Test Footer

مرئيات
Home » » ماذا يأكل اعضاء ما يسمى ب'الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية'؟

ماذا يأكل اعضاء ما يسمى ب'الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية'؟

Written By آفر برس on السبت، 30 أبريل 2011 | السبت, أبريل 30, 2011


بالطبع لا أطرح هذا السؤال بشكل حرفي ولكنه تساؤل عن الطبيعة أو الخلفية النفسية التي يندفع بها هؤلاء، فهم ولا يشك يشربون ماء كمائنا وخبزا لا يختلف كثيرا عن خبزنا ويمشون على قارعة الطريق مثلنا تماما، لكن ما لا أفهمه هو بعض التقليعات او التخريجات 'الباسلة'.
قمت ببحث بسيط عن هذه الجمعية التي لا يتورعون عن الاشارة إليها في مقالاتهم أو مشاركاتهم على منتديات مختلفة خاصة المعنية بالترجمة. وقد قرأت أنها جمعية مستقلة تأسست سنة 2007 بالرباط. وقد استغربت أن تكون مستقلة على الأقل حسب تعريفهم. فقد ترسخت لدي قناعة أن اعضاءها لا يختلفون عن عباقرة دراسة الكتاب الأخضر لمؤلفه الأخ العقيد معمر بومنيار القذافي قائد الثورة العظيمة ضد شعبه الذي ليس له أي منصب لأنه أعظم من كل منصب.

فلو قال الكتاب الأخضر أن الأمازيغ عرب قدماء او منقرضين أو جواسيس ارسلهم حاكم ولاية بالمريخ قلنا أو على الأقل "قلت" رفع القلم عن ثلاث...، وان قالت كتيبة مؤرخيه ومتخصصي كتابه الأخضر أن ما جاء فيه حق وان علمه يقين قلت ايضا ولما لا؟؟ ان كانت تلك الفصاحة الفارغة تدر علي دخلا أو تمويلا أو منحة "لأتمكن من استكناه لب الحكمة الموجودة في ذلك الكتاب". لكن أن يخرج عضو ويقول أن دسترة الأمازيغية خطر على المغاربة في جمعية مستقلة فهنا يتوقف محرك التفكير عندي وأدور حول العبارة من كل الجهات لكي أفهمها أو بالأحرى لفهم منطلقاتها. كيف سيحل بنا هذا الخطر بعد دسترة الأمازيغية في بلد لا يقرأ فيه المواطن الدستور أصلا لو استثنينا بعض الطلبة والمتخصصين؟ دعنا ندور معا حول هذه العبارة بهدوء، ولنحاول فك لغزها.

في حوار عضونا المدافع عن العربية يجيب الأستاذ فؤاد بوعلي أن دسترة الأمازيغية او اقتراح ذلك يهدد وحدة الشعب، ودليله هو التجارب التي عرفها العالم العربي كما حدث في السودان والعراق. وكأن الأكراد والجنوبيين في السودان حظوا بعطف صدام حسين وعمر البشير فأدى ذلك للتجرئ على الدولة والدعوة للانفصال فقط... لا مجزرة حلبشة ولا جرائم حرب وحروب ولا نفي وجود. فالأجدر أن نقول أن التعنت الشوفيني الهادف لدغدغة المشاعر القومية هي التي أدت الى الاحتقان والتنافر. وأحسن من هذا أن نبحث عن فهم بديل، وقد أحسن محاوره عند إعطاء الواقع الحقيقي وهي أن الدول الديموقراطية التي تستوعب الاختلاف ليس فيها تلك المشاكل. لكنه يجيب بأن ذلك صحيح وأن النموذج السويسري الذي يتغنى به أولئك يعتمد على مبدأ الترابية، وكأن عدوى مفردة "التراب" قد أصابت سويسرا قبل المغرب، على افتراض أن هناك مبدأ يشابهه، وبالتالي يقترح أن تكون دسترة لغات السكان الأصليين في إطار جهوي، مما يفهم منه أن هذا النوع من الدسترة هو الذي يلغي خلق التباعد بين المغاربة.

يستطرد باحثنا بعد سؤال آخر متسائلا هل يقبل العبدي والدكالي بلغة لا علاقة له بها؟ وهو سؤال يفترض أن الأمازيغية شغل الأمازيغ أما العرب فلا علاقة لهم بها، وبالتالي فإن اعتبار الأمازيغية ملك لجميع المغاربة خدعة أو خطأ سياسي وإثني، وعضونا لا يزال في جلباب المدافع عن وحدة المغاربة، ولم يتساءل هل على الأمازيغي أن يقذف بأمازيغية إلى مزبلة النسيان والتهميش ويهلل باللغة العربية التي يجب أن تكون له علاقة بها.

وهنا لا يمكن الاعتقاد أن فؤاد بوعلي غير متابع لخطابات الملك، فهو يستذكر في السؤال الموالي أن الأمازيغية جزء من هوية المغرب لكنه يرى أن الخطير هو ترسيمها، وقد خلط الهوية باللغة، وادعى ان تعدد اللغات يعني وجود أكثر من مغرب. وهو مقتنع تماما بهذا التعليل، ويعول عليه. أما حين يسأله محمد بلقاسم مؤكدا أن الأمازيغ من حقهم حماية لغتهم قانونيا، تنفرط منه شخصيته الأمازيغية وكيف دافع الأمازيغ عن الأسلام والعروبة -مثله- ويتساءل إن كانت الدسترة سبيلا للمطالبة بالحقوق الأمازيغية التي لم يذكر أن الأمازيغ دافعوا عنها إلى جانب الأسلام والعروبة. وهنا نجد منطقا فريدا في هذه الجمعية حيث قال رئيسها موسى الشامي في 2007 أن تعمقه في اللغة الفرنسية وتدريسه بها وترؤسه جمعية المدرسين بها في المغرب كله، لم ينعه من الشعور بالأهانة عندما تلقى جيرانه إعلانات تجارية بالفرنسية لأنهم عرب وليس فرنسيين، ولكي لا يكون قوميا مشينا أشار إلى أن جمعيته تحتضن أمازيغا ايضا. وقد أتساءل مرة أخرى أنه وجاره قد يكونان عرب وغير فرنسيين لكن قد يكونون ايضا امازيغا فلما لا يذكر ذلك عند الحديث عن جاره ويؤكده في خاتمة الموضوع، وكأن وجود الأمازيغ ليس وجودا، وأن الدفاع عن الأمازيغية ليس دفاعا، وكأن أصل الأنسان يعفيه من مسؤولياته الأخلاقية والهوياتية وتجيز له الاسترزاق بالدفاع عما هو معترف به، إلى الاعتراف بهويته ولغته، كما أجاز الديكتاتوريون قتل الشعب دفاعا عنه من المندسين لأنهم منهم.

وخلاصة الأمر أن البعض لا يستوعب تطورات المجتمع ويتكاسل حتى في اختيار الحجاج وكأني بالقذافي واثق من كتائبه يقول "لم تطلق رصاصة، لا مظاهرات..." وما هذا التقاعس واللاعقلانية الا من غرورهم بقوتهم ووضعتيهم التي جعلتهم يتصورون معارضيهم بالجرذان والمهلوسين، إلى يوم يفهمون فيه، مثل الرئيس التونسي المخلوع.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website