة..

أو زيارة الأضرحة..

طلبا لبركة الأولياء..

حقنونا بلقاحات..
ملئوا عيوننا بمرهمات..
منظمة الصحة العالمية..
الشافية لكل أمراض البشرية..
حتى لا ننقرض..
حتى نبقى خدام وخادمات..
نسبح بذكر الطغاة..

نقبل الأيادي..
ننحني بلا كرامة علمونا الصلاة صغارا..
أمرونا بصيام رمضان..

باحترام الكبار..

في السن والجاه..
لنكبر صالحين..
مهذبين..
طيعين..
قالوا لنا..

الصبر جميل..
والمؤمن مصاب..
جزاءه الجنة..
يوم القيامة..

الدنيا جنة..
 للأغنياء..
والآخرة جنة..

 للفقراء.
. . . . . . . .
شخنا قبل الأوان..

ونخرت عظامنا..
الأمراض المزمنة..

وطورنا في خلايانا..

جينة اليأس.. كرهونا في البلاد والعباد..

لبينا نداء البحر..

نجمع حقائبنا كل يوم..
نرحل غير نادمين..
لا الغرق يخيفنا..

ولا أنياب القرش ترهبنا..

ولا الموت الرهيب يثنينا..
نريد الخلاص..

من الفاقة..
من الذل..

من الاحتقار..
أو الموت.
. . . . . . . . . 

نحن جيل ضائع..

يسير نحو المجهول..
بخطوات ثقيلة..
رغم هزيمتنا..
لم نستسلم أبدا..
لم نضع السلاح بعد..
ما دامت أرض الله واسعة..
لم تنته الجولة بعد..

لم ينته الصراع بعد..
لم نتحاسب بعد..

ما دام الغد..

ليس في ملكية أحد..
يمكن أن يكون معك..

يمكن أن يكون ضدك..
يمكن أن يكون لك..

يمكن أن يكون عليك..
ليس هناك شيء..
اسمه المستحيل..

ليس هناك شيء أبدي..
الكل محكوم يوما..

بجدلية السيد والعبد..
السيد يصبح عبدا..
والعبد يصير سيدا..

لا دوام للحال..

فدوام الحال..

من المحال..

فيوم..  لك..

ويوم عليك.
-----------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع

شمال افريقيا ..ولمادا علمانية الدولة


بقلم الحسن اعبا |
بعد نجاح الثورات في شمال افريقيا..الكل يتساءل عن الحلول الحقيقية للخروج من التخلف والازمات الخانقة التي تركتها الانظمة العروبية الديكتاتورية الاستبدادية السابقة المتساقطة..نعم الكل يطرح هدا السؤال عن النهج الصحيح الدي يجب ان يحكم هده البلدان.وفي اعتقادي ان شمال افريقيا ورغم الثورات والانتفاضات التي عرفتها هده البلدان التي كادت ان تطيح ببعض البلدان المتبقية لم تستفد بعد من جبروت تلك الانظمة البائدة.ان شمال افريقيا القريب جدا من اوروبا ومن افريقيا اضف الى دلك الاثنيات والاقليات والديانات والاعراق المختلفة التي تعيش فيها فان النهج الصحيح لها هي العلمانية دون سواها لان هدا النهج هو الوحيد الدي يمكن له ان يلم كل هده الاصناف البشرية والدينية والاعراق والطوائف المختلفة.فادا كان النهج التركي مثلا هو النهج المتطور والمتقدم في المنطقة فلمادا لاناخد به.وبما ان القومية العروبية قد فشلت والانظمة الديكتاتورية قد دهبت الى غير رجعة فان الاسلام السياسي الدي يحكم الان هده البلدان سيفشل بدوره في شمال افريقيا حيث لافرق بينه وبين نهج الانظمة السابقة في دلك.اجل سيفشل كما فشل الاخرون لانه أي الاسلام السياسي سيزيد من التعريب وعندما اقول التعريب في شمال افريقيا أي بمعناه..التغريب والتخريب..ليس الا.ان الاسلام السياسي وبما انه نظام غريب ونظام معقد ومنغلق سيفشل كغيره من الانظمة القديمة البائدة كما حدث للقوميين ايام جمال عبد الناصر وخاصة بعد انهزام الجيش العروبي امام الجيش الاسرائلي في الستينييات من القرن الماضي وسيفشل كما حدث للانظمة الديكتاتورية المطاحة بها.نعم ان العلمانية المتفتحة هو النظام الوحيد المقبول في شمال افريقيا هو الدي يستطيع ان يوحد شمال افريقيا وبالتالي هو الدي يستطيع ان يسخر جميع المصادر الطبيعية والطاقات البشرية قصد النهوض باقتصاد هده البلدان الى مصاف الدول المتقدمة وفي الاخير يستطيع ان يشكل سوقا كبيرا في شمال افريقيا يضاهي مايسمى الان بالسوق الاوروبية المشتركة.وسيكون بلا شك سوقا اقتصاديا متكاملا.فادا كانت ليبيا والجزائر وحتى موريطانيا اضف السودان كبلدان نفطية وان اختلفت كمية الانتاج فان المغرب وتونس ومصرستشكل دبلك العمود الفقري من الناحية الفلاحية والسياحية فلم يتاتى هدا الا بوجود دول علمانية منفتحة على الاخرين.
Read More | علق على هذا الموضوع

