Test Footer

مرئيات
Home » » إيمازيغن يطالبون بالتغيير الديموقراطي

إيمازيغن يطالبون بالتغيير الديموقراطي

Written By آفر برس on الأربعاء، 16 فبراير 2011 | الأربعاء, فبراير 16, 2011

مواقع إلكترونية
في الندوة التي نظمتها كل من جمعية أمزروي وثيفاوين بميضار يومه الأحد 06 فبراير، والمؤطرة من طرف وجوه بارزة بصمت تاريخ الحركة الأمازيغية كمحمد الشامي ورشيد راخا وفيصل أوسار، طالبت الأصوات الأمازيغية الحاضرة من الدولة المغربية أن تعيد النظر في سياستها اتجاه الشعب الأمازيغي ونبض الشباب الأمازيغي قبل فوات الأوان.
الندوة تزامنت مع الذكرى الثامنة والأربعون لرحيل مُبدع حرب العصابات، وأحد أبرز الشخصيات التي بصمت التاريخ السياسي المغربي "مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي" وهي المناسبة التي جعلت الحضور يقف دقيقة صمت ترحما على روح "القائد الإفريقي الكبير" لتنطلق بعد ذلك أشغال الندوة بكلمة لرشيد راخا رئيس مؤسسة دايفيد مونتغومري هارت للدراسات الأمازيغية، والرئيس السابق للكونغريس العالمي الأمازيغي (صيغة تيزي وزو)، والعضو النشيط في ذات المؤسسة.
كلمة رشيد راخا تمحورت حول "الأمازيغ والإنتقال الديموقراطي" ، واعتبر أن الدولة لا زالت لم تصل بعد إلى الديموقراطية، بل والأكثر من هذا، يقول راخا :"بعد انتخابات 2007 التشريعية حصل تغيير ديكتاتوري في المغرب مع صناعة حزب التراكتور الذي يسير في اتجاه الحزب الواحد، أي أن البلاد انتقلت إلى الديكتاتورية وليس الديموقراطية" وفي ذات السياق دعا الدولة المغربية إلى تحمل مسؤولياتها لإعادة الإعتبار للشعب الأمازيغي ، شعب "مور-أكوش" المتواجد في هذه البلاد منذ ملايين السنين، كما تؤكد ذلك الأبحاث الأركيولوجية، الذي لا يتمتع بأية حماية قانونية ودستورية في ظل هيمنة النخب العروبية في دولة المخزن المغربية.

وقال بأن الدستور المغربي الممنوح والمعدل في مناسبتين في حد ذاته معرقل للديموقراطية ما دام لم يعترف بعد بالشعب الأمازيغي، وهو الدستور الذي لا يعني مغرب اليوم على اعتبار أن الذين صوتوا على الدستور الممنوح في بداية الستينات لا يعيشون اليوم بيننا، فبعملية حسابية بسيطة –يقول راخا- يمكننا أن نستنتج بأن الدستور الحالي لا يعنينا ولم نصوت عليه، إذ أن المصوتين على الدستور الممنوح في ذلك الوقت كان يجب أن يكون سنهم 21 فما فوق، أي أنهم ولدوا قبل 1940، وهوما يعني أنه لم يبق منهم على قيد الحياة إلأ قلة وقليلة، أي أن الدستور الحالي الذي صنعه الحسن الثاني على معاييره الخاصة لا يعني المغاربة في شيء ما داموا لم يصوتوا عليه.

وتحدث أيضا عن ما يسمى بالمصالحة، وقال بأن المصالحة مع الذاكرة والتاريخ يجب أن تمر قبل كل شيء باعتراف الدولة بجرائمها في حق هذا الشعب ولا يقتصر الأمر فقط على إرجاع رفات قائد تحرير الحرب الريفية البطل مولاي موحند الذي رفض الرجوع إلى المغرب في حياته دون توفر الشروط الضرورية وهي الديموقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان والإستقلال التام، كما تحدث عن الجوانب المعرقلة للنظام الديموقراطي في البلاد، وبعض المحطات التي أعادت التاريخ إلى الوراء، وهنا –يسجل راخا- حدثين مهمين أعاد البلاد إلى الوراء، المحطة الأولى تمثلت في أحداث 16 ماي 2003 الدموية وما تبعها من مقاربات أمنية، والمحطة الثانية كانت سنة 2007 بعد استنساخ تجربة الفيديك مع خروج الهمة إلى الشارع السياسي للسيطرة على المشهد الحزبي بالمغرب. وانتقد أيضا مقاربة الدولة في المجال الأمازيغي والتي هي مقاربة مقاربة عنصرية بكل المقاييس ،حسب راخا دائما، حيث لا زالت الأسماء الأمازيغية تتعرض للمنع وأنشطة الحركة الأمازيغية يتم التضييق عليها، واعتقالات النشطاء الأمازيغيين لا زالت مستمرة في العهد الجديد، والدولة المغربية تتعامل بالتمييز بين المواطنين الأمازيغ وغيرهم في المواطنة حيث يتم منح بطاقات "الشرفاء" لبعض المنحدرين من أسر عربية يقال أنها شريفة يتم التعامل معهم بموجبها معاملة أفضل من غيرهم من المواطنين الأمازيغيين أبناء البلاد الأمازيغية منذ القدم، وهو ما دفع بنا –يقول راخا- كمنظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي، إلى التعريف إلى وضع ملف في الموضوع لدى هيئة الأمم المتحذة التي تبنت مطالبنا المشروعة والعادلة، وبالتالي أصبحت المطالب الأمازيغية مطالب الأمم المتحذة نفسها. وفي ختام مداخلته ركز على ضرورة الإلتحام والتضامن بين مختلف المكونات الأمازيغية للوصول إلى الأهداف المشتركة.

