Test Footer

مرئيات
Home » , » المجتمع الأمازيغي القديم على ضوء النصوص المصرية

المجتمع الأمازيغي القديم على ضوء النصوص المصرية

Written By آفر برس on الجمعة، 31 ديسمبر 2010 | الجمعة, ديسمبر 31, 2010

رسم أمازيغي صحراوي يصور حياة سيدات أمازيغيات تعود للألف الثالثة ق.م.، وتسميها بعض المصادر "سيدات التاسيلي"، وهي من جنوب الجزائر في المنطقة المتصحرة حاليا.


الشخص في أقصى اليسار ليبي (أي أمازيغي)
قارن أيضا:

الريشتين من مميزات الأمازيغ القدماء


قطعة نقدية تمثل الملك النوميدي ماسينيسا الذي تحالف مع روما ضد قرطاج بعدما كان حليفا لها واستعدته فيما استمالته روما

تقديم أزرو:لا بد أن القارئ عندما يسأل نفسه عن شكل حياة الأمازيغ اليومية، فإنه لا يتساءل عن حياة الأمازيغ اليوم، لأنه سؤال لا يتضمن أن فضول، فتكفي التوجه إلى الأنترنت ويقرأ ويشاهد ليجيب عن سؤاله، ومن يريد الرجوع إلى العصر الوسيط جد في القراءة فيجد مبتغاه، لكن كيف عاش الأمازيغ قبل العصر الأسلامي؟ كثيرون منا لا يملكون أدنى فكرة، وقد يتساءل كثيرون أين كان الأمازيغ قبل تلك الفترة. لا شك أن بعض الباحثين المتطفلين على التاريخ الأمازيغي سيتحمسون لفرضية غياب الأمازيغ قبل العصر الأسلامي، وكأنهم سقطوا من السماء مع التساقطات الشحيحة التي عرفها الشمال الأفريقي، ومنهم من رأى أن الأمازيغ هم بقايا الشعوب الجرمانية، لكونهم ليسو سودا. أما الباحث المغاربي فهو ذكي بما فيه الكفاية ليتحايل على تلك الأسئلة ويوضف أسماء تقنع الوجود الأمازيغي من قبيل الأنسان المغاربي أو الليبي أو الأفريقي وما إلى ذلك. علما أن المغاربي هو ساكن شمال غرب افريقيا والليبي هو الاسم القديم للأمازيغ. وهذا لا ينفي أن بعض المثقفين الغربيين يشككون في العلاقة بين الليبي والأمازيغي أو البربري حسب تسميتهم، وهذا كله لأن الأجانب سمونا تسميات مختلفة كل حسب ما بدا له. إليكم البحث التالي عن المجتمع الأمازيغي القديم وحياته:

المجتمع الليبي في ضوء النصوص المصرية
د.رجب عبد الحميد الأثرم (منقول من أكثر من مصدر)
يمكن تقسيم تاريخ ليبيا منذ عصر ما قبل الأسرات في مصر وحتى نهاية العصر الروماني إلى فترتين رئيستين على أساس المصادر، التي نستمد منها معلوماتنا عن هذا التاريخ. وتسمى الفترة الأولى بالفترة المصرية، لأن مصادر معلوماتنا عن تاريخ ليبيا تكاد تكون مقصورة على المصادر المصرية. وتسمى الفترة الثانية بالفترة اليونانية الرومانية، لأن كل مصادرنا عنها تكاد تكون يونانية أو رومانية. وتمتد الفترة الأولى منذ عصر ما قبل الأسرات حتى مجيء الإغريق إلى قورينائية في القرن السابع ق.م. وتمتد الفترة الثانية منذ هذا التاريخ وحتى الفتح العربي في القرن السابع الميلادي.