المغرب نحو دولة أمازيغية

Written By آفر برس on الثلاثاء، 26 يونيو 2012 | الثلاثاء, يونيو 26, 2012

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

بقلـــــم : وديـــع سكــوكــــو

قد يعتبر عنوان مقالنا هذا مستفزا بشكل أو بأخر، لبعض من أولائك الذين دأبوا على اتهام الأمازيغ بالانفصاليين و عملة الاستعمار و المطبعين مع إسرائيل...، لكن ما عليهم أن يعرفوه جيدا هو أن المغرب و المغاربة أرادوا أن يأسسوا لقطيعة مع المشرق العربي، كما فعل مع دولة الخلافة الإسلامية بالمشرق، التي حاولت تكريس تبعية المغرب لها.
هي قطيعة تتأسس يوما بعد يوم، أصبح المغاربة يدركون مدى أهميتها بل إلزاميتها، بعدما أبانت الأنظمة العربية و معها الإيديولوجيات العروبية الإسلاموية و اليسارية، عن فشلها في النهوض بشعوبها إجتماعيا، إقتصاديا وثقافيا، بل و تحريرها فكريا و سياسيا، الشيء الذي مهد بشكل أو بأخر لغليان شعبي لم تُتَوقع بدايتُه ولم تحسم نهايته بعد، سواء على مستوى شمال إفريقيا أو على مستوى الشرق الأوسط.

هذا و يمكن اعتبار ثورة الياسمين بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الشعوب المضطهدة من طرف أنظمة الظلم و الاستبداد، بل إنها – ثورة الياسمين- ساهمت في عودة الفكر الحر و الديمقراطي، الذي يؤمن بالتعددية و الإختلاف، أكثر من ذلك كانت سببا لدول شمال إفريقيا – ليبيا، تونس، سوى، مالي، بعد المغرب و الجزائر- في التعبير عن الذات المضطهدة قرون و قرون، بمعنى أخر العودة إلى الذات الأمازيغية، وافهموها كما شئتم ...

فالمطلع على شمال إفريقيا و تاريخها الحافل بالأحداث السياسية والعسكرية ... سيدرك أن ما تعيشه المنطقة حاليا لهو أمر عادي جدا، يعيد فيه الامازيغ تحرير أنفسهم من أيادي الفكر الإقصائي، بل من الفكر المهيمن سياسيا و إيديولوجيا ... الذي كان ولا يزال معاديا لهوية الأرض الشمال إفريقية، وهو تناقض سبق لنا الحديث عنه، في تناقض لهوية الدولة (هوية عروبية - إسلاموية) مع هوية الأرض (هوية أمازيغية)، يتجاهله العديد من حاملي هذا الفكر، رافضين بذلك الاعتراف سياسيا بأن شمال إفريقيا عامة و المغرب خاصة دول - دولة أمازيغية.

إن قولنا بكون المغرب دولة أمازيغية لهو شيء مفروغ منه حقيقة موضوعية، أصبحت تفرض نفسها بشكل كبير، في إطار الإعتراف الدستوري بالمغرب دولة أمازيغية ذات سيادة أمازيغية، عوض اعتباره دولة عربية تنتمي للعالم العربي و و و ...، هذا لا يعني رفضنا أو عدائنا لكل ما هو عربي بالمشرق، بل رفضنا وعدائنا كرد فعل للعروبيين المخدرين بالفكر البعثي و الوهابي ببلادنا، لكن هذا لا يعني القطيعة مع المشارقة، بل يمكن تثمين العلاقات الأمازيغية و العربية، كما هو الحال بالنسبة للعلاقات الخارجية الأخرى بمختلف قارات العالم، وذلك في إطار إحترام السيادة الأمازيغية للمغرب و لما لا الشمال إفريقية ( دولة تمازغا ).
إن حديثنا هذا عن الدولة و السيادة الأمازيغتين، لأمر قد يدفع القارئ إلى التساؤل حول السيادة عوض الدولة، بمعنى موقفنا من السيادة الحالية أي الملكية ؟؟؟؟، وجوابنا على ذلك هو أننا نطمح إلى مغرب أمازيغي له سيادته الأمازيغية عامة، أما الملكية فما هي إلا ذلك الجزء الذي ينتمي إلى العام، و بالتالي فالمغرب عرف تاريخيا منذ قرون قبل الميلاد بكونه نظام ملكي أمازيغي، لكن الملكية الآن غير ذلك، فهي أنكرت هويتها الأمازيغية لصالح الهوية العربية، وهو أمر غير صحي بالنسبة لها، خصوصا أمام ما تشهده المنطقة الشمال إفريقية حاليا، أي عودة الأمازيغ وبقوة لإعادة الإعتبار لهويتم، ثقافتهم، لغتهم و حضارتهم الأمازيغية، و لنا في ليبيا، تونس، الجزائر إلى جانب سعي الأزواد إلى تأسيس أول دولة أمازيغية، زيادة على أمازيغ سوى بمصر، النيجر، جزر الكناري، لخير مثال على ما ندعوا إليه بالمغرب، ليبقى سؤال الملكية الحالية رهين بها ومدى وعيها بضرورة الإعتراف بهوية الأرض وتبنيها، ولن نستغرب إذا ما طرحت فكرة كون الملك محمد السادس أو غيره ملكا أمازيغيا لدولة المغرب الحالي، لكن ما نخشاه مستقبلا هو عدم إعترافه بهذه الهوية، الشيء الذي سيقابله إنكار الأمازيغ له لا محالة. هذا فيما يخص السيادة.
أما بالنسبة للدولة، فإننا نرى أن المغرب لا ينتظر إعترافا من أي كان حول هويته الأمازيغية، وذلك لأن هذه الهوية تتجلى في كل مناحي الحياة المغربية إلى يومنا هذا، وهو ما يتجاهله كثيرون من أبناء المغرب إما عن وعي أو عن غير وعي، وهذا ما دفع بالحركة الأمازيغية إلى الإنخراط في تصحيح عديد المغالطات، التي دأبت السلطة الحاكمة بمعية مجموعة من الأحزاب منذ (((الإستقلال)))، على نسجها ضد الأمازيغ، مستغلة بذلك دور التعليم، الإعلام، الإدارة، و كل ما من شأنه تخدير المجتمع المغربي، لنسيانه ذاته الأمازيغية، و ذلك في إطار سياسية التعريب.

