Test Footer

مرئيات
Home » » المزابيون

المزابيون

Written By آفر برس on الخميس، 24 فبراير 2011 | الخميس, فبراير 24, 2011

mzabnet.com
1- أصل المزابيين و الأمازيغ :
ينحدر المزابيون من قبيلة بني مصعب الأمازيغية ، وهي من قبائل زناتة ( القبيلة الأم ) ، و كلمة " مْزاب " محرفة من كلمة " مُصعب " ، و سبب تحريف مُصعب إلى مْزاب ، أن الأمازيغ و المزابيين خاصة ، يحرفون الصاد زايًا في العربية ، كالصلاة مثلا التي يسميها بنو مزاب تْــزَالِّــيتْ .
من هنا ، جاء التسلسل النطقي للكلمة ، حيث قالوا : مصعب ثم مصاب ثم مْزاب و ميزاب .
و نجد ابن خلدون و هو مؤرخ المغرب الإسلامي الأول يقول في كتابه العبر و ديوان المبتدأ و الخبر :
" و قصور مُصاب سكانها لهذا العهد من بني عبد الواد و بني توجين ومُصاب و بني زردال فيمن انضاف إليهم من شعوب زناتة ، و إن كانت شهرتها مختصة بـمُصاب "
و نلاحظ أن العلامة ابن خلدون ، يذكر أن سكان مْزاب الأوائل هم ليسوا من بني مصعب ( مُصاب ) فقط ، بل اختلطت معهم عائلات أمازيغية أخرى من أبناء عمومتهم أو من نفس القبيلة : زناتة ( بنو عبد الواد ، بنو توجين ، بنو زردال ) ، لكن سيادة بني مصعب و انصهار العائلات الأمازيغية الأخرى في بني مصعب أدت إلى انتسابهم و انتساب الوادي إليهم ، فسموا كلهم ببني مصعب ، و سميت المنطقة ببادية بني مصعب ، أو وادي مصاب .
و مصعب هو مصعب بن بادين انتقل أبناؤه إلى الوادي منذ ما قبل التاريخ .

الأمازيغ :
الأمازيغ هم أبناء مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام ، و يعتبرون الشعب الأصلي لشمال إفريقيا .
و معنى أمازيغ : الرجال الأحرار.
كان الأمازيغ أول عهدهم بالشام مع أبناء عمهم فلسطين فوقعت بين الطرفين حروب ، فهاجر الأمازيغ من الشام ، و ساروا إلى المغرب عبر مصر و استوطنوه في العصر الحجري و عمروه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي .
ينقسم الأمازيغ إلى قسمين : البرانس و البُتر ، كل فرع يتشعب إلى قبائل كثيرة لا تحصى ، فشعب زناتة الذي ينتمي إليه بنو مصعب هو أحد شعوب البتر .
و قد كانت قبيلة زناتة التي انبثق منها المصعبيون تسكن جوار منطقة نفوسة في ليبيا ثم جبال الأوراس بالجزائر ، ثم عمرت المغرب الاوسط من الأوراس إلى منطقة مليانة و في الصحراء وارجلان و أدرار و وادي مزاب .

- الأمازيغ و الفينيقيون :
هاجر الفينيقيون إلى شمال إفريقيا قادمين من الشام ، فامتزجوا بالبربر و وقعت بينهم علاقات مصاهرة و تزاوج وكان هذا أول اختلاط بين الأمازيغ و الشعوب الأخرى .