والجدير هنا بالذكر أن هذه المصادر عبارة عن أخبار تمثل وجهة نظر غير الليبيين، التي لا تخلو من كثرة المبالغات، فضلاً عن أنها لا تمدنا بتاريخ مفصل متصل بالليبيين، ولكنها للأسف المصادر الوحيدة، التي بين أيدينا. ونأخذ من هذه المصادر بعين الحذر ما يخدم تاريخ هذا البلد، لأنه لم يعثر في ليبيا - حتى الآن - على مخلفات أثرية تخص تاريخها قبل قدوم الإغريق، وخاصة فى عصر البرونز، الأمر الذي دعا بعضهم إلى ترجيح خلو المنطقة من هذه الوثائق، ولكننا لا نتفق تماماً في الرأي مع هؤلاء، كما سيتضح من خلال هذا البحث.
وأما فيما يتعلق بالعصر اليوناني وما بعده فقد حدثنا هيرودت عن أحوال الإقليم في كتابه الرابع. وتوالت بعده الكتاب والمؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين من الإغريق والرومان. كما أن قورينائية أخرجت لنا - ولازالت تخرج - الوثائق الخاصة بتاريخها في هذه الفترة.

أولاً : النظام الاجتماعي :
تساعدنا النصوص المصرية في دراسة المجتمع الليبي بصفة عامة ونظام أسرته خاصة. وإذا كانت مصادر العصر اليوناني تؤكد عادة تعدد الزوجات، فإن المصادر المصرية تكشف عن وجود هذه العادة أيضاً عند سكان ليبيا. وقد ورد في نقوش الكرنك أن مري ابن دد، أمير قبيلة الليبو، كان يصحب معه نساءه وعددهن إثنتا عشرة. كما أشير إلى نساء كيبر ابن دد في نصوص رمسيس الثاني. ونقرأ في لوحة أن الملك نمرود، - وهو ليبي من المشواش - أرسل زوجته نس تنت إلى الملك بينقخي (مؤسس الأسرة الخامسة والعشرين 715-656 ق.م)، لتطلب العفو منه لزوجها. ويشير النص: "ولما دخل بينقخي قصر نمرود، أمر أن تأتي إليه زوجات الملك وبناته.". وهذا النص يقطع بتعدد زوجات الملك الليبي الأصل، لأن المصريين لم يكونوا يتخذون إلا زوجة واحدة.

ولا يعني تعدد الزوجات في هذا المجتمع الليبي القديم إنحطاط مركز المرأة فيه، لأن المرأة الليبية تظهر في صور الآثار المصرية مرتدية ملابس الرجل، ومتحلية أيضاً بنفس زينته. وهذا في حد ذاته دليل على علو منزلتها في المجتمع الليبي. وبالإضافة إلى هذا فإن نظام الإرث القائم على أساس التسلسل من نسل الأم كان شائعاً بين القبائل الليبية في هذه الفترة.
ولعل ظاهرة تعدد الزوجات على نطاق واسع بين الليبيين هي التي أدت إلى وقوع عدد كبير من الكتاب الإغريق والرومان، وفي مقدمتهم هيرودوت في خطأ كبير، عندما تحدثوا عن انتشار ما يشبه الإباحية الجنسية، حيث يقول عن قبيلة الناسامونيس: ".. أن من عادتهم أن يتخذ كل رجل زوجات كثيرة وهم يخالطون النساء دون قيد أو ضابط".ويقول عن قبيلة الجنداس: "إن كل امرأة تضع حول كل من ساقيها حلقات من الجلد بحيث تدل كل حلقة على اتصال رجل من رجال القبيلة بها. والتي تضع أكبر عدد من الحلقات، وتعتبر أحسن نساء القبيلة، لأن عدداًكبيراً من الرجال أحبوها". ويقول الأوسيس: "إن الاتصال بين الرجال أمر شائع. وعندما يكبر الأطفال يجتمع مجلس القبيلة، الذي يضم كل رجالها البالغين، ليقرر إلحاقهم بمن يشبهونهم من الرجال".
ويناقش العالم الإنجليزي أورك بيتس هذه الإدعاءات فيعتبرها خطأ وقع فيه الكتاب القدامى من إغريق ورومان، لعجزهم عن تفهم ظاهرة تعدد الزوجات. ويورد دليلين إثنين على ذلك، الأول أن الأوسيس كانوا ينزلون عقوبة الموت بالفتاة المشتركة في بعض طقوسهم الدينية، إذا تبين لهم أنهم كانت فاقدة عذريتها. وقوم هذه الصفة من صفاتهم لا يمكن أن يصح ما قاله هيرودت فيهم. والثاني أن نوعاً من قرابة الدم كان شائعاً في شمال افريقيا، مما يدل على أنهم كانوا متفقين على نوع من الزواج، يكفي لتحديد قرابة الدم في نطاق الأسرة والقبيلة.
وإذا انتقلنا إلى مجتمع القبيلة، وجدنا أنه كان يرأسها زعيم أو رئيس من أسرة معينة تحتكر لنفسها زعامة القبيلة. وكان هذا الزعيم ينحّى عن مكان الرئاسة إذا ثبت عدم كفاءته، ويعهد بمنصبه إلى أحد أعضاء الأسرة الآخرين، كما حدث في حالة الأمير الليبي مري ابن دد الآنف الذكر، الذي هزمه الفرعون مرنبتاح. ويشير النص: "لقد هزم مري وسقطت الريشة من على رأسه.. وكان مساعدوه قد هربوا بسبب خوفه.. وإذا عاش فلن مرة أخرى لأنه هزم. وسينصبون آخر مكانه".

