Test Footer

مرئيات

Written By آفر برس on الجمعة، 4 مارس 2011 | الجمعة, مارس 04, 2011

جادو (ليبيا) - أ. ف. ب -
 بتاريخه الطويل مع حركات التمرد وقبائل الامازيغ التي تسكنه، والكبت الاجتماعي الكبير الذي يعيشه سكانه، انتقل الغرب الجبلي من ليبيا خلال أيام قليلة إلى أيدي الشعب الذي يحاول الحفاظ على حريته بإمكانات محدودة. وفي الجبل الغربي، انتشرت الثورة منذ اليوم التالي للتظاهرات الاولى ضد نظام القذافي في بنغازي. وخلال يومين أو ثلاثة، سقطت مدن وقرى هذه المنطقة بسهولة بين أيدي الشعب.
وسقط للمنطقة ضحية هو شاب قتل في 16 فبراير في روجدان. لكن هنا، وعلى عكس ما هو حاصل في شرق البلاد وشمالها، فإن المنطقة تشهد القليل من القمع والمعارك: فمنذ الأيام الأولى، تحالفت قوات الأمن مع المعارضين.
ويوضح دوشيد التاجر البالغ من العمر 47 عاما «حصلت الثورة بالحجارة، لقد قامت تظاهرات، وتم إحراق سيارات، وتم تدمير رموز الكتاب الأخضر وانسحبت قوات الأمن على الفور. الشرطيون والعسكريون هم من أبناء المنطقة وثمة روابط عائلية، لذلك فإنهم انضموا إلى الثورة».
وفي نالوت، أعلن قادة عسكريون انشقاقهم عن النظام خلال مناسبة علنية. وفي مناطق أخرى، قام 32 جنديا كانوا على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على المتظاهرين بالتخلي عن بذتهم العسكرية.
ويشرح سامي (27 عاما)، وهو عسكري سابق أن «عقيدا رفض إعطاء الأوامر بإطلاق النار وجرى اعتقاله. لقد اجتمعنا واتخذ القرار فورا بالدفاع عن الشعب. كفانا قمعا، الوضع أصبح لا يطاق».

تاريخ مع الثوار
وهذه المنطقة معروفة بتاريخها الطويل مع حركات التمرد. ويقول يوسف الاستاذ البالغ من العمر 55 عاما، إن «شعب المنطقة يثور بسرعة».
ويذكر كيف قامت القرى كافة بمساندة الثورة ضد الاتراك عام 1850، كما يعيد الى الذاكرة ذهاب 45 من سكان رجدان للموت في طرابلس لشن المعركة الاولى ضد الغزو الايطالي عام 1911.

الأمازيغ ثاروا لثقافتهم
وفي قرى الأمازيغ التي يعتبر الجبل الغربي مهدهم في ليبيا، توطدت الروابط ايضا بفعل الثقافة والقمع. وتقول نافوز المدرسة البالغة من العمر 40 عاما «نحن عائلة كبيرة». وفي عهد النظام، يمنع الحديث في العلن او الغناء او القراءة او كتابة اللغة الأمازيغية تحت طائلة الاعتقال. لكنها تضيف انه «من ناحية إجمالية، كل من كان لديهم رأي مغاير عن الكتاب الأخضر كانوا يتعرّضون للقمع. كنا نعيش في الصمت والخوف».

شعور بالإهمال
وفي هذه الجبال يسود الشعور المزعج بإقصاء المنطقة عن الثروات المتأتية عن النفط وبأنها تعرّضت للإهمال، ويقول بشير (79 عاما) وهو عامل سابق في مجال النفط «انها من المناطق الاكثر فقرا في البلاد. القذافي لم يفعل شيئا لتطويرها. لا نعلم أين ذهبت اموال النفط. غالبية الناس عاطلون عن العمل. قمت بتشييد منزلي عام 1984 وليس لدي مياه جارية حتى اليوم».
وبذلك، فقد كانت كل المكونات جاهزة لدى اندلاع الاحتجاجات. ويقول محمد وهو تاجر في سن الـ52 عاما «لقد تجاوزنا الخوف، الثورة بدأت». ومذاك، اتحدت المدن والقرى «المحررة» عربية كانت أم أمازيغية للكفاح معا «ضد النظام حتى الموت».
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website