2- ديانة الأمازيغ قبل الإسلام :
كان للأمازيغ دين وثني ، و كانوا يعتقدون بوجود إله يدبر هذا الكون ، و لكن لاذات له ترى ، و إنما يتجلى لهم في المظاهر التي تروعهم بقوتها أو بجمالها أو بغرابتها ، فلذلك يعبدون تلك المظاهر . وهذا الإله الذي يعتقدون أنه مصدر حياة الكون اسمه ’’ آمون’’ و مظاهره هي الكبش الأقرن القوي و بعض الحيوانات الأخرى مثل الطاووس ، و كانوا يعتقدون أن قتل هذه الحيوانات أو ضربها يلحق بهم عاهات كبيرة كالجنون و الشلل ....إلخ.
و كان الأمازيغ يعبدون موتاهم و يحترمونهم و يخشون غضبهم و كانوا ينامون على قبورهم ليتلقوا أخبارهم ، وغير ذلك من العقائد الجاهلية ، لكنهم لما انشرح صدرهم للدين الحق حسن إسلامهم و محوا كل أثر لهذه العادات .

3- اعتناق المِزابيين للإسلام :
اعتنق المِزابيون الإسلام ضمن الفتح الإسلامي الذي قام به المسلمون في شمال إفريقيا و الذي انتهى حوالي عام 84 هـ -703 م ، كما اعتنق كل الأمازيغ الإسلام و ساهموا في نشره ، و اختلطوا أثناء هذه الفترة بالعرب الفاتحين ، و لما ظهرت المذاهب الفقهية سبقت إلى بني مصعب أصول المعتزلة فأخذوا بها و طبقوها و كانوا يسمون واصلية نسبة إلى واصل بن عطاء .

4- حياة بني مصعب الإقتصادية:
كان يعيش أغلبهم على تربية المواشي و التنقل بها عبر أرجاء الشبكة ، بحثا عن الماء أو الكلأ ، فكانت حياتهم في منتهى البساطة ، شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كل مكان .
أما صناعتهم فكانت تقتصر على نسج الخيام و الألبسة من الوبر .
5-قرى بني مصعب الأولى:
كان بنو مصعب يسكنون الخيام ثم أسّسوا تجمعات سكنية تطورت حتى أصبحت مدنا و قرى ، وأشهر المدن التي بنيت في هذا العهد " أَغَرْمْ نَتْلَزْضِـيتْ " ( قصر الصوف ) ، و نجدها الآن على بعد 6 كيلومترات من تجنينت .

6- النظام الإجتماعي عند المصعبيين :
كانت كل عشيرة تدير شؤونها ، و كانت كل قرية تحكم نفسها ، و كان لكل قرية مجلس تنتخبه القرية بواسطة أعيانها ، و إذا كانت القرية تشتمل على عشائر كثيرة ، قدمت كل عشيرة من يمثلها في المجلس ، و يرأس المجلس رئيس ينتخبه الأعضاء من بينهم .
هذا المجلس هو الذي يدبر شؤون القرية ، ويسنّ القوانين لها ، و يفضّ خصوماتها .
إنه المجلس التشريعي و القضائي ، و رئيس المجلس هو القوة التنفيذية ، و يظهر لنا من هذا أن الأمازيغ جُبلوا على حلى حب الإستقلال و الديمقراطية .

7- العلاقة بين بني مصعب و الرستميين :
بعد سقوط الدولة الرستمية هاجر رعايا الإباضية و الرستميين من تيهرت إلى وارجلان ( ورقلة حاليًا ) و سدراتة ، وانعقد مؤتمر بمدينة أريغ سنة 421 هـ ، للنظر في مسائل الرستميين اللاجئين ، لأن أريغ قد غص بسكانه و باللاجئين ، فاقتضى المؤتمر على انتداب العلامة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ليجول في صحراء المغرب الأوسط عله يجد ملجأ للرعايا الرستميين ، فوقع اختياره على بادية بني مصعب ، فبدأ أولا بالدعوة إلى المذهب الإباضي حتى اعتنقه جميع المزابيين ، ثم بدأت هجرة بعض العائلات من شعب تيهرت ( و هم أمازيغ ) و بعض ما تبقى من أفراد العائلة الحاكمة الرستمية إلى وادي مزاب.
إذن فالعلاقة بين الرستميين و المصعبيين هي أن الرستميين هم الذين أرشدوا المصعبيين إلى المذهب الإباضي , و المصعبيين هم الذين استقبلوا المهاجرين المذكورين إليهم .
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website