ويساعد بعض الأشخاص رئيس القبيلة في تسيير شؤونها، لعلهم كانوا يشكلون مجلساً استشارياً. فقد أشار النص السابق إلى كلمة "مساعدوه"، وأشارت نصوص الملك رمسيس الثالث، إنه أمر أن يحضر إليه الأسرى العشرة، الذين يتولون إدارة شؤونها. وقد تكررت في نصوص هذا الملك رؤساء المشوش، وأشير في نصوص الأسرة الثانية والعشرين الليبية إلى زعماء أرض المشوش، والرئيس الأعظم للمشوش ورئيس الرؤساء. وترينا الصور، التي حفظتها جدران المعابد في مصر بعض علامة تباين في المركز الاجتماعي، وربما كان من علامات الرئاسة إلى جانب الريشة أيضاً، اتخاذ ذيل الحيوان حلية وزينة، ولعلها كانت هي تميز الرئيس عن عامة الليبيين.
وكان رئيس القبيلة يجمع في يديه السلطتين الزمنية والدينية: فهو رئيس مجلس القبيلة وقت السلم لإدارة شؤونها، وقائد الجيش وقت الحرب. وإذا فشل فإنه ينحّى ويولى أحد إخوته أو أبنائه مكانه.

ثانياً : الديانةعند الليبيين :



إذا إنتقلنا إلى دراسة ديانة سكان ليبيا ومعتقداتهم، التي كان يتوارثونها – ونأخذ قورينى مثلا على ذلك – لوجدنا أنه من الطبيعي بالنسبة لهم، وفي مثل هذه البيئة، التي عاشوا فيها فلاحين ورعاة وصيادين، أن يكونوا قد عبدوا مظاهر الطبيعة من سحب وعواصف ونجوم وآبار وأشجار، وذكر هيرودت إن الليبيين كانوا يقدمون القرابين للشمس والقمر. ووصف طريقة هذا التقديم، وكل هذه المظاهر كانت عندهم منازل للأرواح. ومن المحتمل أن النبع الموجود في قورينى، الذي أصبح يعرف بنبع "أبوللو" في العصر اليوناني، كان محل تقديس من السكان المحليين قبل قدوم الإغريق إليها.
وقد ورد ذكر بعض الآلهة الليبية في الآثار المصرية مثل الإله اش ASH الذي ظهر اسمه في نقوش الأسرة الخامسة. ويدل الأسلوب الذي ذ ُكر فيه هذا الإله في نصوص الملك سحورع، وأنه كانت له مكانة كبيرة في ليبيا، ولكن لا يعُرف عن طبيعة هذا الإله ووظيفته شيء محدد حتى الآن.