موازاة مع هذه السياسة العنصرية الإقصائية، بدلت الحركة الأمازيغية كل مجهوداتها، مسلحة بكل ما من شأنه أن يزيل اللبس عن الهوية المغربية و الكشف عن حقيقتها، من خلال مجموعة من العلوم من قبيل: اللسانيات، الأركيولوجيا، الأنتروبولوجيا، السوسيولوجيا ... في إطار تاريخ المغرب القديم، الحديث و المعاصر. الشيء ما أفرز خطابا علميا وموضوعيا إستطاعت من خلاله الحركة الامازيغية أن تعيد سؤال الهوية الامازيغية إلى الواجهة، أي إعادة النظر في الهوية التي تتبناها الدولة المغربية، في تناقض سافر مع الذات.
هكذا نجد أن الدستور الجديد و قبله الخطابات الرسمية للدولة، ذهب في اتجاه الإعتراف بالهوية الأمازيغية لكن بشكل محتشم، إلا أن الإنفراج السياسي الذي عرفه و يعرفه المغرب، ساهم و بشكل كبير في عودة الروح الأمازيغية بشكل رسمي، نتيجة للمجهودات الجبارة التي قامت بها الحركة الأمازيغية منذ سنوات الستينات إلى يومنا هذا، الشيء الذي دفع نحو إدراج الأمازيغية في مجموعة من المجالات الحيوية، و التي نعتبر التعليم أبرزها إن لم نقل أهمها، إذ من خلاله ستستطيع الأمازيغية أن تضع نفسها، في خانة الدراسات العلمية و الموضوعية، بعيدة كل البعد عن القراءات الإيديولوجية التي دأب عليها أصحاب الفكر العروبي الإسلاموي، هذه الدراسات وبشكل تدريجي ستساهم في تصحيح المفاهيم و التصورات والمواقف للأجيال اللاحقة، منها بالخصوص تلك التي تم تعريبها، معتقدة أن هويتها هي العروبة و الإسلام، إما عن وعي أو عن غير وعي، حيث أننا نتوقع في السنوات اللاحقة تنامي الوعي بالذات الامازيغية، من لدن المغاربة الذين كانوا ضحايا سياسة التعريب، و هكذا سنأسس لطلب إجتماعي demande sociale، مفاده ضرورة الإعتراف بالمغرب دولة أمازيغية.
Wadi3.skoukou@hotmail.com
Read More | علق على هذا الموضوع

" باحسين " أو ظاهرة الفرجة الماقبل المسرح (الحلقة نموذجا )

ذ. بنعيسى احسينات – المغرب |

إن الأمم التي لا تهتم بتراثها وثقافتها تنقيبا ودراسة وتحليلا، وكذا جمعا وتصنيفا وتبويبا ومحافظة، لا يمكن أن تحقق ذاتها ووجودها، ولا يتأتى لها أن تحافظ على هويتها واستمرارها في التاريخ، كما لا يمكن لها أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية. فتبقى محكوم عليها بالتخلف والتهميش، مهددة دائما بالانقراض والفناء.
فتراث الأمم وثقافتها هي اللحمة التي تربط بين أجيالها المتعاقبة، والتي تحقق لها مكانتها بين الأمم، وتجعلها تحافظ على كيانها وهويتها ووجودها. فكم من تراث وكم من ثقافة ضاعت واندثرت مع الزمن، لكون القائمين عليها لم يعيروا لها أي اهتمام يذكر، همهم الوحيد المصلحة الأنانية الخاصة الآنية. هكذا نجد جل تراثنا الثقافي والفني المادي منه والمعنوي، المكتوب منه والشفهي، تعرض ويتعرض كل يوم للتلف والاندثار بشكل منهجي مقصود وغير منهجي، متروك للتسيب والإهمال. وحتى إذا ما تم جمعه أو الاعتناء به، فذلك بعد تفريغه من محتواه الحقيقي، من أجل استعماله كفولكلور للاستهلاك السياحي لا غير.
وإذا رجعنا إلى تراثنا المسرحي الارتجالي الشفوي العفوي المعروف ب" الحلقة "، الذي كان اللبنة الأساسية للمسرح الحديث والمعاصر في المغرب وغيره من بلدان شمال إفريقيا، خصوصا في بعض الساحات الكبرى كساحة جامع لفنا بمراكش مثلا، يعرف اليوم تراجعا كبيرا إن لم نقل تهميشا مطلقا دون الالتفاتة الجادة لهذا الفن الشعبي، انتقاء وتسجيلا وجمعا ودراسة وتحليلا.. وهو يتعرض كل يوم للإهمال والانتقاص من أهميته، من طرف المهتمين الذين يركضون وراء الربح المباشر والآني لا غيره، وبمنطق المنفعة الجشعة في التعامل مع هذا التراث المتنوع الغني الأصيل، الذي لا يتجاوز الاستعمال الفلكلوري الوضيع من أجل الاستهلاك السياحي المقدم للأجانب، كلوحات محنطة وبقايا تاريخ في متحف لا حياة فيه. فهو الآن في طريق التهميش، قدره الاضمحلال والانقراض.
لقد كانت " الحلقة " في القرن التاسع عشر وسيلة لشحذ الهمم والتصدي لكل أشكال الاستعمار، كما كانت أسلوبا خاصا لتمرير خطاب التحرر والاستقلال من براثن الاحتلال. فهي تعتبر تراثا مشتركا بين مختلف الشعوب الإفريقية، ومن أكثر وسائل التعبير تأثيرا في المتلقين الذين يجدون في هذا النوع من الفنون الشعبية متنفسا لمشاعرهم ولمشاكلهم اليومية وترجمة لطموحاتهم وآمالهم الكبيرة، وإن اختلفت تسمية من يؤديها، ففي المغرب وشمال إفريقيا، يطلق عليه "لحلايقي " وفي الجزائر " قوال " وفي إفريقيا السمراء " غوريو ". هذا الفن الجميل الرائع، ساهم في تأطير الناس، وتوعيتهم وتقديم فرجة غنية بالترفيه، الجامع بين الهزل والجد والفائدة، وجعلهم ينفتحون على العالم ويتعرفون على خباياه قديما وحديثا.
ف"الحلقة" في الأصل فضاء مفتوح يعتمد على ديكور طبيعي لا يتعدى رقعة داخل مساحة السوق أو الساحات العمومية التي هي مزار وملتقى عامة الناس. هذا الفضاء يتشكل في حلقة دائرية يجتمع فيها المتفرجون، لمتابعة ما يقدمه المؤدي من روايات ونكت وأشعار وعروض فنية وموسيقية وتعابير مسرحية مشوقة. وقد استطاعت الشخصيات التي تتوسط الحلقة ( لحلايقي )على مر الزمن أن تصنع من " الحلقة " موعدا أسبوعيا يلتقي فيه عامة الناس للاستمتاع بالحكايات والأغاني والعروض الترفيهية الأخاذة.

