Test Footer

مرئيات

البروفسور علال بوتجنكوت وجديد لقاح داء " ألزهايمر "

Written By آفر برس on الثلاثاء، 31 يوليو 2012 | الثلاثاء, يوليو 31, 2012

الثلاثاء، 31 يوليو 2012



ذ. بنعيسى احسينات - المغرب

لقد ظل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في المغرب شحيح العطاء إن لم نقل تجاهل شبه تام، لعقولنا المهاجرة التي تغرد في دول المهجر في مجالات سياسية واقتصادية وعلمية، الذين هم بمثابة سفراء فوق العادة لبلدانهم، بل أكثر من ذلك بكثير. فناذرا جدا ما يتناول إعلامنا بتصنيفاته المختلفة، قضايا عقولنا المهاجرة المتميزة بنجاحاتها الباهرة، التي تعمل في دول المهجر بأوروبا وأمريكا وغيرهما.

 لقد تجاهل برنامج " بدون حرج " المقدم من طرف Medi 1 TV حول موضوع  داء " ألزهايمر " في المغرب ، كما تجاهلت القناة الثانية المغربية  2M في برنامجها Grand angle حول موضوع داء " ألزهايمر"؛ تجاهلا معا وجود عالم وباحث مغربي؛  أحد أبناء المغرب المغتربين بأمريكا، وللتذكير، فإن القناة الثانية قد أنجزت سابقا روبرتاجا محتشما بنيويورك في 23 ماي 2011 حول هذا العالم الشاب، الذي رفع رأس المغاربة عاليا بين أمم الأرض في مجال بحثه الطبي السيكولوجي، ولم يستشهد به برنامج   Grand angle، إذ اقتصر على ذكر اسمه في أقل من ثانية، دون أن ينتبه إليه أحد. فإعلامنا كسول ومهمل إن لم نقل ناقص التكوين والجرأة، وهو في حاجة إلى روح التمحيص و التنقيب في إطار الموضوعية المهنية والحياد الضروريين.
كل ذلك في ولمعرفة جديد البروفسور بوتاجنكوت علال، لابد أن نبدأ من البداية حتى نضع القارئ والمهتم في صورة شمولية وواضحة، أقدم ملخصا للحوار الذي أجريته معه، المنشور في عدد من المواقع وعلى رأسها موقع "هيسبريس" 2009، تحت عنوان: د. علال بوتجنكوت : لم نختر الهجرة، بل هي التي اختارتنا "،  أو " حوار خاص: جديد الباحث المغربي البروفسور علال بوتجنكوت ( في مجال اكتشاف وتطوير لقاح ألزهايمر Alzheimer بأمريكا ) بباقي المواقع، مع التركيز على مجاله العلمي وبحثه الخاص في تطاق اكتشاف وتطوير لقاح " ألزهايمر "  Alzheimer بأمريكا إلى حدود 2011.
يرى البروفسور علال بوتجنكوت أن داء "ألزهايمر" (Alzheimer)، مرض ”انحلالي-عصبي” الذي يتميز بنوعين من التمزق على  مستوى الصفائح الهرمية، وانحلالات” ليف-عصبية”.وتبدأ أعراض هذا المرض في شكل اضطرابات على مستوى الذاكرة التي تتناقص مع مرور الزمن .ويصاب المرضى على إثرها باضطرابات في النطق والإدراك، وكذا السلوكات الحركية .ويعاني المريض بهذا الداء من توسع على مستوى البطن الجانبي وثقب في الشقوق الإيحائية، مع انخفاض في وزن الدماغ. وذالك طبعا مرتبط بالتقدم في السن.