وأما الربة المعروفة في المراجع العلمية حتى الآن باسم نيت Neith، (والأصح تنيت)، فقد ورد ذكرها منذ عصر ما قبل الأسرات على فخار نقادة، واستمر ذكرها شائعاًعلى الآثار وفي البرديات طوال العصر الفرعوني. وكانت تعبُد في غرب الدلتا، ولم يكن لها طبيعة محددة واضحة. فهي أم للطبيعة وتتصف بالخصب، وقد عثر على الرمز الدال عليها أو شعارها في شكل وشم على أجسام الأسرى الليبيين في نقوش موقع صا الحجر في غرب الدلتا. وفي القسم الغربي من ليبيا أخذ الفينيقيون عن الليبيين عبادة هذه الربة وجعلوها نظيرة للرب بعل حمون وقرينة له.

ويشير هيرودت إلى أن الليبيين كانوا يعبدون إله البحر بوزايدون Poseidon وأن المصريين أخذوه عن الليبيين. ونحن لا نستطيع أن نقرر ما إذا كان هذا الإله ليبي الأصل أم أنه قدم إلى ليبيا مع شعوب البحر، التي تحالفت مع الليبيين في غزو مصر. وهناك أسطورة مصرية تتحدث عن الإله حورس وكيف أرضعته البقرة المقدسة سحت حور، وكيف أصبحت هذه الربة راعية الماشية وحاميتها. وقد استمرت عبادتها طيلة العصر الفرعوني من حدود مصر غرباً حتى قورينى إما باسم حاتحور أم حورس وأما باسم ايزيس. ولا ننسى أيضاً عبادة الثور جيزيل، التي استمرت حتى عصور متأخرة في ليبيا. وهذا ما يفسر لنا إشارة هيرودت، إن نساء قورينى لا يأكلن لحم البقر ويعتبرن أكله إثماً كبيراً.

وقد عبد الليبيون الإله آمون Ammon، الذي كان معبده في واحة سيوة، وانتشرت عبادته داخل ليبيا، إذ كان له معبد في واحة أوجلة. وكانت توجد على ساحل سرت محلة يقال لها آمونكلا وأخرى آمونيس هالوس Ammonos Halous ورابعة بالقرب من طبرق يطلق عليها آمونوس، ويوجد حالياً جنوب بنغازي موقع يسمى تل آمون، ويشير بيتس في هذا الصدد أنه كان يوجد في واحة سيوة، قبل أن تنضم إلى مصر، إله ليبي قرنه المصريون بمعبودهم آمون. وعزز بيتس رأيه باسم زيوس الطيبي، وفي رأي بيتس أن الإله زيوس آمون اكتسب شهرة واسعة في العالم القديم باعتباره مصدر روحي. وكان الكبش رمزه وحيوانه المقدس، وهو في هذا يشبه الإله آمون المصري، وبالرغم من رفض شامو Chamaux التسليم بهذا الرأي، إلا أننا مع رأي بيتس في التفريق بين الإله الليبي والإله المصري، لأن واحة سيوه ظلت ليبية حتى احتلها المصريون في منتصف القرن السادس ق.م. وعندما احتلوها وجدوا سكانها الليبيين يعبدون إلهاً مشهوراً فأسماه المصريون بإسم رئيس الآلهة المصرية آمون طيبة. هذا بالإضافة إلى أن هيرودت كان واضحاً في التمييز بين الإلهين. فهو دائماً يسمى الإله الليبي باسم زيوس آمون، والإله المصري باسم زيوس الطيبي. ويؤكد هذا الفرق الذي أوضحه هيرودت، أن قمبيزا أرسل حملة ضد زيوس آمون الليبي، وابتاعه في سيوة، بينما لم يتعرض للإله آمون المصري في طيبة. وهذا التمييز في المعاملة له مغزاه في الدلالة، على أن زيوس آمون الليبي في سيوة كان غير زيوس المصري في آمون المصري. هذا بالإضافة إلى أن آمون الليبي كان يختلف في الوظيفة عن آمون المصري. فقد كان الأول إله نبؤات في المقام الأول، في حين كان الآخر إله زراعة وحصاد قبل أن يجعل رئيساً للآلهة المصرية باسم آمون رع حامي الحمى ومانح البركات. ولم تبلغ شهرته في الوحي شهرة آمون الليبي، وتعتبر الرحلة التي قام الإسكندر المكدوني إلى واحة سيوة لزيارة معبد الإله آمون خير دليل على رأينا هذا. ويدعم هذا الإتجاه بالرأي قول ديودورس الصقلي أن آمون كان ملكاً ليبيا أسطورياً. ثم أن كثرة الأماكن التي يطلق عليها إسمه في قورينى ظاهرة تدعم وجهة نظرنا هذه. ويقول بيتس أن التشابه في العبادة وخاصة في عبادة الثور والكبش يؤخذ دليلاً قوياً على أن العلاقات بين الطرفين لم تكن كلها عدائية، وإنما كانت سلمية كذلك.
وفي الختام نشير إلى بعض العادات الليبية المتعلقة بالديانة الليبية القديمة: فمثلاً فيما يتعلق بالقسم يقول هيرودوت، إن الليبيين كانوا يضعون أيديهم على قبور أولئك الذين عرف عنهم العدل والخلق الرفيع، فيقسمون بأضرحتهم. أما عن استطلاع الغيب فإنهم يذهبون إلى مقابر أسلافهم، وبعد أداء الصلوات ينامون، وأي حلم يتراءى لهم في النوم، يعتبر بمثابة وحي أنزل عليهم يجب عليهم تنفيذه. وكانوا يعطون المواثيق والعهود بأن يشرب الواحد منهم من يد الآخر. ويرى بيتس أن بعض علامات الوشم هي في الواقع رموز دينية منها مثلا الوشم، الذي على شكل صليب يرمز إلى إله الشمس. وإن بعض العلامات الأخرى ترمز إلى الربة تنِِِِيت… إلخ.

