Test Footer

مرئيات
Home » » تاريخ العلاقات القبطية الليبية

تاريخ العلاقات القبطية الليبية

Written By آفر برس on الاثنين، 28 فبراير 2011 | الاثنين, فبراير 28, 2011

فيلوثاوث فرج
ولدت الكنيسة القبطية يوم مولد الكنيسة الأولى، من رحم واحد كانت البداية ولم يكن مرقس الرسول الليبي المولد هو الكارز الأول لكنه المنظم الأول والمؤسس الأول للكنيسة القبطية، كانت مصر حاضرة يوم الخمسين مع دول الجوار من ليبيا والقيروان، وكانت مصر تمتلئ باليهود المتدينين والذين ولجوا إلى الكنيسة يوم الخمسين وعادوا إلى مصر لكي ينشروا الطريق الجديد بين الناس، وكانت الإسكندرية عاصمة ثقافية يشار إليها بالبنان وقد بدأت المسيحية من الإسكندرية قادمة من الخمس مدن الغربية نتبابوليس ليبيا لأن مرقس آثر أن يبدأ وسط أهله في ليبيا والتي هاجر منها الى فلسطين ولكن بقى قلبه وصحبه وخلانه هناك فجاء إليهم يحمل نور المسيح، وكانت أول كلمة سمعها مرقس خلال رحلته في شوارع الإسكندرية هي (ايوس ثيوس) اي (يا الله الواحد) سمعها من إسكافي كان يصلح له حذاءه المهترئ، وكانت هذه هي بداية التبشير. وبيت الإسكافي هو أول البيوت التي أعلنت الإيمان المسيحي بل صار إيفانوس أول الجالسين على كرسي الكرازة المرقسية بعد مرقس، أحد السبعين رسولا. وكانت كنيسة الإسكندرية كنيسة تبشيرية لقد حملت الإيمان المسيحي إلى النوبة وأثيوبيا وتحملت مسئولية تنظيم الخدمة في الخمس مدن الغربية وهي كنيــسة أفريقية قامت بترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الأقوام التي تبشر بينها، فكانت أول كنيسة في العالم تقوم بحركة ترجمة الآداب المسيحية إلى اللغات الأجنبية، وعندما حملت الكنيسة القبطية لواء الكرازة شعلة روحية نارية إلى أفريقيا أوجدت ما أسماه بروفيسور زاهر رياض عوامل الوحدة بين شعوب هذه الدول فكانت الديانة الجديدة عاملا حضاريا له أثره في تقدم أفريقيا في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تحيا في عزلة حضارية وكأن دخول المسيحية إلى هذه الأجزاء الأفريقية قد قلب ميزان القوى وجعل هذا الركن من أفريقيا يلعب دورا قياديا في العالم.
وصارت الكنيسة القبطية هي أم كنائس أفريقيا إليها يتطلع الأفارقة يرضعون من لبنها ويشبعوا من ثدي تعزياتها ويعصرون ويتلذذون من درة مجدها، وهنا تصبح الكنيسة المرقسية أما حنونا ترعى وتشرف وترسم الأساقفة وتدير الشئون الروحية حتى أن الأقباط جالوا في أفريقيا مع كنيستهم يتحملون عبء المباني والرسوم والفن دون أن يلغوا وجود الثقافات الأفريقية بل أتاحوا المجال للفنان الأفريقي أن يرسم ويعبر ويكتب شعرا ونثرا لاهوتا وتفسير، وهنا قامت كنيسة الإسكندرية بتوحيد مصر مع السودان ومصر مع الحبشة ومصر مع ليبيا على الأقل في وحدة الكتاب المقدس ووحدة الطقس الكنسي، ووحدة اللاهوت ووحدة القداس الإلهي ووحدة الهرم الكنسي الذي يأتي على قمته بابا الإسكندية الذي يشرف بأبوة روحانية على كنائس أفريقيا والذي لا مانع عنده أن تتآخى كنائس الأبناء مع أبوته فكنيسة أثيوبيا الآن كنيسة أخت للكنيسة القبطية بحسب آخر بروتوكول بينهما.