مداخلة فيصل أوسار، عضو الكونغريس العالمي الأمازيغي، ومنسق لجنة دعم موسسة محمد بن عبد الكريم التاريخي للدراسات والأبحاث بأجدير الممنوعة منذ نشأتها سنة 1996، والناشط الجمعوي الحقوقي بالريف، تمحورت حول ضرورة إعادة الإعتبار للشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل استقلال هذا الوطن، ووجه انتقادات لاذعة للدولة التي منعت مؤسسة محمد بن عبد الكريم الخطابي للدراسات والأبحاث بأجدير في حين سمحت لمؤسسة أخرى بالدار البيضاء بالإشتغال وهي مؤسسة تحمل نفس الاسم، والتي يستغلها "البعض" –يقول أوسار- للإسترزاق السياسي والمادي على حساب تاريخ منطقة الريف ومعاناة أهلها وتضحياتهم في سبيل الحرية والكرامة.
وأشاد في نفس الكلمة بأرضية النقاش التي طرحتها الجمعيات المنظمة (ثيفاوين وأمزروي) التي هي أرضية مشتركة للعمل بين ثامزغا والدياسبورا حول القضايا المصيرية المشتركة، حيث أن القضية الأمازيغية اليوم توجد في منعطف تاريخي حاسم في ظل استمرار الدولة المغربية تجاهلها لمطالب الشعب الأمازيغي والإعتراف الدستوري والمؤسساتي بالأمازيغية، حيث لا زال دستور مغرب اليوم عروبيا بكل المقاييس، وعليه –يقول أوسار- بأن الأمازيغي اليوم هو نضال سياسي بالدرجة الأولى، ومطالب الشعب الأمازيغي بالحرية والكرامة لا يمكنها أن تتحقق اليوم في ظل دستور لا يعترف بالأمازيغية، وبالتالي فالمغرب حاليا لا زال دولة دولة عنصرية.

وانتقد أيضا ما سماه بالمجالس والهيئات المشبوهة التي تعمل على تشويه وتزييف الحقائق، وقال بأن الشعب الأمازيغي يجب أن يقرر نفسه بنفسه في إطار الحرية والكرامة لبناء مشروع أمازيغي مشترك بين الريف والأطلس وسوس، وفي ذات السياق عرج على سنوات الجمر والرصاص وموقع الريف فيها، وطالب سماسرة برامج المخزن الجديد في ما يسمى جبر الضرر الجماعي بالخروج من المقاربات المخزنية برؤوس مرفوعة قبل فوات الأوان. وأكد على ضرورة اعتذار الدولة لما اقترفته من جرائم لا تغتفر في الريف والريفيين وضرورة حفظ الذاكرة ليكون ذلك مدخل إلى الإنتقال الديموقراطي، وتحدث عن تاريخ الريف المهمش والمنسي والمغيب من صفحات التاريخ الرسمي المغربي، وعرج على أعمال وأفعال البصري الذي قال عنه إنه لا يعنيني لأنه كان فقط مجرد أداة في يد الحسن الثاني، ليصل أوسار إلى القول بأن تاريخ الريف يشكل إطاره القانوني الوحيد مفهوم الحكم الذاتي، أي لا مصالحة إلا بإقرار نظام حكم ذاتي ريفي ليعيد الإعتبار إلى التاريخ والثقافة والإجتماع في منطقة عانت الشيء الكثير في عهد الإستعمار الأوروبي ولا تزال تعاني الكثير اليوم في ظل الحكم المركزي.

ونبه أيضا إلى خطورة التقسيم الجهوي الذي من المرجح أن يحمله مشروع الجهوية الموسعة المقترحة من طرف المركز، والذي هو ،حسب أوسار دائما، تقسيم أمني مثل التقسيم السابق، حيث يسير صناع القرار السياسي إلى فصل الحسيمة عن الناظور مرة أخرى، وتقسيم الريف إلى أكثر من جهة مما يعني إمتداد الماضي في الحاضر. وقال بأن التقسيم المعتمد من طرف المخزن ألحق أضرارا كبيرة في المجتمع الأمازيغي ورغم ذلك ظل مجتمعا متماسكا بحكم القيم التاريخية والأمازيغية التضامنية.