ويشير بيتس إلى أن أوجه الشبه بين الديانتين المصرية والليبية، وخاصة منها فيما يتعلق بعبادة الثور والكبش، توضح أن العلاقة بين الطرفين كانت قوية ولم تكن عدائية دائماً.

ثالثاً : الملابس والحلي عند الليبيين القدماء :
إذا انتقلنا إلى مظاهر الحياة المادية، نجد أن كل قبيلة قد تميزت بطريقة لبسها أزياءها. فمثلاً كان التحنو يلبسون شرائط من الجلد وقراب العورة، أما عند التمحو فملابسهم كانت أرقى بقليل. وتتكون من عباءة فضفاضة مزخرفة من الجلد ثبت في ذيلها شريط مخطط. وإلى جانب ذلك احتفظ التمحو بقراب العورة. كما كان الليبو يلبسون تحت العباءة بدلاً من قراب العورة قميصاً يعلو الركبة وأن ملابسهم تكاد تشبه ملابس المشوش. غير أن المشوش كانوا يلبسون قراب العورة، الذي يقتصر لبسه على البالغين من الرجال والنساء دون تمييز في المركز الاجتماعي.

وبالاضافة إلى ذلك فإن الليبيين كانوا يابسون أيضاً الحلق والأساور. ويظهر ذلك في نقوش سحورع ونقوش مدينة هابو بعض الليبيين والليبيات يتحلون بالعقود والأساور. وأما الخلاخيل فقد رودت في نقوش تحتمس الرابع حيث يظهر أحد أفراد قبيلة الليبو وفي أعلى قدمه اليمنى خلخال.وقد ذكر هيرودت أن نساء ليبيات كن يلبسن خلاخيل جلدية وأن أخرييات كن يحملن خلخالا من البرونز في كل ساق.
وقد كان الليبيون يعتنون بتصفيف شعورهم وترتيبها على نحو مايظهر على الآثار المصرية ويهتمون باللحية التي تنتهي بطرف مدبب منسق ونشاهد في بعض الصور أن الرجل كان يطلق شاربيه، ولكنها لم تكن عادة شائعة عند كل الليبيين؛ واستعمل الليبيون أيضاً الوشم في أشكال مختلفة،بعضها يتعلق بالتصور الديني وبعضها الآخر للزينة فقط. ويرجح، أن الرؤساء الليبيين هم فقط كانوا يستعملون الوشم إلى جانب رجال الأسرة المالكة دون نسائها.