فمسرح "الحلقة " كان في زمن غير بعيد "ربيب" الخشبة الايطالية، إلا أنه يختلف عن المسرح بصفة عامة، لأنه لا يلتزم بنص مكتوب معين، ولا يتقيد بتصورات محددة بدقة للمخرج، ولا يرتبط بأية تقنيات مسرحية أخرى على مستوى الكتابة والتشخيص والإخراج والتأثيث السينوغرافي. فعروض " الحلقة " حاليا تنحو نحو شكل واحد ببطل محوري يعرف لدى المغاربة ب"لحلايقي"، غير أن المرحلة الحالية تفرض تطويرا أكبر لهذا النمط المتوارث، حيث أن الروايات الشعبية غنية بأفكارها وخيالها الخصب، وهي أساس مسرح "الحلقة " وشخصية "لحلايقي" المتفردة. وبما أن "الحلقة" جزء من التراث، فإنها ظلت على الدوام مصدر إلهام لممتهني الفن الرابع ( المسرح )، علما أن مضامين مسرح " الحلقة " تعبر عن المشاكل والانشغالات اليومية وتترجم طموحات الناس وتصور واقعهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي في قالب وصفي تحليلي نقدي ترفيهي. لذا فهو اليوم يحتاج أكثر من أي وقت آخر، إلى اهتمام أكبر ودراسة وتمحيص أوسع وأشمل، ليبقى سجلا و"ماركة" عالميتين، باعتباره ذاكرة شعبية بلا منازع.

في هذا الإطار، يمكن إدراج الملقب ب " باحسين " الذي يعتبر ظاهرة عصره من بين الرواد المشهورين في ساحة مسرح " الحلقة " المتنقلة عبر ربوع المملكة وغيرها، أمثال المرحوم لحسن أزايي وموحى أرحو، العملاقان في مجال المسرح الأمازيغي الارتجالي العفوي، المنتميان إلى الأطلس المتوسط ( ولماس وأزرو )، دون أن ننسى رواد هذا الفن في المغرب قديما وحديثا، الذين نسيهم التاريخ وتناسهم جمهورهم والمهتمين بالتراث المغربي والثقافة المغربية الأصيلة.
فباحسين هذا، يفوق رواد عصره والسابقين له، بأسلوبه الخاص المستفز للمشاعر غالبا، لصناعة الفرجة ولانتزاع الضحك والمرح، وباعتباره دائم التنقل والترحال، فهو بن بطوطة "فن الحلقة " في جغرافية المغرب، إذ لم يترك ساحة أو سوقا أو موسما في القرية أو المدينة دون أن يعرض فيه نشاطه المتميز، سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب أو الداخل. ف " الحلقة " في المغرب، تعد من بين الوسائل التعبيرية القديمة والحديثة التي تستمد قوتها من توظيفها للتراث الشعبي ومن تسخيرها لتراكمات تجارب وخبرات الحياة اليومية، ومن إشراكها المتلقي في المسائل التي يطرحها "الحلايقي" بشكل مباشر أو غير مباشر. فصاحبنا باحسين لا يتوانى من إقحام جمهوره في عروضه بشكل ملفت، مما يصبغ على عروضه طابع الفرجة والمرح وروح الدعابة التي تسحر الحضور، محطما في ذلك " طابو " الحشمة لأول مرة في تاريخ " الحلقة "، مستخدما في بعض الأحيان مصطلحات وأساليب جنسية ( من لحزام التحت كما يقال )، رغبة في إضحاك جمهوره رغم أنفه، ولو على حساب الأخلاق والحشمة، الشيء الذي جلب عليه النقد اللاذع وعدم الرضا من طرف فئة من بعض المحافظين وبعض محبيه، بل أكثر من هذا، لقد انفردت " حلقته " بإقحام حيوان شعبي معروف بوسيلة النقل وحمل الأثقال الذي هو الحمار، المدرب في أداء حركات وأدوار غريبة ملفتة في " حلقته " بمشاركة أحد أعوانه الذي جلب له هذا الحمار العجيب. لقد كان يعتني بهذا الحمار عناية خاصة، حيث كان يخصص له مكانا متميزا في سيارته القديمة المتآكلة، التي كان يجوب بها الأسواق والساحات عبر ربوع المملكة. لقد استلهم منه مخرج سينمائي مغربي فكرة استعمال الحمار في فيلم له، الذي لعب في بطولته الممثل المحبوب فركوس المراكشي. ويقال أن الحمار الذي مثل في هذا الفيلم هو نفسه الذي كان عند باحسين.

