هل الوردة جميلة؟ هل هي مضرب الأمثال في الجمال، الرمز الذي يتغزل به العاشق لمعشوقته، والهدية التي تقدرها الحبيبة قدر الدبلج المرصع بالذهب؟ كثيرون يوافقون، وكثيرات خفق قلبهن تأثرا عندما تلقين وردة حمراء بيضاء أو وردية في أول أيام عشقهن، وكثيرون يعرفون سحرها. لكن هل كل الناس ناس؟ لا وكلا، فبعضهم لم يرى فيها إلا وسيلة وصولية لنيل مآرب جنسية، لا يقيمون للعاطفة وزنا
، وعيهم الذي يقدسونه محدود في ما بين فروجهم، حتى شوه معنى الوردة، واصبحت رمزا للسذاجة والبساطة والأغراء. بالرغم من أن الوردة لم تعرض نفسها للبيع والكراء لأجل التزلف والتملق، وإنما هم الأناس اللا-إنسانيين الذين جنوا على جمالها وقيمتها ورمزها. كالكلب لا يرى فيها إلا مناسبة للتبول أو الحيوان لا يرى فيها إلا لقمة لمعدته يجترها اجترارا.
هؤلاء الناس لا يفهون فن الورد ولا أدبه، لا يفهون إلا لغة العذرية التي يسكب دمها، الجمال لا قيمة له إن لم يكن لينزف منه دم بين فخضيها، ليشبع الإنسان السادي حيوانيته، يقولون فجر الحضارة والعمران والبنيان تفجيرا وذبح الناس ذبحا، فلا عاشت ولا كانت الحضارة... فموعدهم عند شيطانهم يعدهم الفاكهة واللحم والخمر والعذراوات... كل هذا لأنهم زعموا أن أنفسهم لا تشتهيها... ترى بعضهم يرخي لحيته ويحد سكينه الصدئ ليذبح إنسيا كأنما يذبح شاة... وشفتاه تفيض لعابا وكأنه بدأ يرى مئات العذراوات تعرضن عليه ولا ينقصه إلا كأس خمر لا ينضب ليكمل رسالته النورانية.
أناس لا تعرف في الحضارة سوى ما تبتكره من أسلحة، ولا ترى في الفن سوى مطية تمتطيها لعالم النبل الدموي السادي، يدمرون ويقصفون المباني ليصنعوا منها حجارة يحملونها في قرابهم كأنهم مساجين خرافيين برمجوا على الظلام، يحطمون المصابيح ويرتقبون يوم يأفل نور الشمس حتى يبتئس العالم مقدار بأسهم ويعانوا مقدرا أمراضهم...
لا تحدثهم عن حضارة، فهم حكماء لا يصدقون تلك الخرافة، حدثهم عن يوم الذبائح عن القصف عن التفجيرات الأنتحارية، عن يوم يطعنون يهوديا، أو يفجرون كنيسا مسيحا أو شيعة إيرانيا أو يحطمون تمثالا بوذيا.... عندها سيلتبسون البياض ويعتممون عمائم الشر ويحتزمون بحزام ناسف... فعلى شرفته تراءت له وردة وردية.. ذكرته بحياته السوداوية فقرر أن يزيد من البارود وينسف الحديقة.. ألا لا عاش الظلاميون، ولا أظلمت الحضارة ولا ارتضت العذارى بهم أخلاء، ولا حلو العنب ليعتصره الظلاميون خمرا في عالم الموتى والأشلاء.
، وعيهم الذي يقدسونه محدود في ما بين فروجهم، حتى شوه معنى الوردة، واصبحت رمزا للسذاجة والبساطة والأغراء. بالرغم من أن الوردة لم تعرض نفسها للبيع والكراء لأجل التزلف والتملق، وإنما هم الأناس اللا-إنسانيين الذين جنوا على جمالها وقيمتها ورمزها. كالكلب لا يرى فيها إلا مناسبة للتبول أو الحيوان لا يرى فيها إلا لقمة لمعدته يجترها اجترارا.
هؤلاء الناس لا يفهون فن الورد ولا أدبه، لا يفهون إلا لغة العذرية التي يسكب دمها، الجمال لا قيمة له إن لم يكن لينزف منه دم بين فخضيها، ليشبع الإنسان السادي حيوانيته، يقولون فجر الحضارة والعمران والبنيان تفجيرا وذبح الناس ذبحا، فلا عاشت ولا كانت الحضارة... فموعدهم عند شيطانهم يعدهم الفاكهة واللحم والخمر والعذراوات... كل هذا لأنهم زعموا أن أنفسهم لا تشتهيها... ترى بعضهم يرخي لحيته ويحد سكينه الصدئ ليذبح إنسيا كأنما يذبح شاة... وشفتاه تفيض لعابا وكأنه بدأ يرى مئات العذراوات تعرضن عليه ولا ينقصه إلا كأس خمر لا ينضب ليكمل رسالته النورانية.
أناس لا تعرف في الحضارة سوى ما تبتكره من أسلحة، ولا ترى في الفن سوى مطية تمتطيها لعالم النبل الدموي السادي، يدمرون ويقصفون المباني ليصنعوا منها حجارة يحملونها في قرابهم كأنهم مساجين خرافيين برمجوا على الظلام، يحطمون المصابيح ويرتقبون يوم يأفل نور الشمس حتى يبتئس العالم مقدار بأسهم ويعانوا مقدرا أمراضهم...
لا تحدثهم عن حضارة، فهم حكماء لا يصدقون تلك الخرافة، حدثهم عن يوم الذبائح عن القصف عن التفجيرات الأنتحارية، عن يوم يطعنون يهوديا، أو يفجرون كنيسا مسيحا أو شيعة إيرانيا أو يحطمون تمثالا بوذيا.... عندها سيلتبسون البياض ويعتممون عمائم الشر ويحتزمون بحزام ناسف... فعلى شرفته تراءت له وردة وردية.. ذكرته بحياته السوداوية فقرر أن يزيد من البارود وينسف الحديقة.. ألا لا عاش الظلاميون، ولا أظلمت الحضارة ولا ارتضت العذارى بهم أخلاء، ولا حلو العنب ليعتصره الظلاميون خمرا في عالم الموتى والأشلاء.