Test Footer

مرئيات
Home » » مقاتلون اجانب يتوافدون في سيارات امريكية على المدن الازوادية واسلحة متطورة من صنع امريكي تقع بيد القاعدة

مقاتلون اجانب يتوافدون في سيارات امريكية على المدن الازوادية واسلحة متطورة من صنع امريكي تقع بيد القاعدة

Written By آفر برس on السبت، 14 يوليو 2012 | السبت, يوليو 14, 2012



أزواد

بعد أيام قليلة على اجتياح مسلحين صحراويين مدينة تمبكتو بثوا رسالة من محطتها الإذاعية أُبلغ سكان هذه المدينة التراثية والمركز التجاري العريق في شمال مالي أن قاهريها سيستقبلون "بعض الأجانب فلا تخافوا حين ترونهم، بل علينا جميعًا أن نحتفي بهم".

بالفعل وصلت قافلة من سيارات الجيب محمّلة بمقاتلين ملتحين يعتمرون عمائم ويرتدون ثيابًا بلون الرمل. ولم يكن هؤلاء متمردين من الطوارق المحليين الذين أعلنوا سيطرتهم على تمبكتو، بل كانوا جهاديين أمميين من سائر أنحاء العالم الإسلامي، بينهم جزائريون ونيجيريون وصوماليون وباكستانيون. ونقل هذا الموكب متعدد الجنسيات رسالة مفادها أن دولة جديدة ولدت تحت حكم تنظيم القاعدة. وأدرك سكان المدينة الحائرون، الذين لم يروا حتى تلك اللحظة إلا مسلحين من الطوارق، مغزى الرسالة التي وجّهها الأجانب. نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن موسى ميغار الذي شهد وصول رتل المقاتلين الأجانب "رأينا الأجانب أول مرة عندما كانوا في مدينتنا، ولا نعرف كيف دخلوا بلدنا". في غفلة من العالم الخارجي سيطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على منطقة شاسعة من أفريقيا تغطي أكثر من 300 ألف ميل مربع. ويعني هذا أن التنظيم وحلفاءه بسطوا سيطرتهم على منطقة من الصحراء الكبرى تربو مساحتها أكثر من ثلاث مرات على مساحة بريطانيا بما فيها من مطارات وقواعد عسكرية ومستودعات أسلحة ومعسكرات تدريب. وكانت السياسة الغربية في مكافحة الإرهاب عملت منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر على منع القاعدة من إقامة موطئ قدم على رقعة أرض. وهذا على وجه التحديد ما حققه الآن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. يمتد سلطان القاعدة الآن على أقاليم تمبكتو وغاو وكيدال شمالي مالي. وأصبحت هذه المنطقة بمثابة معسكر للتدريب والتجنيد. ولكن المنطقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم تشمل أيضًا طريق التهريب العابر للصحراء الكبرى لإيصال الكوكايين إلى أوروبا. ويتيح هذا لتنظيم القاعدة فرصة ذهبية للربح من تجارة المخدرات. لاحظ مراقبون أن معدات قُدمت لمحاربة تنظيم القاعدة وقعت بأيدي مقاتليه. فقبل سيطرة الإسلاميين على شمال مالي في نيسان/إبريل زوّدت أميركا جيشها بعربات عسكرية ومعدات اتصالات فضائية. الأكثر من ذلك أن الولايات المتحدة أعطت 87 سيارة جيب مع هواتف فضائية وأجهزة ملاحية إلى ست وحدات لمكافحة الإرهاب. ويستخدم مقاتلو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الآن هذه التبرعات الأميركية، كما أفاد جندي في جيش مالي، لديه خبرة عقود من الخدمة في شمال البلاد. وقال الجندي أن خمسًا من الوحدات الست تركت معداتها وهربت أمام مقاتلي تنظم القاعدة وحلفائه. وتابع "إن الإسلاميين هم الأسياد اليوم. ولديهم كل المعدات التي تركناها في الميدان". إضافة إلى هذه المعدات والتجهيزات، ورث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أيضًا المستودعات التي تركها الجيش المالي، بما في ذلك مدافع وراجمات صواريخ واحتياطات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والأعتدة. ويسيطر التنظيم على المطارات المدنية في تمبكتو وغاو وكيدال إلى جانب واحدة من أكبر القواعد الجوية في بلدة تساليت قرب الحدود الشمالية مع الجزائر. لم يكن لدى جيش مالي أمل في منع سقوط ثلثي البلاد بأيدي تنظيم القاعدة. فبعد سقوط العقيد معمّر القذافي في العام الماضي فُتحت مخازن السلاح للجميع، وبذلك تحولت ليبيا إلى أكبر مصدر للأسلحة غير القانونية في العالم. اغتنم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمتمردون الطوارق على السواء هذه الفرصة، وسرعان ما تفوقوا على جيش مالي في التسليح. وكان القذافي استعان أيضًا بآلاف الجنود من مالي، وكان أحد ألوية الجيش الليبي السابق يتألف كله تقريبًا من الطوارق. وبعد إطاحته عاد هؤلاء الجنود المتمرسون إلى بلدهم مع أسلحتهم، وأصبحوا العمود الفقري لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمتمردين الطوارق. وعندما شاركت بريطانيا وفرنسا في الحملة ضد نظام القذافي كانتا تعبدان الدرب دون قصد أمام تنظيم القاعدة للسيطرة على رقعة شاسعة من الصحراء الكبرى. وفي البداية سمح التنظيم للمتمردين الطوارق بالتقدم إلى موقع الصدارة، وساعدهم على السيطرة على أقاليم مالي الشمالية الثلاثة في نيسان/إبريل. لكنه منذ ذلك الحين نحاهم جانبًا، وأصبح هو القوة المهيمنة في المنطقة تحت راية فرعه المعروف باسم "أنصار الدين". لا يقف أمام مقاتلي القاعدة عدو يُعتد به. فإن حكومة مالي انهارت بكل بساطة، وأُطيح الرئيس أمادو توماني بانقلاب عسكري، والرئيس المؤقت الذي نُصب للإشراف على إجراء انتخابات جديدة تعرض إلى اعتداء جمع اقتحموا منزله، وهو الآن يرقد في مستشفى في فرنسا من دون أن يتسلم مهامه أحد في العاصمة باماكو. حتى إذا كانت في مالي حكومة عاملة فإن الجيش يفتقر القدرة العسكرية المطلوبة لاستعادة الشمال. ويمكن لقادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أن يطمئنوا إلى أن سيطرتهم لا يهددها أحد في الوقت الحاضر. وقال دبلوماسي غربي في باماكو إنه إذا كانت هناك منطقة بلا حكومة فإن بمقدور المرء أن يفعل ما يحلو له. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدبلوماسي "في الحقيقة إن ثلثي أراضي دولة ذات سيادة ليست تحت سيطرة حكومتها". وأخذ سكان المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينزحون منها بأعداد متزايدة، ويعيش الآن أكثر من 181 ألف نازح في مخيمات لاجئين في بلدان مجاورة، وهرب 160 ألفًا آخرين إلى جنوب مالي. ويبدو أن أولوية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في هذه المرحلة هي توطيد سيطرته بدلاً من المخاطرة بضرب أهداف خارج حدود مالي. ويحذر مسؤولون من أن هذا التكتيك قد يتغير. وقال الدبلوماسي الغربي "إن هذه يمكن أن تكون قاعدة لمهاجمة أوروبا".
 وكالات
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website