 لقد بدأ البروفسور بوتاجنكوت علال في الأول بالاشتغال على داء ألزهايمر منذ سنة 2000. هدفه منذ أن كان ببلجيكا بمدينة ”سانت نيكلاس” بكلية الطب ببروكسيل، كان مرتكزا في البداية على الفهم الجيد لميكانيزمات، وكذا الجانب الجيني الوراثي للمرض. من أجل التأكد من عمله هذا، طور وأنتج نموذجين حيوانيين الحاملين لجينات المرض (transgénique). هذين النموذجين، تم استعمالهما من طرف شركة صيدلانية بباريس.   لكن أحد هذه النماذج، قدمه في مؤتمر أورون مستريشت (Euron, Mastricht) بهولندا في 2001، وبعد ذلك، قدم النموذج الثاني مصحوبا بعمل آخر حول مرض ألزهايمر؛ وقد هيئ من أجل ذلك خريطة لتوزيع بروتين" طو " (tau) في مختلف نواحي مخ مرضى ألزهايمر بعد موتهم، التي تم مقارنتها مع الحالات العادية. هذين العملين قدما في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر بالسويد في 2002.
ومنذ ولوجه المستشفى الجامعي بنيويورك، كان يشتغل مع زملائه في شعبة الطب النفسي وعلم الأعصاب ، حول العلاج المناعي (l’immunothérapie) لمرض ألزهايمر. هكذا حققوا ما يريدون في ظرف سنتين التي قضاها بنيويورك. حيث حاول مع رفاقه حل المشكل الذي نتج عن اللقاح الأول لألزهايمر الذي يستهدف ”الأميلويد بيتا”، والذي توقف بسبب تأثيراته الجانبية المتمثلة في ”المينانجيت الرأسي” الملاحَظ عند 6% من المصابين. أما فيما يتعلق بالجديد في هذا الاكتشاف، فقد طور فريقه لقاحا جديدا، والمتمثل في ”بيبتيد متفرع عن الأميلويد بيتا 42 ، والذي يستهدف ”الأميلويد بيتا الخارج خلوي”، وذلك باختزال معدل الأميلويد بيتا بنسبة 46% على مستوى المخ، و بدون تأثيرات جانبية. وكان قد قدم هذا العمل في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر المنعقد بمدريد عام 2006.
 وبعد ذلك تم تقديم أول لقاح في العالم، في المؤتمر العالمي بشيكاكو 2008 ، الذي طوروه ضد باطلوجية الطو (la pathologie Tau) والذي نشر في جريدة علم الأعصاب في 2007 . لكن النموذج الذي استعملوه، لم يكن صالحا جدا ( مثاليا ) لهذا الداء.
وحتى يصبح هذا اللقاح صالحا لعلاج داء ألزهايمر بصفة حقيقية، كما يوضح البروفسور بوتاجنكوت علال، وجب أولا إجراء عدة تجارب أخرى على نماذج تحمل جينية أخرى، حيث يمكن الحصول على نفس النتائج. المشكل هنا هو عدم وجود نموذج حيواني يحمل الجين المثالي للمرض ألا وهو”طو” (Tau) الذي يعتبر أحد الجينات المسببة لألزهايمر (. (Alzheimer
ولحل هذا الإشكال، قام البروفسور بوتجنكوت بتحمل كامل المسؤولية في تطوير هذا النموذج الجيني المثالي، فطور بنجاح، نموذجا جينيا مزدوجا جديدا مثاليا للمرض المتلازم ”طو”. هذا النموذج المزدوج، يعبر عن جينيين للإنسان، المتدخلين في داء ألزهايمر وهما : ”طو ”  و "بريسيلين."
         لهذا طور نموذجا جديدا، الحامل للجينات (transgénique) الذي جرب عليه اللقاح الجديد ضد "طو"،  والذي أعطى نتائج مبهرة مقارنة، مع ما حصلنا عليه في النموذج الأول، خاصة أن هذا النموذج أقرب بكثير بالنسبة للباطولوجيا (pathologies) التي نجدها عند المصابين بهذا الداء. فهذا النموذج قدمه في المؤتمر العالمي بشيكاكو بصحبة رئيس قسم تخصصه في 2008.