ثم عرج عن النقاش الحالي حول مفهوم الإنتقال الديموقراطي وأكد بأن النقاش لا يمكن أن يكون إيجابيا إلا إذا كان نقاشا حرا ، أي أن الحرية هي مدخل الإنتقال الديموقراطي. وختم مداخلته بــ "لقد آن الأوان لإعطاء للشعب الذي هو المدخل الوحيد نحو الإنتقال الديموقراطي". مداخلة محمد الشامي، الأستاذ الجامعي ورئيس كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب، كانت بعنوان :"إيمازيغن من الحركة التحررية إلى الحركة الهوياتية" أشاد في البداية بالقوى الأمازيغية الشابة التي تحمل مشعل النضال الامازيغي في مغرب اليوم، وطرح تساؤلا عريضا : هل للحركة الأمازيغية خطاب سياسي؟
وللإجابة على هذا السؤال قام بتحليل تاريخي للحركة الأمازيغية في مغرب اليوم على ضوء التاريخ "يقال بأنها حركة ثقافية لا يعنيها سوى حرف ثيفيناغ وبعض الأغاني الفلكلورية في حين أن الخطاب الأمازيغي يتجاوز بكثير الثقافة إلى السياسي والإقتصادي والدستوري، فالحركة الأمازيغية كانت السباقة إلى حمل شعارات الدولة الحداثية الديموقراطية الفدرالية في وقت عجزت فيه الأحزاب السياسية عن حمل نفس الشعارات، بل كان الأمازيع هم السباقون إلى إرسال أول مذكرة إلى القصر الملكي سنة 1986 تنص على ضرورة إدماج الأمازيغية في الدستور". وقام بتذكير كرونولوجي للخطاب السياسي وتطوره في المجتمع الأمازيغي منذ الملك شيشونغ الأمازيغي مرورا بالدولة المرينية التي كانت عاصمتها "ثازوضا" (منطقة أثرية توجد بضواحي الناظور) وقال بأن ابن خلدون أيضا يؤكد بأن كل الدول التاريخية هي نتاج المجتمعات الأمازيغية (يسميها ابن خلدون البربرية). ثم تحدث عن الخطاب السياسي في القرن العشرين في شمال أفريقيا، فقال بأن الأمازيغيين هم من أنتجوا الخطاب السياسي التحرري بمفهومه الواضح، كان ذلك مع تجارب تحررية عالمية من قبيل تجربة مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي وموحا أوحموا الزياني وتجربة جيش التحرير، وغيرهم من أبناء الأرض الأمازيغية. وعرج في نفس السياق عن تقابلية الحركة الوطنية اللطيفية والحركة التحررية في البوادي الأمازيغية ليتساءل : هل الحركة الوطنية هي حركة تحررية؟ وبعد التذكير بالعديد من المحطات المهمة في التاريخ السياسي المعاصر الذي أبانت فيه الحركة الوطنية عن ازدواجية خطابها يصل إلى القول بأن :"الحركة الوطنية أجنت ثمار الحركة التحررية في البوادي الأمازيغية".

ثم عرج عن مجموعة من المفارقات في الدولة المغربية منها –أي المفارقات- ما يتعلق بطبيعة تعامل الدولة ككيان عربي في أرض أمازيغية أو كما قال :"نحن هو العدم نفسه لماذا؟ لأننا أغلبية سكان المغرب والدستور لا يعترف بنا، شخصيا لم أر قط دستور يتجاهل الأغلبية" وانتقد بشدة الأحراب العروبية التي قال عنها بأنها تدافع فقط عن اللغة العربية كلغة أحاذية في كل المجالات، بل والأكثر من هذا تعمل على إفشال الدينامية الأمازيغية، وانتقد أيضا تجاهل الدولة المغربية لمطالب الفئات العريضة من الشعب المغربي الأمازيغي الذي يرزح تحت وطأة التهميش والتفقير والتجويع، ودعا الدولة إلى تحمل مسؤولياتها الكامالة والإستفادة من انتفاضتي تونس ومصر ، وأكد على ضرورة فتح الدولة لقنوات التواصل الشعب وسماع صوته وليس تهميشه ونهب ثرواته، فالمناطق الأمازيغية في مغرب اليوم توجد في وضع لا يوازي تطلعاتها التحررية (أنفكو، تونفيت، آيث عبدي ...) وقال بأن الثروات يجب أن يستفيد منها أبناء الأرض أيضا فمنطقة تافراوت نوجد فيها مناجم الذهب وأبناءها يموتون جوعا ، وبلدة إيميضار كذلك توجد فيها مناجم الفضة وأبناء المنطقة لا يعرفون مصيرها.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website