بدأت ظاهرة " باحسين " منذ نهاية الخمسينات إلى يومنا هذا، في مجال الفرجة أو تنشيط الأفراح أو خلق فرجة في الساحات العمومية أو الأسواق، عبر ما يسمى بمسرح " الحلقة " الانفرادي ذو الطابع الإبداعي الشعبي، في شكله التلقائي الارتجالي العفوي، الذي يسعى إلى الترويح على الناس بروح النكتة والدعابة والنقد الاجتماعي الساخر، في قالب هزلي في غالب الأحيان. فهو يعرف كيف يشد المتفرج إليه بحنكته في الحكي وسرعة البداهة وحسن وسلاسة الانتقال من موضوع إلى آخر، مع إشراكه للحاضرين دون إثارة الانتباه أو الاشمئزاز من طرف المتفرج أو الحضور. فهو يوظف ما اختبره في حياته اليومية من تجارب وخبرات ومواقف ووضعيات في قالب هزلي رائع لا يمل السامع من كلامه أبدا. بل يستشهدون بأقواله ونكته ومستملحاته الغريبة في اجتماعاتهم ولقاءاتهم، حيث تتردد اللازمات التالية: " قالها باحسن "، " هكذا يقول باحسين "، " دوزها باحسين فالسراتة حتى احمار ما كاسبو... " بمعنى أنه تمتع بركوب الخيل وهو في الحقيقة لا يتوفر حتى على حمار يركبه " دوزها باحسين فالشوى والطواجن حتى اللحم ما عمرو ما كلاه..." هذه التقابلات المتناقضة والمتنافرة تعبر عن التعارض الصارخ بين طموح الإنسان وواقعه المر. لقد كان مشهورا بهذه التقابلات الغريبة المعبرة عن واقع الطبقة الكادحة المغلوبة على أمرها، وذلك باللغتين العربية الدارجة المغربية والأمازيغية حسب المناطق أو حسب طلب الحضور، في الغالب يخلط بينهما. فقد دخل بيوت الأسر المغربية، خاصة الزمورية منها من بابها الواسع، حيث كاد أن يتحول إلى أسطورة تحاك باسمه النوادر والنكت والمغربات من الأقوال والأفعال، تتجاوز المألوف وتقتحم الطابوهات.
اسمه الحقيقي الماموني الحسين، الملقب بباحسين، من قبيلة أيت عبو التابعة لكوفيدرالية زمور بالخميسات. لم تتعرف عليه المدرسة في حياته. امتهن منذ شبابه جميع المهن الشاقة، كالعمل الفلاحي، وكمهنة حمال وغيرها. كان منذ شبابه، يدعوه الأصدقاء والرفاق لتنشيطهم، من خلال حضور حفلاتهم وأفراحهم. وقد شاع ذكره بين الناس، إذ لا يحضر حفلا أو فرحا إلا وترك بصمات أدائه المتميز، في خلق فرجة وإضحاك الحضور إلى درجة الإغماء. بعد ذلك بدأ يمتهن عمله هذا كوسيلة لكسب قوته، في الأسواق والساحات العمومية والمواسم. وهكذا اقتحم مهنة " الحلايقي " وتقديم فرجة عبر " الحلقة " من بابها الواسع. إذ وظف معه فرق من المغنيين الأمازيغين في بداية مشوارهم الفني، من الأطلس المتوسط وغيره، على التوالي، لاستكمال الفرجة وتنوعها حتى لا يمل المتفرج ويجعله سخيا مع باحسين وفرقته. ويحكى عنه حسب شهود عيان، أنه كان في موسم من مواسم مدينة الخميسات الخريفية، يشارك صباحا في فرقة " التبوريدا "، إذ كان يحسن ركوب الخيل ويملك فرسا، حتى يقال عنه من الوجهاء، لأنه كان يتمتع بعزة نفس عالية. وفي المساء يقيم " حلقته " كما هو معتاد، ويضحك الناس في مختلف الأعمار. هذه هي ظاهرة باحسين العجيبة الغريبة.
لم يسجل أعماله، ولم يستدع يوما لتقديم أعماله عبر القنوات الوطنية، لم يكتب له أن تناولته الصحافة وخصصت له صفحة ما للتعريف به وبنشاطه المتميز، لم يكن عمله هذا موضوع دراسة أكاديمية أو بحث جامعي يعرف بفن الحلقة وروادها ومساهمتهم في توعية الجماهير وتثقيفهم والحفاظ على التراث المغربي الغني والمتنوع. لم ينل حظه من الاهتمام من طرف الصحافة والباحثين والمجتمع المدني، باستثناء تكريم يتيم،مؤخرا، بسيدي علال البحراوي من طرف جمعية "إزوران " للثقافة والتنمية.
فباحسين أو المومني الحسين العبيوي لا زال يشق طريقه بتحدي وحماس منقطع النظير. لم ينل منه الزمن رغم إكراهات الحياة ومشاقها، ورغم تآكل السنين من عمره وهو يتجاوز الستين. فهو لا يعير وزنا لمشاكل الحياة وثقل السنين. فهمه أن يحيا ويضحك الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه يحب مهنته ويخلص إليها بشكل كبير جدا رغم شحاحة عطائها. لقد قال في أحد أحاديثه حول المهنة: " إن الإخلاص لمهنة كيف ما كانت، تشبه إلى حد بعيد الإخلاص والطاعة للوالدين، فإن عقوقهما لا يجلبان إلا الخسارة والكساد لمرتكبيه. فنفس الشيء يحصل لصاحب مهنة، إن لم يخلص لها ويطيعها ". صحيح أنه كلما احترمت مهنتك وأخلصت لها مهما كانت بخسة أو حقيرة في نظرك، كلما منحتك العطاء الوافر والرضا والاطمئنان وعزة النفس.
ما أكثر أمثال باحسين في مغربنا الذين أعطوا الكثير ولا زالوا، رغم التهميش والتقهقر الذي أصاب مجمل الفنون الشعبية منها فن " الحلقة "، دون محاولة تطويرها وتنظيمها حتى تصمد أمام مد العولمة التي تهدف إلى قتل كل ما هو خصوصي وأصيل في ثقافة الشعوب وفنونها، باعتبارها غير منتجة ولا تخضع لقانون السوق العالمي ومنطقه المركانتيلي.
فالشعوب عندما تفقد تراثها الثقافي، تفقد هويتها وأصالتها وتاريخها. لذا لابد من العودة إلى الذات تحدوها إرادة قوية للحفاظ على مقوماتها الثقافية الأصيلة، وقيمها الأخلاقية والجمالية الخاصة دون إغفال المواكبة الحثيثة لما يجري في العالم من تطور علمي وتكنولوجي وثقافي وفني.
------------------
ذ. بنعيسى احسينات - المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع

ترى مامصير الامازيغية في شمال افريقيا بعد سيطرة الاسلاميين على السلطة

الحسن اعبا |
ان هدا الموضوع ليس جديدا بالنسبة للحركة الامازيغية في شمال افريقيا..ان الحركتين في تناقض ثام في المدهب وفي الافكار.فشتان وشتان مابين الدي يحكم باسم الدين ويختزل جميع الاجناس المتواجدة بشمال افريقيا في جنس واحد الا وهو الجنس العروبي الاتي من المشرق بل الغريب من دلك كله ان يخلط مابين العروببة والاسلام.اما الثاني أي الامازيغي فعلماني يؤمن بتعدد الاديان والاجناس ولا يخلط بين الدين واللغة بل يستند الى التاريخ والجغرافية والواقع أي شمال افريقيا.فالاول أي الاسلامي السياسي منغلق على الغرب وعلى التقافة الغربية ويهمش المراة ويقيدها
باغلال وسلاسل من حديد واقصد حرية التفكير والتعبير والمشاركة في اتخاد القرارات وان دل هدا على شيء فانما يدل على تهميش هده المراة وخاصة بعد طلوع الاسلاميين في شمال افريقيا حيث استفادوا من الثورات التي وقعت في هده البلدان. ففي المغرب مثلا وبعد طلوع حزب العدالة والتنمية همشت المراة ولم يصبح لها وجود اكثر في قبة البرلمان ونفس الشيء حدث في تونس وسوف يحدث في مصر وليبيا ادا استحود الاسلاميين على السلطة في هدا البلد.ان الاسلاميين يعتبرون شمال افريقيا كبلدان عربية عروبية تاببعة للمشرق هدا على عكس الامازيغ الدين يستعملون شمال افريقيا
او المغرب الكبير دون تمييز عرقي كما يفعل الاسلاميين والقوميين.اما من الناحية اللغوية فالاسلامييون يعتبرون الامازيغية بانها لغة عروبية اتت من المشرق هدا على عكس الامازيغ الدين يؤكدون بان الامازيغية هي لغة قائمة بداتها ولها حروفها الاصلية..تيفيناغ..العريقة في القدم..ان ان الاختلاف مابين الحركتين واضح جدا فالحركة الاسلامية تدافع على العروبة والاسلام والثاني تدافع على العلمانية المتفتحة.وكخلاصة عامة فان الثيار الاسلامي في شمال افريقيا سيفشل بسرعة خاطفة لانه لم تكن له نظرة عامة حول المجتمع والاقتصاد والمراة..ولايمكن له ان
يساير العصر الجديد وليس له برنامجا مقنعا يلبي طموحات الشعوب.نعم ستهمش القضية الامازيغية في شمال افريقيا لكنها ستعرف نهضة لامثيل لها وستدخل في صراع حاد مع ثيار الاسلام السياسي في افريقيا.وكنتيجة للاحتقان ستضغط الشعوب على هده الانظمة التي ستعرف فشلا دريعا لامحالة.
Read More | علق على هذا الموضوع

بلادي..

Written By آفر برس on الجمعة، 22 يونيو 2012 | الجمعة, يونيو 22, 2012

الجمعة، 22 يونيو 2012

بنعيسى احسينات- المغرب |
بلادي..
أجمل البلدان.. بلادي
لم تعد بلادي.. بلادي..

هي سر سهادي..
بلادي.. حيرة روحي وأمجادي..

أهلي وأحبابي.. هم أوتادي..
تضاريسها.. تنطق بلغة الأجداد..
تنكر لها.. الوافدون من وراء الوادي..

بعدما كانوا لاجئين.. بعد الاضطهاد..

