Test Footer

مرئيات
Home » » هل تُحرك «تلمسان» المشهد الثقافي الجزائري؟

هل تُحرك «تلمسان» المشهد الثقافي الجزائري؟

Written By آفر برس on الأربعاء، 9 مارس 2011 | الأربعاء, مارس 09, 2011

سليمة لبال-القبس
تعيش الجزائر منذ بداية العام الحالي على وقع فعاليات الاحتفال بتلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، بعد أن وقع اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على هذه المدينة لتكون وجهة العالم الإسلامي وسفيرته خلال 2011. لا شك في أن المدينة تزخر بتنوع ثقافي وتراثي ومعالم تاريخية ذات دلالة وشهرة، تؤهلها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية
، لكن ثمة سؤال يتردد هنا وهناك: هل تستطيع هذه الفعاليات تحريك الحياة الثقافية في الجزائر، خاصة بعد أن فجع مثقفوها بوفاة صاحب اللاز الطاهر وطار، الذي كان أحد ابرز من ساهموا في بعث الثقافة خلال سنوات الدم التي عاشتها الجزائر خلال تسعينات القرن الماضي من خلال جمعية الجاحظية التي أسسها ودعم جوائزها من ماله الخاص؟
تزخر الاحتفالية بالكثير من الفعاليات الموسيقية والأدبية والفنية والأسابيع الثقافية العربية والإسلامية على طول أشهر العام الحالي، حيث تحاول تلمسان أن تبرز وجهها الثقافي وامتدادها الأندلسي والإسلامي أيضا.
لقد كانت تلمسان، وهي من اعرق حواضر البحر الأبيض المتوسط، ساحة للتفاعل بين مختلف الأمم وعلى مر العصور، وهو ما انعكس مباشرة على النسيج المعماري للمدينة سواء عبر حاراتها أو مساجدها أو زواياها ومدارسها، وهو ما يلاحظه الزائر من الوهلة الاولى.
وتلمسان مدينة قديمة، يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ مع سكانها الامازيغ، الذين تعرضوا لحملات غزو شرسة، مما اكسب أهلها القدرة على الصمود.
مرت هذه المدينة بعدة مراحل منذ أن فتحها أبو المهاجر دينار ثم عقبة بن نافع، كما أدت العديد من الأدوار، فكانت عاصمة لدولة بني عبدالواد، ثم أصبحت من ابرز مدن المنطقة خلال حكم الادارسة والفاطميين والمرابطين والموحدين والمرينيين، فبزغ بذلك نجم العديد من العلماء، وخاصة في عهد السلطان بن تاشفين كأحمد أبو العباس وأحمد بن يحيى علي الونشريسي والقطب سيدي بومدين الغوث والحسن أبو علي أبركان.

تلمسان تعني الموسيقى الأندلسية
تجلى أثر الرفاه الاجتماعي والاقتصادي في الحياة العامة لسكان تلمسان، فأتقنوا الحرف اليدوية، وتفننوا في الموسيقى والعمران وأنشأوا المتنزهات والقصور، كما شيدوا الأبراج والجسور، وهو نتاج طبيعي للتعايش الايجابي بين مختلف الأجناس والأعراق، ومن أبرز المعالم التاريخية العديدة، التي ما تزال باقية إلى الآن الجامع الأعظم ومسجد سيدي بومدين وموقع أغادير والمنصورة والجامع الكبير بندرومة وجامع سيدي الحلوى وجامع سيدي براهم وجامع سيدي بلحسن.
لكن قد يتساءل البعض عن معنى كلمة تلمسان وهي في الواقع جمع «تلم» ومعناها الحقيقي المنبع وخزان الماء
لا يمكن أن نتحدث عن تلمسان، من دون أن نتحدث عن علاقتها الوثيقة بالموسيقى الأندلسية، التي عرفت أوجها في زمن عميدها الشيخ العربي بن صاري (1870-1964) ومن دون أن نتحدث أيضا عن الشعر الصوفي فيها ورقصة العلاوي التي يقال ان الرومان تعلموها ونقلوها إلى بلدهم.

كسر الرتابة
يعول كثيرا على هذه الحركية الثقافية لكسر الرتابة التي باتت تميز المشهد الثقافي الجزائري، الذي يُعتقد أنه بحاجة إلى لسان ناطق باسمه، فالجزائر ما تزال تفتقد لحد الآن إلى مجلة ثقافية حقيقية تُعنى بالحياة الثقافية وتعكس تحدياتها وأهدافها أيضا، وان قررت وزارة الثقافة قبل فترة إعادة إصدار مجلتي «الثقافة» و«آمال» بعد طول توقف، إلا أن ما يعاب عليها هو محدودية توزيعها، حيث لا تصل إلا إلى مجموعة محدودة من القراء، والأمر نفسه بالنسبة لمجلة «معالم» التي تصدر عن المجلس الأعلى للغة العربية، فيما يبقى اتحاد الكتاب الجزائريين بعيدا كل البعد عن هذه الحركية الإعلامية رغم انه وعد بإصدار مجلة «الكاتب» لكن المشروع لم ير النور لحد الآن.

ملتقى دولي
يشكل «الشعر النسوي بتلمسان» موضوع ملتقى دولي سينتظم بعاصمة الزيانيين من 7 إلى 9 مارس الجاري في إطار الأنشطة العلمية الخاصة بتظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية».
وستتمحور أعمال هذا اللقاء المنظم من طرف المركز الجزائري للبحوث، في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ في حضور عدد من الباحثين ورجال الأدب من جامعات الوطن وخارجه، حول أربعة محاور تخص «وضعية الإنتاج الشعري النسائي في المغرب والعالم العربيين وضفة المتوسط»، حيث سيتطرق المشاركون فيه إلى السياق الاجتماعي التاريخي لهذا النوع من الإنتاج الأدبي وأجناسه وخصوصية صيغه وموضوعاته.
أما المحاور الثلاثة الأخرى فتتعلق بـ«التقاليد الشعرية النسائية بالجزائر: تلمسان وضواحيها» و«تطورات وتحولات الإنتاج الشعري للنساء» و«البحث وتثمين التراث الشعري النسائي».
ويهدف الملتقى الذي يتزامن مع إحياء اليوم العالمي للمرأة إلى محاولة الإجابة عن عدة تساؤلات تتعلق بموقع الشعر الملحون النسوي الجزائري من الفلكلور العالمي بصفة عامة ومن المأثورات الشعبية العربية قديمها وحديثها بصفة خاصة.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website