رابعاً : مساكن وأثاث الليبيين :
اذا انتقلنا إلى المظاهر المادية في المجتمع الليبي القديم في تلك الفترة، نجد ان الليبيون استعملوا المعادن، لانهم صاروا في مرحلة حضارية متقدمة نسبيا ً. فقد ذكرت نقوش الكرنك في قائمة الغنائم،التي استولى عليها مرنبتاح من الأمير الليبي مري ابن دد، بين ماذكرت كؤوس شراب من الفضة وسيوف نحاسية وسكاكين وأواني برونزية. وكان من جملة الغنائم، التي استولى عليها رمسيس الثالث من الليبيين 115 سيفاًطول الواحد من هذه السيوف خمسة إذرع و24سيفا طول الواحد منها ثلاثة أذرع وأكثر من تسعين عربة حربية. وتؤكد هذه المعلومات صور الأواني الليبية في النقوش المصرية وماذكره الكتاب الكلاسيكيون عن السيوف الليبية. ولما كان الساحل الليبي خالياً من المعادن، فمن المرجح إذن أنهم قد استوردها، خاصة بعد اتصالهم بشعوب البحر. ومما يكشف أيضاً عن مظاهر الحضارة المادية ماجاء في نصوص مرنبتاح، أن الأمير الليبي قد فر تاركاً وراءه أثاث زوجته وعرشه. وهذا يعني أنه كان يوجد في مسكن الليبو أثاث، ولكنهم كانوا يعرفون الكراسي، لأن رئيسهم اتخذ لنفسه عرشاً. وقد عثر في مدينة غدامس على صورة، ربما كانت معاصرة لأواخر عصر الدولة الحديثة في مصر. وتمثل الصورة امرأة جالسة على كرسي وقد وضعت قدميها على مسند للأقدام.

لوحة حجرية عثر عليها في مدينة غدامس تمثل سيدة ليبية تجلس على كرسي


ولنا أن نتصور أن مساكنهم كانت لا تخلو من الأواني الفخارية أو المعدنية وقرب الماء وأنه كان لديهم أدوات تستخدم في كافة أغراض الحياة اليومية من أكياس وأوعية وسلال وغيرها.وتدل إحدى الصور على آثار بني حسن، أن الليبيين كانوا يعرفون السلال،إذ ظهرت النساء الليبيات في تلك الصورة وهن يحملن أطفالهن على ظهورهن.

ويلاحظ أنه لم يعثر على أبنية الليبيين في العصور،التي نتحدث عنها. ولعل ذلك راجع إلى استعمالهم نوعاً من الحجارة، لم يستطع مقاومة عوامل الزمن. وقد سكن الليبيون الكهوف الطبيعية. ونذكر في هذا الخصوص أن بعضهم بقى يسكن الكهوف الطبيعية في مناطق الجبل الأخضر مثلا إلى عهد قريب. ويشير هيرودوت إلى الناسامونيس كانوا يعيشون في مساكن مصنوعة من أنواع سيقان النبات يلتف حوله نوع من البوص، ويمكن نقل المسكن من مكان إلى آخر.
وأما الخيام الجلدية،فقد استمر استعمالها منذ العصر الفرعوني وحتى فترة متأخرة. وبالاضافة إلى الخيام كان الليبيون يسكنون أكواخاً متنقلة عرفها الرومان باسم Mapalia حيث كانت منتشرة بصورة عامة وفي كل الشمال الافريقي.
وقد أقام الليبيون الآبار وخزانات المياه. وقد ذكر هيرودوت أن قبيلة البسولوي كانت تحتفظ بالماء في الخزانات.
هامش:
  • هذه الدراسة موجودة ضمن كتاب الدكتور رجب الأثرم، محاضرات فى تاريخ ليبيا القديم، بنغازى، منشورات جامعة قاريونس، ط2، 1994.
  •  يعد الكتور رجب الأثرم من أوائل الليبيين المهتمين بدراسة التاريخ الليبى القديم.
  • انقر على الصورة لمعرفة مصدرها أو تكبيرها. 
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website