Test Footer

مرئيات
Home » » مملكة كوكو: مهد الفنون الأمازيغية

مملكة كوكو: مهد الفنون الأمازيغية

Written By آفر برس on السبت، 20 أغسطس 2011 | السبت, أغسطس 20, 2011

كامل الشيرازي الجزائر-إيلاف
يتعلق الأمر بذاكرة إحدى أهمّ الممالك الأمازيغية في منطقة المغرب العربي، وهي مملكة كوكو التي ظهرت خلال القرون الوسطى، وتلاشت بعد قرنين ونيف مخلّفة ورائها كما هائلا من الفنون الأمازيغية التي لا تزال مشتتة بين عديد العواصم العربية والغربية.
يسجل "محمد بوحبيب" أنّ مملكة كوكو شهدت إبداع أول قطعة شعرية بالأمازيغية قبل ستة قرون، وكرّست لاحقا نمط القصيدة الأمازيغية التي ظلت رهينة الشفوية، إلى أن طوّرها المحدثون إلى شعرية لها منحاها ودلالاتها لا سيما إبان مرحلة "الغجري الأخير" وهو الراحل "سي محمد امحند" (1843 – 1906).
وفي كتابه حول مملكة كوكو، يورد "الطاهر أوصديق" أنّ مملكة كوكو التي تأسست العام 1511 على يد "سيدي أحمد ولقاضي"، وانهارت سنة 1747، شكّلت في أوجّ قوتها قبلة للفنون وكانت منارة لما لا يقلّ عن 28 ضربا ثقافيا، تناولتها مؤلفات غزار كسجلات ابن الأثير وتاريخ البربر لابن خلدون وغيرهما.
ويشير المؤرخ "محمد الشاذلي الزواوي" إلى أنّ غالبية نتاجات مملكة كوكو متوزعة على خزائن مكتبية في كل من الأزهر الشريف ودار الكتب المصرية ودار الظاهرية بدمشق لكنها لم تطبع، على غرار أعمال العلامة "أبو زكريا يحيى الشاوي" والأخ الأكبر للأمير عبد القادر الجزائري، إلى جانب ابن دوج العقلاني المختص في التفاسير، وهي آثار أسهمت في تكوين الشخصية الجزائرية وهويتها الثقافية.
ويقول الباحثان "أولحاج آيت جودي" و"محمد الصغير بلعلام" أنّ الإبداع الأدبي إبان زمن مملكة كوكو، لم يقتصر على الشعر فحسب، بل امتدّ إلى القصة والرسم، وهو ما تظهره المخطوطات والنقوش التي لا تزال موجودة.
وبحسب رواة، فإنّ تأسيس المملكة تمّ على يد "أبو العباس الغبريني"، وكان "سيدي أحمد ولد القاضي" أول ملوكها حيث اتخّذ مرتفعات عرش "آث يحيى" بقلب منطقة القبائل، عاصمة للمملكة ومركزا لتحركات الموالين لها، على مستوى المحور الرابط بين بلدتي عين الحمام والزواوة التابعة لحاضرة بجاية (260 كلم شرقي الجزائر).
وتشير كتابات الراحل "سعيد بوليفة" إلى أنّ مملكة كوكو حُظيت بعديد الكتابات الخلدونية والتركية والإسبانية والفرنسية والجزائرية، إلاّ أنّها بقيت مبعثرة وغير متاحة بما حال دون إرواء ظمأ المهتمين، بهذا الصدد، يوضح "عصاد سي الهاشمي" مدير الترقية الثقافية لدى المحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر، إنّ الكتب المتوفرة حول مملكة كوكو "نادرة جدا"، ولعلّ النزاع المزمن الذي بقي ناشبا بين ملوك كوكو مع السلطة التركية وكذا المملكة الاسبانية، جعل أرشيفهم غير مستكشفا.
ويُجمع "جمال عيساني"، "يوسف مراحي" و"عبد الستار عثماني" على حتمية استرجاع قسم هائل من أرشيفات مملكة كوكو، حيث تفيد مصادر أنّ كثير من الوثائق تتواجد على مستوى إسبانيا وتركيا وفرنسا.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website