والطرد.. من الفردوس المفقود..
لكن.. بلادي لن تعد بلادي.

سكان بلادي.. هويتهم مزقها يد الفساد..
ثقافتهم.. تسرب إليها روح الكساد..

سياستهم.. أصابها الإفلاس في سوق المزاد..

مواطنتهم.. تآكلت بفعل البحر والحداد..

هويتنا وثقافتنا.. غربية بالرضاعة..
لغتنا.. لا شرقية ولا غربية..

نحن.. خارج التاريخ في الحقيقة..
نقطن جغرافية.. تحدها حدود..

بلا ماض.. بلا أجداد..
نحن داخل زمن الأنداد..

زمن الرذيلة والصدود..
زمن النفاق والجحود.
هموم أقليتنا.. الجاه والسؤدد..
والبحث عن المال.. والسلطة.. والمجد..

والجشع.. سلوكهم كالمعتاد..
والفساد.. لغتهم في تحقيق الأمجاد..

مصاصو دماء العباد..
يقتنصون الفرص..
للزيادة في الحصص.
همهم.. جمع الثروات ونكران القصاص..
فالوطن عندهم.. أرض بلا ذاكرة..
والمواطنون عندهم.. مجرد رعية..

يسبحون بحمدهم.. صباح مساء..

هم مجرد أرقام وأصوات.. يوم النداء1.
هكذا.. تريد لنا نخبنا..

هكذا.. يتصرف حكامنا..
هكذا.. يتحدث أعياننا..
هكذا.. يفكر أشرافنا..

هكذا.. نؤمن رغما عنا كلنا..
لا دين حقا.. يجمعنا..

لا سياسة واضحة.. تلم شملنا..
لا ثقافة أصيلة.. توحدنا..
لا لغات.. ينصهر فيها اختلافنا.

في المزاد العلاني.. باعوا تراثنا..
صلوا صلاة الغائب.. على أجسادنا..

لم تعد في الحقيقة.. تستحيي نخبنا.
هموم أكثريتنا.. لقمة العيش وقطرة ماء..

كسوة تستره.. وحذاء..
حرف.. كتابة.. قراءة.. وإملاء..
قسم.. وطاولة للأبناء..
سرير للمرضى.. والدواء..

عمل.. كرامة.. سكن.. وإيواء..
وطن.. يحكمه الشعب لا الأقوياء..
وطن.. للجميع لا للغوغاء..

وطن.. لا بيع فيه ولا شراء..

هوية.. ثقافة.. وانتماء..
لا تمييز بين الرجال والنساء.
هذا ما تريده جماهيرنا..

هذا ما يرغب فيه شعبنا..

هذا ما يطلبه مواطنونا..
هذه.. في الحد الأدنى.. مطالبنا..

لا نريد شيئا.. غير حقنا..

لا نريد نحن.. سوى ما هو لنا..
نريد دينا واحدا.. حقيقيا يقينا..

نريد ثقافة أصيلة.. تجمعنا..
نريد سياسة.. لا تفرقنا..

نريد لغات في اختلافها.. تغنينا..

نريد هوية.. تجمع شتات اختلافنا..
نريد ديمقراطية عادلة.. تحمينا.

------------------------------

بنعيسى احسينات – المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع (2)

الحركة الامازيغية في شمال افريقيا.النشاة والتطور.اخفاقات ورواسب... والسؤال ما العمل


