محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية/ "لأول مرة في التاريخ يعتدي رجال من الطوارق بالضرب على نساء طارقيات". هذا ما يرويه شاهد عيان حينما استحكم تنظيم ’أنصار الدين‘ الراديكالي قبضته على مدينة كيدال في شمال مالي أو ’جمهورية أزواد‘ التي أعلنت من جانب واحد في أعقاب الانقلاب العسكري في مالي. "حدث ذلك في وضح النهار" يضيف الراوي وأمام عجز مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد. المرأة الأزوادية قوية ومصرة على الدفاع على حقوقها، تقول الناشطة الحقوقية سارة فورتون لإذاعة هولندا العالمية.
جلد في الساحات العامة
شاركت المرأة في إقليم أزواد إلى جانب الرجل في المطالبة باستقلال الإقليم عن الحكم المركزي (جنوب مالي) وخرجت في مظاهرات كانت القوات النظامية المالية تقمعها. ومع ذلك لم تجرؤ هذه القوات يوما أن تمد يدها لضرب المرأة.
الصورة تنقلب عندما سيطر إسلاميون متشددون على مدينة كيدال في ما أصبح يعرف بـ ’الثلاثاء الأسود‘ حينما رفضت النساء ارتداء البرقع. "اليوم؛ ثلاثاء أسود في أزواد، لم نر مثل ما جرى أبدا من قبل. رجال طوارق يضربون نساء طارقيات بالعصي بعضهن مسنات"، ينقل موقع (ميدان. انفو) عن شاهد عيان. الوضعية الجديدة تقلق المدافعين عن حقوق المرأة الطارقية، وتسجل الناشطة الحقوقية سارة فورتون ممثلة المنظمة العالمية للطوارق شهادات عما تقوم به الجماعات الإسلامية المسلحة في المناطق التي يسيطرون عليها:
"أعلم أنهم يحاولون فرض النقاب على النساء وأعلم كذلك أنهم يمنعوهن من الخروج وإلا تعرضن للجلد بالسياط. محاولة فرض الشريعة أدى إلى قمع شرس للمرأة مثل الجلد في الساحات العامة، ومع ذلك يوجد رفض عام من قبل الناس الذين لا يريدون أن يعيشوا كالأنعام".
وتحذر الناشطة في لقاء مع إذاعة هولندا العالمية من أن الأمور "ستسوء أكثر إذا لم يتدخل المجتمع الدولي وإذا لم يتكتل الناس للمواجهة".
وضعية صعبة
حظيت المرأة الطارقية عبر التاريخ بوضعية اجتماعية متميزة سمحت لها بالتنقل وممارسة التجارة والتكفل بالأسرة. الأسطورة الشعبية تروي أن امرأة طارقية أسست مدينة تومبوكتو التاريخية، بل إن الملكة ’تين – هينان‘ هي التي أقامت التجمعات الأولى للقبائل الطارقية. غير أن هذه المكانة الاجتماعية "تتعرض اليوم للقمع والتحجيم، وهذا ما لا يمكن القبول به وما لا يمكننا نحن نساء الطوارق تحمله"، تؤكد الناشطة سارة التي كانت في زيارة لهولندا في إطار حملة للتضامن مع الأزواديين عقب سيطرة جماعات القاعدة على المراكز الرئيسية في شمال مالي: تمبوكتو وكيدال وغاو، مشددة على أن النساء الطارقيات سيواصلن الدفاع عن حقوقهن رغم القمع وسوء المعاملة:
"أعتقد أنهن سيواصلن الاحتجاج، قد يكون الأمر الآن صعبا في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية ولكنهن سيواصلن رغم ما يتعرضن له من سوء المعاملة، وإذا لم يفعلن فسيخسرن الكثير. وأعتقد أن الجميع، رجالا ونساء، سيخسرون مع سيطرة المتطرفين".
والمستقبل؟
تعتقد سارة أن المجتمع الدولي وخاصة منظمات المجتمع المدني تكاد تكون غائبة رغم وجود أكثر من 350 ألف لاجئ غادروا المنطقة:
"ما ينبغي التأكيد عليه اليوم هو أن هناك أكثر من 350 ألف لاجئ خارج أزواد معظمهم من الطوارق، وتقع مهمة تحمل أعباء الاعتناء بأسر اللاجئين بالدرجة الأساس على كاهل النساء، وهن في حاجة ماسة لدعم المنظمات الدولية وتأييد المجتمع الدولي ومساندة جميع الشعوب. على الشعوب أن تتحرك لأن الدول مترددة بسبب تشابك المصالح، ولكن الشعوب يمكن في اعتقادي أن تتحرك خارج حسابات دولها".
وعلى الرغم من إمكانية فقدان المرأة الأزوادية لكل حقوقها التي توارثتها عبر الأجيال، إلا أن الناشطة سارة فورتون تؤمن بقوة المرأة وإصرارها على التحدي. "أعتقد أنها بينت رغم كل شيء على قوتها وإصرارها على الحفاظ على مكاسبها". وتربط الناشطة المقيمة في باريس ضمان مكاسب المرأة الأزوادية بالاستقلال. "النضال من أجل الاستقلال هو أيضا نضال من أجل المرأة"
يتطلب التعريف بقضية المرأة الأزوادية أمام الرأي العام ربط قنوات الاتصال بالناشطات على الأرض هناك. وهذا ما تحاول سارة ومنظمتها القيام به عبر وسائل الاتصال الحديثة.