 لم يكن مرض ألزهايمر متصفا بباطولوجية (pathologie) واحدة بل اثنتان: الصفائح الهرمية (plaques séniles) والطو (Tau): ففي ما يتعلق بالضرر الباقي المتمثل في الصفائح  الهرمية الشيخوخية، لقد توصل مع فريقه أخيرا إلى تطوير لقاحه هو الآخر، الذي تم تجريبه على نموذج حيواني المطور للصفائح، هذا اللقاح، ركب بشكل رائع من خلال استعمال لتكنولوجيا عالية والمستعمل عن طريق الفم (oral vaccine). وقد قدم النتائج التمهيدية لهذا اللقاح في المؤتمر العالمي لعلم الأعصاب بسان دياكو (San Diego) 2007 بأمريكا. وبعد سنتين بينت التحليلات أن هذا اللقاح اختزل نسبة 75% من صفائح مخ الحيوانات، الحاملين للجينات المريضة المعالجة (transgéniques)، وكذا بدون نزيف دقيق كآثار جانبي. هذا العمل المتواضع الذي يتشرف في البداية كصاحب اكتشافه الأول، رفقة زميله " فرناندو" الذي ساعده كثيرا، المنشور في المجلة العالمية لمرض ألزهايمر. هذا اللقاح، يعد مناسبا بشكل كبير لتلقيح مرضى ألزهايمر في المستقبل. لكن، قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب دائما التحقق من باقي الآثار الجانبية. الشيء الذي سيحتاج إلى سنين عديدة قبل المرور إلى المرحلة السريرية I و II و III .
 المهم في كل هذا، هو أنهم  توصلوا إلى التقليل من الباطولوجيا (la pathologie) لأول مرة، عن طريق الفم بنجاح كبير للجانب الثاني (deuxième lésion) للمرض. وهذا العمل تم  إنجازه من طرف مجموعة من الخبراء وعددهم  9 دكاترة، لكن دقة العمل وأجرأته قام بها هو وزميله " فيرنا ندو" .
 ففي عام 2009، شارك كذلك في مؤتمر دولي لداء ألزهايمر المقام  في فيينا  بالنمسا  Austria، بين 11 و 16 يوليوز 2009 ، حيث قدم فيه أعمال جديدة. وكالعادة دائما، تم تشريفه بجائزة المشاركة في هذه القمة التي منحها له المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر (ICAD). وفي نفس الوقت، توصل بدعم على شكل  جائزة كبرى من طرف جمعية ألزهايمر USA في 4 غشت 2009 ، الشيء الذي سيمكنه من متابعة أبحاثه في المستقبل، من أجل إيجاد حلول لمعضلة الصحة العمومية.
أما في ما يخص نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة، خاصة في عالمنا العربي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وكيف تتقدم الأبحاث الخاصة بالعلاج والوقاية من المرض، يقول البروفسور علال بوتجنكوت: إن الجهل أو نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة خاصة في عالمنا العربي  والمغرب على الخصوص، راجع أساسا إلى غياب الكفاءة والالتزام الضروريين لدى المسئولين عن الشأن الصحي والطبي بالمغرب وفي البلاد العربية عموما. وفي ظل عدم تحفيز البحث العلمي والطبي، فإنه من الطبيعي أن لا يحظى المرض بالاهتمام والمعرفة اللازمين حتى في الأوساط الطبية والمهنية. فأغلب الأطباء لا يمتلكون الأدوات والوسائل الضرورية لتشخيص المرض. وليست هناك إحصائيات أو معطيات حوله. بل إن أغلب الدول العربية لا تمتلك حتى مراكز للذاكرة كفيلة بالاضطلاع بمثل هذه المهمة.
  يقول: يجب إذن تحفيز البحث حول الموضوع والقيام بدراسات وطنية حوله أولا. ثم القيام بتنظيم ملتقيات وندوات يشارك فيها متخصصون، ويتم نشر نتائجها وخلاصاتها على نطاق واسع، وحتى في الدوريات العلمية الدولية. ليكون لذلك صدى أيضا في وسائل الإعلام التي يجب أن تساهم بدورها في التحسيس بالمرض والوقاية منه. لكن الحديث الذي يتم حاليا حول مرض ألزهايمر في وسائل الإعلام يتم فقط بصفة غير مباشرة وجد محدودة من خلال بعض الحالات التي نتعرف عليها نحن كمتخصصين والتي نشاهدها ضمن برنامج «مختفون» على القناة الثانية، دون أن يعرف أو يذكر أحد أنها تتعلق بداء ألزهايمر، وبعض البرامج الفقيرة الناقصة الغير المهنية حول داء ألزهايمر. وهناك من العائلات التي تستحي حتى أن تعرض مرضاها على طبيب مختص، بل تفضل أن تحبسهم في المنازل أو اصطحابهم إلى بعض معاقل الدجل والسحر والشعوذة، بدعوى الجنون أو الخرف. وهو شيء مؤسف فعلا.
