Test Footer

مرئيات
Home » , » أوراق ملونة / جامع تنمل... معمار إسلامي فريد

أوراق ملونة / جامع تنمل... معمار إسلامي فريد

Written By آفر برس on الاثنين، 14 مارس 2011 | الاثنين, مارس 14, 2011

علي الجاسم- alraimedia.com
بعد ان اقام القائد الامازيغي عبد المؤمن بن علي دولة «الموحدون» في شمال افريقيا وبلاد الاندلس ما بين عام 1130 - 1269م. التفت عبدالمؤمن الى قرية تنمل البعيدة التي وارى ترابها جثمان معلمه وامام دعوته أبو عبد الله محمد بن تومرت 1080 - 1128، فحول قبره إلى مكان مقدس عند اتباعه، فشيد السلطان عبد المؤمن اول خليفة لدولة الموحدين مسجدا في المكان نفسه الذي بنى فيه بن تومرت مسجده المتواضع، وأطلق عليه اسم «جامع تنمل»- طوله 48 متراً وعرضه43.6 متر- يضم صحنا يبلغ طوله 23.65 متر وعرضه 16.70 متر، ويحيط بجانبيه رواقان يشكلان امتدادا لبلاطات بيت الصلاة تتكون المواد المستخدمة في بنائه من الآجر وبلاط مصنوع من خليط من الرمل والتراب والجير والحصى، تنتظم قاعة الصلاة في تسع بلاطات تتجه نحو العمق. يسكنه محراب مزخرف، له عقدٍ منكسر ومتجاوز قليلاً، مصحوبٍ بعقد ثانٍ منكسر عالي الارتفاع، وعقد ثالث مغلِّف يزيد
من قوة المجموع، في حين، بقيت العناصر الثانوية مثل القبب الصغيرة والزخارف الزهرية والعقود ذات القويسات والنتوءات محتشمة الشكل والمظهر، كي لا تؤثر على تركيز المصلين. ويلاحظ ان تزيينات المحراب هندسية وزهرية دون كتابة زخرفية وهي سمة من السمات المميزة للفن الديني الموحدي في بداية عهده الذي كان يجتنب الغلو في الزخرفة حيث كان فن البناء عندهم يتسم بالمتانة والزهد والتقشف، إلا أن الموحدين تأثر نمطهم المعماري كثيرا بالطرز الاندلسية بعد ان استولوا على بلاد الاندلس. حيث التفت خلفاء الدولة الموحدية آنذاك كما تذكر الدكتورة علية الاندلسية الى «البناء المعماري والفني واهتموا بتشييد بنايات عديدة ذات فائدة اقتصادية أو عمرانية أو عسكرية أو دينية، ولا تزال بعض مآثرهم الخلابة قائمة شامخة إلى يومنا هذا تشهد على عصرهم الذهبي في الأندلس والمغرب. فاستطاع الموحدون بفضل عنايتهم الفائقة بالفن والعمارة تركيز نوع من التوحيد بين عناصر الفن الإسلامي، التي امتزجت فيه معطيات الفن الأندلسي والقيرواني والشرقي والبيزنطي «فبنوا قنطرة إشبيلية» سنة 566هـ على نهر الوادي الكبير، وجامع إشبيلية الاعظم سنة 567هـ، الذي عرف بمئذنته الكبيرة، ولا تزال هذه المئذنة التي تعرف باسم «لاخيرالدا» قائمة الى الان شامخة بمعمارها الفريد حيث يبلغ ارتفاعها 96 مترًا.
* كاتب وفنان تشكيلي
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website