"نحن في اتصال دائم مع نساء ناشطات داخل أزواد، ونستخدم فضاء الانترنت الذي عن طريقه نتابع أنشطة النساء في أزواد ونطلع على ما يتعرضن له من سوء المعاملة. نعلم أن ناشطتين تم طردهما من كيدال بسبب نشاطهما. كما وجهنا عبر موقعنا نداءا بضرورة التعبئة وتلقينا رسائل يعبر أصحابها عن رغبتهم في التحرك، بالإضافة إلى مشاركة منظمتنا في أنشطة نساء متضامنات في فرنسا أبدين رغبتهن في دعم قضية المرأة الأزوادية".
جلد في الساحات العامة
شاركت المرأة في إقليم أزواد إلى جانب الرجل في المطالبة باستقلال الإقليم عن الحكم المركزي (جنوب مالي) وخرجت في مظاهرات كانت القوات النظامية المالية تقمعها. ومع ذلك لم تجرؤ هذه القوات يوما أن تمد يدها لضرب المرأة.
الصورة تنقلب عندما سيطر إسلاميون متشددون على مدينة كيدال في ما أصبح يعرف بـ ’الثلاثاء الأسود‘ حينما رفضت النساء ارتداء البرقع. "اليوم؛ ثلاثاء أسود في أزواد، لم نر مثل ما جرى أبدا من قبل. رجال طوارق يضربون نساء طارقيات بالعصي بعضهن مسنات"، ينقل موقع (ميدان. انفو) عن شاهد عيان. الوضعية الجديدة تقلق المدافعين عن حقوق المرأة الطارقية، وتسجل الناشطة الحقوقية سارة فورتون ممثلة المنظمة العالمية للطوارق شهادات عما تقوم به الجماعات الإسلامية المسلحة في المناطق التي يسيطرون عليها:
"أعلم أنهم يحاولون فرض النقاب على النساء وأعلم كذلك أنهم يمنعوهن من الخروج وإلا تعرضن للجلد بالسياط. محاولة فرض الشريعة أدى إلى قمع شرس للمرأة مثل الجلد في الساحات العامة، ومع ذلك يوجد رفض عام من قبل الناس الذين لا يريدون أن يعيشوا كالأنعام".
وتحذر الناشطة في لقاء مع إذاعة هولندا العالمية من أن الأمور "ستسوء أكثر إذا لم يتدخل المجتمع الدولي وإذا لم يتكتل الناس للمواجهة".
وضعية صعبة
حظيت المرأة الطارقية عبر التاريخ بوضعية اجتماعية متميزة سمحت لها بالتنقل وممارسة التجارة والتكفل بالأسرة. الأسطورة الشعبية تروي أن امرأة طارقية أسست مدينة تومبوكتو التاريخية، بل إن الملكة ’تين – هينان‘ هي التي أقامت التجمعات الأولى للقبائل الطارقية. غير أن هذه المكانة الاجتماعية "تتعرض اليوم للقمع والتحجيم، وهذا ما لا يمكن القبول به وما لا يمكننا نحن نساء الطوارق تحمله"، تؤكد الناشطة سارة التي كانت في زيارة لهولندا في إطار حملة للتضامن مع الأزواديين عقب سيطرة جماعات القاعدة على المراكز الرئيسية في شمال مالي: تمبوكتو وكيدال وغاو، مشددة على أن النساء الطارقيات سيواصلن الدفاع عن حقوقهن رغم القمع وسوء المعاملة:
"أعتقد أنهن سيواصلن الاحتجاج، قد يكون الأمر الآن صعبا في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية ولكنهن سيواصلن رغم ما يتعرضن له من سوء المعاملة، وإذا لم يفعلن فسيخسرن الكثير. وأعتقد أن الجميع، رجالا ونساء، سيخسرون مع سيطرة المتطرفين".
والمستقبل؟
تعتقد سارة أن المجتمع الدولي وخاصة منظمات المجتمع المدني تكاد تكون غائبة رغم وجود أكثر من 350 ألف لاجئ غادروا المنطقة:
"ما ينبغي التأكيد عليه اليوم هو أن هناك أكثر من 350 ألف لاجئ خارج أزواد معظمهم من الطوارق، وتقع مهمة تحمل أعباء الاعتناء بأسر اللاجئين بالدرجة الأساس على كاهل النساء، وهن في حاجة ماسة لدعم المنظمات الدولية وتأييد المجتمع الدولي ومساندة جميع الشعوب. على الشعوب أن تتحرك لأن الدول مترددة بسبب تشابك المصالح، ولكن الشعوب يمكن في اعتقادي أن تتحرك خارج حسابات دولها".
وعلى الرغم من إمكانية فقدان المرأة الأزوادية لكل حقوقها التي توارثتها عبر الأجيال، إلا أن الناشطة سارة فورتون تؤمن بقوة المرأة وإصرارها على التحدي. "أعتقد أنها بينت رغم كل شيء على قوتها وإصرارها على الحفاظ على مكاسبها". وتربط الناشطة المقيمة في باريس ضمان مكاسب المرأة الأزوادية بالاستقلال. "النضال من أجل الاستقلال هو أيضا نضال من أجل المرأة"
يتطلب التعريف بقضية المرأة الأزوادية أمام الرأي العام ربط قنوات الاتصال بالناشطات على الأرض هناك. وهذا ما تحاول سارة ومنظمتها القيام به عبر وسائل الاتصال الحديثة.
"نحن في اتصال دائم مع نساء ناشطات داخل أزواد، ونستخدم فضاء الانترنت الذي عن طريقه نتابع أنشطة النساء في أزواد ونطلع على ما يتعرضن له من سوء المعاملة. نعلم أن ناشطتين تم طردهما من كيدال بسبب نشاطهما. كما وجهنا عبر موقعنا نداءا بضرورة التعبئة وتلقينا رسائل يعبر أصحابها عن رغبتهم في التحرك، بالإضافة إلى مشاركة منظمتنا في أنشطة نساء متضامنات في فرنسا أبدين رغبتهن في دعم قضية المرأة الأزوادية".