ويستطرد قائلا: لابد أيضا من إحداث بنيات مختصة، بدءا من شعب علمية في الطب وعلم النفس مختصة في الأمراض الانحلالية العصبية، وصولا إلى مراكز استقبال للأشخاص المصابين بهذه الأمراض وعلى رأسها ألزهايمر. كما يتوجب تنظيم لقاءات وندوات لفائدة عائلات المرضى. وقد كان أول من أطر ندوة علمية حول داء ألزهايمر في سنة 2004 بمدينة طنجة. إن الحكومة المغربية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال اتجاه المرضى وعائلاتهم واتجاه إيجاد وسائل التحسيس والتعريف والدعم المعنوي والمادي في مواجهة هذا المرض الذي يهم حاليا 26 مليون شخص عبر العالم وينتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 115 مليون شخص في سنة 2050. هذا في الوقت الذي ما زلنا في المغرب نجهل حتى عدد الحالات الموجودة عندنا. يقال أن العدد يقارب 80 ألف حالة في المغرب.
  وإذا تم تشخيص داء ألزهايمر لدى مريض ما، يقول البروفسور بوتجنكوت، فلا بد أن تلعب الأسرة دورها الأساسي في مواكبة حالته بدءا من عرضه على طبيب أعصاب أو طبيب نفساني مختص في الاضطرابات العصبية. وذلك حتى يمكن مساعدته والتكفل بحالته في مرحلة مبكرة. فهناك عدة أدوية بإمكانها تأخير تطور الحالة والتخفيف من حدة مضاعفات المرض.
ولقد قدم نصيحة أساسية وجهها إلى الأسر، وهي عدم حبس المرضى أو عزلهم، فمن شأن ذلك أن يفاقم حالتهم، لأنهم في حاجة أكبر وأمس إلى الدفء العائلي والأجواء الاجتماعية والمعاملة الطيبة. كما يجب أن يخضع أفراد الأسرة لبعض الدروس التكوينية من أجل معرفة كيفية التعامل مع المرضى وتقديم المساعدة النفسية لهم.
  وبالنسبة إلى تجربة البروفسور علال بوتجمكوت في البحث العلمي حول داء ألزهايمر، وبعد سلسلة اللقاحات المضادة له والتي تمكن من تطويرها ضمن فريق عمل يعمل معه في جامعة نيويورك منذ سنوات، وخاصة منها اللقاح المضاد لباطولوجيا (طو Tau) كأول لقاح توصلوا إليه قبل أن يطوروا لقاحا أخر مضادا للصفائح الهرمية، ثم نموذجا ثالثا للقاحات قاموا بتقديمه ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لألزهايمر في سنة 2008 ... هذه التجربة وصلت بهم حاليا في سنة 2010 إلى تطوير لقاح جديد مضاد لباطولوجيا (طو Tau) حقق نتائج مخبرية هائلة، حيث مكن من خفض مستوى المرض بنسبة 58% في أدمغة الفئران المعالجة مخبريا. وقد قام  البروفسور علال بوتجمكوت بتقديم هذه النتائج ضمن ندوة صحفية في إطار أعمال المؤتمر الدولي الأخير حول ألزهايمر، والمنعقد في هاواي في شهر يوليوز  2010، إذ توج
فلم يبق لنا إلا أن نعتز كثيرا بالبروفسور والعالم الباحث علال بوتجنكوت ونفتخر به، ونثمن عاليا مجهوداته وإنجازاته، ونقدر تضحياته وتفانيه في العمل الصالح في خدمة الصحة العامة في العالم، دون أن ينتظر لا جزاء ولا شكورا ولا اعترافا ولا تقديرا من بلده ووطنه وأمته. يكفيه فخرا أنه معترف به ومتوج عالميا على كل ما قدمه ويقدمه من خدمة للإنسانية جمعاء، مشرفا بلده رافعا سمعته عاليا في المحافل الدولية في مجال الطب والصحة العامة. بورك فيه وفي نتائج أعماله ووفقه الله وسدد خطاه.
-------------------
ذ. بنعيسى احسينات – المغرب
Read More | علق على هذا الموضوع

