Test Footer

مرئيات
Home » » هل أصبح الإسلام جناحا إيديولوجيا للعروبة؟

هل أصبح الإسلام جناحا إيديولوجيا للعروبة؟

Written By آفر برس on الأحد، 28 نوفمبر 2010 | الأحد, نوفمبر 28, 2010

قلنا ما في تعليقنا على موضوع منقول عن مركز دراسات جهاد الليبيين أن إغفال اسم الأمازيغ هي سياسة واعية من مؤرخي الأنظمة العروبية، فالكتاب الأخضر يقول أن الأمازيغ عرب ويقول كاتبه أن الأمازيغ اتقرضوا! ولو قال تعربوا لقلنا نعم، لكن ماذا تعني انقرضوا؟!
لذلك فلا تتعجب أيها المتابع لو قرأت كتابا عن شمال إفريقيا ولم تجد ذكرا مباشرا للأمازيغ، فأغلب الكتب والأعمال تتجاهلهم بشكل صريح، لأن ذكرهم ذو طابع سياسي وعرقي وأشياء أخرى لم يطلع عليها إلا الأولياء المخولون بسرد الغيبيات. هذا على عكس المغرب العربي والمريخ العربي والتفوق العربي وكل شيء عربي لأننا عرب رغما عنا.. فلا سياسة ولا عرقية ولا شوفينية في ذلك. لأن العرب مسلمون يكذبون بلا خجل ولا حياء على الرسول فيقولون أنه قال "ليست العروبة بأم منكم أو أم، وإنما العروبة عروبة اللسان" فمن تكلم العربية فهو عربي. ونحن هنا نطرح بعض الأسئلة الساذجة:
- هل أمر الله نبيه أن ينشر العروبة بعد أن أكمل الأسلام دينا؟
- هل يمكن تطبيق القياس على هذه القاعدة الصادرة عن فقهاء العروبة لنقول أن من تحدث الفرنسية أو الأنجليزية أو الأسبانية فهو فرنسي أو إنجليزي أو إسباني؟ أم أن هناك قاعدة فقهية (من فقه العروبة) أخرى تحرم القياس على هذه الحالة وتعتبرها مقتصرة على العروبة فقط، فربك يؤتي فضله من يشاء.
- هل سيصدِّر مشايخة القومية العربية حديثا جديدا يفيد أن "العروبة ليست بأم منا أو أم وإنما العروبة عروبة الأذن فمن سمع العربية فهو عربي"؟

لا شك أنها أسئلة سخيفة والأجابة عنها سخافة ما بعدها سخافة، لكن لما انتشر هذا الحديث المكذوب (وليس الضعيف كما يروي التابعون لمشايخة العروبة)؟ لأنهم لا يرون في الأسلام غير العروبة، فهم يعتبرونه فخر العروبة وإنتاجها. ومن هنا نفهم كيف يستسيغ الأسلامويون منع الحقوق الأمازيغية باسم الأسلام ومحاربة العلمانية.
إذا ما اعتبر العروبيون الأسلام جناحا إيديولوجيا، فأن التاريخ جناح علمي لها، فما أسهل أن يطوعوا التاريخ وعلم اللغات لأهدافهم "المقدسة" ليثبتوا أن الأمازيغ عرب تاريخيا ولغويا والمعربون أشراف من سادة قريش دعا لهم هبل بنسل مبارك فأغرقوا العالم فراخا عربية من دم نقي. أما الأمازيغ فكائنات غريبة وعديمة الحياء لأنها تعكر نقاء عالمهم العربي من الأقليات الغير المُعرَّبة. لذا فإن أكبر خدمة يمكن أن تقدمها الأقليات المتبقية هي أن تخصي نفسها حتى ينعم العروبيون براحة البال.

لكن العلم ليس عروبيا، فالذي يعتقد أن العالم حاقد على عروبته عندما يستهزئ من تسييس التاريخ، هو إنسان تابع فكريا، مهمته في المجتمع هو أن يكون تشكيلة نكرة ضمن القطيع، لا يحتاج إلا لدعاية أقوى ليعلن الولاء لهاة ويتبنى سخافاتها معتقدا أنه محارب أسطوري فاعل في إيديولوجيته الجديدة ويبدأ مرحلة أخرى من استعداء الآخر ليصدق أوهامه بدون نقد يؤرقه مادام قد اغلق الأبواب وأصم الآذان حتى إشعار آخر.
ومن يآخذ علينا تنديدنا بالشوفينية العربية، نسأله إن كان يبدي نفس التحفظ والحساسية عندما يتم التنكيل الدعائي بالأقليات باسم الوطنية أو العلم أو الدين، فإن كان جوابه ايجابيا (بصدق مع نفسه) فنقول له أننا لا نهاجم العروبة ولا العرب (ولا يعني هذا انضوائنا تحت لوائها) وإنما نهاجم الشوفينية التي تهاجمنا، فمن كان جوابه سلبيا فنحن لن نعتذر له باعتباره طرفا في الشوفينية والسذاجة العروبية.
 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website