بقلم الحسن اعبا |
ليس هناك أي حركة في العالم وكيف كان حجم هده الحركات بدون ايجابيات وبدون اخفاقات.فالحركة الامازيغية في شمال افريقيا كغيرها من الحركات فهي لم تاتي نتيجة صدفة او عشوائية بل لابد لها من اسس ومرتكزات اساسية تنبني عليها هده الحركة.وسوف نستعرض اهم المراحل لهده الحركة التي فرصت نفسها في شمال افريقيا ووصل صيتها الى البلدان العالمية فكيف برزت هده الحركة
في المغرب.
نعم كل الباحثين يتفقون على نشاة هده الحركة في المغرب ولقد نشات في اواسط الستينات من القرن الماضي وبالدات في سنة 1966 حيث تاسست كما يدهب اغلب المهتمين اول جمعية امازيغية والتي استطاعت ان تفرض وجودها الى الان الا وهي جمعية..البحث والتبادل التقافي..ثم ظهرت عدة جمعيات والتي لها نفس الاهداف وفي نفس الفترة في الريف وفي الاطلس المتوسط لكن في نهاية السبعينات ستظهر جمعية اخرى والتي لا تقل اهمية والتي تعمل في الايطار الحقوقي والتي كانت تسمى..الجمعية الجديدة للتقافة والفنون الشعبية والتي استطاعت ان تغير من اسمها الى..جمعية تامينوت للتقافة والفنون الشعبية التي يطلق عليها اليوم..منظمة تامينوت للتقافة والفنون الشعبية.لكن كل هدا العمل الجمعوي سيعرف تراجعا حادا في بداية التمانينات.نتيجة تلك الاحداث السياسية التي عرفها انداك كل من المغرب والجزائر حيث اعتقل العديد من المناضلين الامازيغ كما اعتقل الاستاد والمناضل الكبير..علي الصديقي ازايكو..وبوجمعة الهباز الدي ربما اغتالته المخابرات المغربية فالى حد الان لم يعرف مصير هدا المناضل الثائر.نعم لقد قلت بان الحركة او العمل الجمعوي قد عرف ركودا وتراجعا خطيرا حتى تنبا القوميين العرب والاحزاب العروبية بان الحركة الامازيغية
في المغرب قد انتهت لكن مند بداية التسعينات من القرن الماضي عادت هده الحركة من جديد بل استفادت كثيرا من الاخفاقات السابقة فدخلت الى الميدان وتزايدت الجمعيات وكثرت اللقاءات والندوات واستطاعت ان تكون لنفسها مجلسا الدي سمي..بمجلس التنسيق الدي كان يضم في بدايته ست جمعيات امازيغية التي اجتمعت باكادير واصدرت البيانات ووضعت لنفسها الاهداف المهمة التي تحقق الاغلب منها الى حد الان ولم تقتصر هده الجمعيات على دلك فقط بل استطاعت ان تخصص لنفسها مجلة او جريدة اطلقت عليها..امزداي...بالفعل ازداد عدد الجمعيات وانضم اغلبها الى مجلس التنسيق وتسبب دلك كله في انعقاد اول مؤتمر امازيغي عالمي بتافيرا او في جزر كاناريا في اواسط التسعينات كما قدم المغرب فيلما سينيمائيا..تامغارت ن وورغ..حيث صفق له الكثيرين ونال ميدالية انداك وفي اواخر التسعينات انشا..المعهد الملكي للتقافة الامازيغية الدي اصدر الان العشرات والعشرات من الابحاث والكتب والمعهد الملكي ليس مؤسسة سياسية كما يظن البعض بل هو اولا وقبل كل شيء ماهو الا مؤسسة تقافية يهتم بجمع المثن القديم والمحافظة على التراث من الضياع ويقوم بابحاث علمية وادبية وفي جميع الاصناف والتخصصات.ومن ثم عادت الحركة مرة ثانية الى الخلف.حتى اخد الكل يطرح السؤال مالعمل..او كيف نعمل..ومادا نريد..وكيف نصل..وقبل ان نخوض في الاجابة على هده الاسئلة وعندما نعود الى الوراء في اواسط التسعينات سبق للاستاد الحسن اد بلقاسم ان يجيب على هدا السؤال حيث كان يعتقد انداك بان الحركة الامازيغية ادا ارادت ان تتطور فعليها العمل بجناحين..تقافي..توسنا..وسياسي..تاسرتيت..اما الدكتور محمد حند داين..وفي احدى محاضراته بمقر تامينوت بدشيرة باكادير فانه قد شبه الحركة الامازيغية بالسلحفة نعم هي تتطور لكن ببطء وسياتي استاد اخر السيد احمد الدغريني.الدي اكد بان الاهتمام بالتقافة فقط قد ولى وادا ارادت الامازيغية ان تتطور فعلينا باحزاب امازيغية فعالة وبالفعل استطاع ان يكون حزبا سياسيا سمي..بالحزب الامازيغي الدمقراطي..لكن للاسف الشديد اقبرته الاحزاب العروبية الفاشية وبوصاية حزب عروبي الا وهو..حزب الاستقلال.
اما في الجزائر
 فان الحالة تختلف شيئا ما لان امازيغ الجزائر قد سبقوا الهاجس السياسي على التقافي ولقد شكل خطاب مولود معمري ثورة فكرية لدى امازيغ الجزائر عندما قام باول محاضرة في بداية التمانينات بتيزي ؤزو وتحدث على الامازيغ وتحمس لتقافتهم دون ان ننسى بان الجزائر عرفت في بداية التمانينات مظاهرات سلمية واطلقوا عليها..تافسوت ءيمازيغن..او مايسمى بالربيع الامازيغي انداك وشارك امازيغ الجزائر في جميع اللقاءات الدولية والوطنية وتراءسوا الكونكريس العالمي الامازيغي عدة مرات.
اما في ليبيا
ان الحرة الامازيغية في هدا البلد الامازيغي العريق قديمة ورغم ديكتاتورية واستبدادية القدافي انداك ورغم نعته للامازيغ باوصاف قبيحة فان الشريحة الكبيرة من المناضلين كانوا يشاركون في المؤتمرات والندوات وفي اللقاءات الامازيغية في الخارج بل هناك من تحمل المسؤولية في الكونكريس العالمي الامازيغي مند نشاته الى اليوم.
اما في تونس ومصر
فان الحركة الامازيغية في هدين البلدين جديدة ادا ماقونت بالدول الاخرى فلم تكن هناك جمعيات انداك ولا مؤسسات امازيغية لكن بعد الثورات التي عرفها شمال افريقيا ظهرت في تونس العديد من الجمعيات والجرائد الاكترونية رغم التعريب الدي عرفه هدا البلد.ونفس الشيء يقال على امازيغ مصر.
اما في افريقيا
واقصد هنا الامازيغ الطوارق فان الحركة الامازيغية في كل من بوركينافاصو ومالي وكدلك النيجر قديمة فقد حضر الطوارق مند تاسيس اول مؤتمر عالمي امازيغي بل شاركوا في اغلب اللقاءات التي تهم الشان الامازيغي.
وفي كاناريا
فان الحركة قديمة في هده الجزر المسيحية الامازيغية الاصل فبهم اول رئيس للكونكريس العالمي الامازيغي ونظمت في هده الجزر اغلب اللقاءات الامازيغية
وكخلاصة عامة...فان الحركة الامازيغية شانها كاي حركة اخرى التي اتت من التقافة الى السياسة.اننا ادا نحتاج كما اقول دائما الى احزاب سياسية امازيغية قوية ونحتاج الى توعية جماهرية كبيرة وخصوصا ان الامازيغ قد ناهزوا اكثر من اربعون مليون وربما اكثر من السكان.
Read More | علق على هذا الموضوع (4)

Recent Post

 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website