Test Footer

مرئيات
Home » » ما العيب في الأسماء الأمازيغية؟

ما العيب في الأسماء الأمازيغية؟

Written By آفر برس on الجمعة، 17 ديسمبر 2010 | الجمعة, ديسمبر 17, 2010

تعود منظمة هيومن رايتس ووتش لتلقي الضوء على قضية الأسماء الأمازيغية في المغرب وذلك في تقريرها المنشور على موقعها بتاريخ 14 دجنبر 2010، فهي اذ تقر أن المغرب يعرف تحسنا تدريجيا في هذا الموضوع، فإنها تبدي قلقها من التطبيق الفعلي عبر الأدارة والمتمثل في قرارات مكاتب الحالة المدنية.
وتدعو الى إتاحة المزيد من الحرية في تسمية الأبناء. ويبدو أن الروح القانونية التي تمنع الأسماء الأمازيغية هي صيغة "الطابع المغربي". وذكرت المنظمة أن بعض الأسماء قد تمنع كاسم سيفاو، في حين قد يسمح بأخرى كميرا على سبيل المثال.
تطرق التقرير ايضا إلى دورية ابريل 2010 والتي تعرف صيغة "الطابع المغربي" في جزأين، والذي جاء كما يلي:
'والمقصود بعبارة "الطابع المغربي" خصوصیات المجتمع المغربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وأن یكون الاسم الشخصي متداولا بالمغرب، إلى درجة جعلته متواترا، أي جرت العادة على حمله، فلا یعتبر غریبا على الأذن المغربیة، ولا على الوسط المغربي بجمیع مكوناته. فھو اسم شاع حمله، ولا توجد أدنى مشقة أو صعوبة في التعرف عليه.'
(...)
إن الأسماء المختارة يجب أن تأتي أيضا من واحدة من الفئات الخمس التالية:
1- الأسماء العربیة المتداولة منذ القدم بالمغرب؛
2- أسماء الله الحسنى متى سبقت بلفظة -عبد- وجردت من أداة التعریف "ال"؛
3- الأسماء الأمازیغیة، والتي قد یختلف معناھا من منطقة إلى أخرى؛
4- الأسماء التي أصبحت متداولة بالمغرب في السنوات الأخیرة، ذات نطق عربي سلیم أو ذات أصل إسلامي؛
5- الأسماء العبریة بالنسبة للیھود المغاربة.

بالرغم من هذا التعريف، شكت المنظمة مما سمته "استمرار مقاومة الأدارة"، ونبهت إلى المسطرة المرهقة للأباء قبل التمتع بحقهم في اختيار اسما لوليدهم، كما نقلت عن نشطاء أمازيغ أن بعض الآباء يضطرون لاختيار اسماء عربية للهروب من التعقيدات المسطرية. وفي بعض الحالات يتطوع كاتب الحالة المدنية بانتقاء الاسم المرضي عليه.

فما هو السبب في هذه المشكلة وما هي خلفيتها؟
اعتقد أن الرأي العام المغربي ينظر إلى الأسماء الأمازيغية باعتبارها غير عربية وبالتالي غير اسلامية، إلا أن هذا الرأي يعتبر غطاء أكثر مما هو سبب حقيقي، لأن الرأي العام ليس متدينا إلى هذه الدرجة. أما السبب الأكثر واقعية فهو ارتيابه من خلفياتها، فهو يعتبرها خطرا على الوحدة متخوفا من الميول الأمازيغية.

وبشكل أعم جرت العادة أن نرى مسلمين جدد يتبنون اسماء عربية بعد إعلان اسلامهم، بالرغم من أن الأسم لا يحمل في جوهره أي خصوصية إسلامية، فاسم ليث التي تعني الأسد لا تحمل أية دلالة عقائدية، كما أن أسماء تعتبر إسلامية كانت شائعة في الجاهلية. وهذه الظاهرة ليست حديثة العهد، بل نجد أن الأمازيغ إبان العصر الوسيط يحملون أسماء عربية، مثل طارق ابن زياد وميسرة قائد ثورة الخوارج ضد الحكم الأموي، وغيرهم كثر.
ولعل المؤرخ الفرنسي غوتييه لم يجانب الحقيقة بشكل كبير حين ارتأى أن النفوذ البوني وحياة البداوة قد مهد لانتشار العربية وتقبل الأمازيغ للديانة السامية الجديدة وبالتالي أسماءها، غير أنه -غوتيه- لمح إلى انتشار اللغة البونية بشكل واسع في شمال افريقيا، دون أن يقدم دليلا على ذلك من تقارير المؤرخين العرب.

وإذا كان الأمازيغ الوسيطيون قد اختاروا الاستعراب عبر تبني اللغة أو الأسماء العربية وحتى انتحال الأصول الشرقية، فإن أمازيغ الدولة الحديثة لم يكونوا في موقع اختيار، بل أصبحت العروبة ركنا أساسيا في إيديولوجية الدولة وشريحة كبيرة من المواطنين، فبعضهم يصرح بشكل مباشر بأنه ضد التنوع الثقافي لأن هذا التنوع يهدد وحدة الأمة وكأن الوحدة خير ما بعده خير للبشرية جمعاء. أما الدولة فاختارت الخطاب اللبق وهو ما يتجسد في صيغة "الطابع المغربي" الذي فٌهِم منه منه أنه يستثني الأمازيغية والذي علق عليه تقرير هيومن رايتس ووتش حرفيا ب"أن الأسباب الظاهرية للرفض هي أن هذه الأسماء ليست "مغربية"، وعلى النقيض من ذلك يتم قبول الأسماء العربية الإسلامية، على الرغم من أن الأمازيغ هم السكان الأصليون للبلاد، بينما العرب هاجروا إلى هناك منذ قرون. "
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website