مصر وليبيا
لقد صنعت كنيسة الإسكندرية وحدة روحية قوية مع كنائسها في أفريقيا فوحدت بين مصر والسودان في كنيسة النوبة التي استمرت عشرة قرون، ووحدت بين مصر وإثيوبيا الحبشة اكسوم، والتي تحفل حتى الآن بتراث روحي غني ومشترك كما وحدت مصر مع ليبيا والتي بدأ فيها مرقس الكرازة قبل أن يأتي إلى الإسكندرية وأفرد مقالي هذا للحديث عن وحدة مصر وليبيا من خلال كنيسة الإسكندرية وتأتي قمة هذه الوحدة في أحاديث المطران الليبي سينسوس أو اثناسيوس الليبي كما يحلو لي أن أدعوه، ولديه عدة مكاتبات مع البابا ثاوفيلس الذي رسمه مطرانا بجدارة رغم أنه متزوج وله ثلاثة أولاد وقال في إحدى رسائله للعاهل القبطي: نحن نتطلع إلى الإسكندرية حيث تبتهج قلوبنا كما نتطلع نحو امنا سيرين، وقد أعجب مطران ليبيا باهتمام البابا القبطي وكتب إليه ما نصه: إلى رئيس الأساقفة الحكيم أتمنى لكم راحة البال وطول العمر وقد نلنا بركة عظمى بدوام حياتك وبإنجازاتك الرائعة في مجال التعليم المسيحي بما كتبت من سلسلة رسائل عيد الفصح التي تزداد على مر الأيام، وأن الرسالة التي أرسلتها لنا في العيد الأخير قد ثقفت وأبهجت مدننا الخمس كثيرا بما فيها من طراوة اللغة وعمق الأفكار.
وقد أضفى مجمع نيقية المسكوني سنة 325م، الصفة الرسمية لسلطة بابا الإسكندرية على مصر وليبيا والخمس مدن الغربية واقترنت مصر مع ليبيا والرسالة إلى شعب مصر وليبيا وقد حفظ لنا التاريخ حتى القرن التاسع عادة إرسال بابوات الإسكندرية لرسائل عيد الفصح لكل الكنائس المصرية والليبية.
مصر مع ليبيا كانتا وحدة واحدة خلال العصر المسيحي في ليبيا والذي بدأ منذ القرن الأول حتى ما بعد القرن الثالث عشر ومظاهر هذه الوحدة نذكر من بينها وحدة الكارز لأن مصر وليبيا لهما كاروز ومبشر واحد هو مرقس الرسول ووحدة القداس الإلهي حيث اعتمدت الكنيستان القداس الذي كتبه مرقس الرسول ونظمه البابا كيرلس ووحدة الكنائس لأن الكنائس في مصر وليبيا ذات طراز واحد تتجه نحو الشرق وتزين بحامل الأيقونات وفق نظام واحد في كل الكنائس يضع الصليب في القمة وتحته الاثني عشر رسولا ثم أيقونة السيد المسيح على اليمين والعذراء على يمين السيد المسيح، ووحدة اللاهوت حيث كانت القضايا اللاهوتية موضع اهتمام البابا السكندري ومتابعة أساقفة ومطارنة ليبيا، ووحدة الطقوس أو النظم والترتيبات الكنسية ووحدة تبادل الكهنة وحضور أبناء ليبيا إلى المدرسة الإكليريكية بالإسكندرية وخدمة كهنة ليبيين في مصر، وأقباط في ليبيا، ووحدة التقويم حيث كان سكان ليبيا يستعملون الشهور القبطية، ويقول العالم الأمريكي هيلارد إن ليبيا الشرقية تتجه دائما نحو مصر ويقول الأثري بيركنز إن العمال والمهندسين الأقباط قد اشتركوا في بناء الكنائس في نبتابوليس وبقاياها الحالية تكشف عن تأثرها الواضح بكنيسة الإسكندرية وكانت مصر مكان العلم لأهل ليبيا وكانت ليبيا أجمل منفى لباباوات الإسكندرية حيث قضى البابا ديوناسيوس والبابا اثناسيوس فترات طويلة في نبتابوليس أثناء الاضطهادات وكان الباباوات يزورون ليبيا زيارات رعوية وكان المطارنة يزورون الكنيسة الأم في مصر.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website