برنامج بلا حدود مع ذ عبد الإله بنكيران

Written By آفر برس on الأحد، 29 يوليو 2012 | الأحد, يوليو 29, 2012

الأحد، 29 يوليو 2012

Read More | علق على هذا الموضوع

رفاق ميسي يسحقون الرجاء العالمي بثمانية

Read More | علق على هذا الموضوع

أفلاي معجب بفريق شباب الريف الحسيمة

أفلاي معجب بفريق شباب الريف الحسيمة
نـاظورتوداي :
قـال الريفي الأصـل و الهولندي الجنسية إبـراهيم أفلاي لاعب نادي إف سي برشلونة ، خلال ندوة صـحفية عقدت على هـامش اللقـاء الذي إحتضنته مدينة طنجة بـين الرجاء البيضاوي و البـارصا و إنتهى بفوز الأخيـر بـ 8-0 ، قـال بـأن الفريق المغربي الوحيـد الذي يـفضله هو شـباب الريف الحسيمي .
وأراد إبراهيم أفلاي من خلال تصريحه المذكور ، توجيه رسـالة مشفرة لرجال الصحافة الحاضرين في الندوة من أجل تـأكيد تشبثه بـمسقط رأسه " الريف " ، بـالرغم من حمله لقميص المنتخب الهولندي عوض المغربي ، كـما تحدث خلال نفس اللقـاء بـالدارجة المغربية و الريفية و اللغة الإسبانية .
وحول مستقبله مع نادي البـارسـا ، نفى إبراهيم أفلاي ما تناولته الصحف بخصوص مغاردته لكتيبة الفريق الكتلاني ، و أكد أن معطى إنتقـاله يمكن التحدث عنه بعد إنتهاء مدة العقد الذي أبرمه مع إدارة النادي المذكور .
ومعروف عن إبراهيم أفلاي دفاعه عن الهوية الامازيغية ، ويعد أول لاعب دولي رفع الراية الأمازيغية في قلب معلب " الكامب نو " الشهير بالعاصمة الكتلانية برشلونة ، وذلك أثناء تتويج فريقه بطلا للدوري الإسباني في موسم 2010-2011 ، كمـا صرح في الكثير من المناسبات للصحافة أنه لاعب كرة قدم " ريفي " ويرفض مناداته باللاعب العربي .
يذكر أن ابراهيم أفلاي ، أشرف قبل إلتحاقه بنادي البارسا على تشييد ملعب لكرة القدم المصغرة بمدينة الحسيمة ، تعبيرا منه عن تعلقه بمسقط رأسه ، وسعى مرارا للقيام بأعمال خيرية أخرى نال عنها تقدير المجتمع ، اضافة للرعاية التي تحضى به والدته بعد فقدان الأب ، كما أصـرا في الكثير من المناسبات على أداء صلاته وفق الديانة الإسلامية قـبل دخوله للملعب .
Read More | علق على هذا الموضوع

الفايسبوكيون الأمازيغ يـحيون ذكـرى إستشهاد الثـائر القبائلي معتوب لوناس

نـاظورتوداي :
 
إمتلأت صفحات موقع التواصل الإجتماعي " فـايسبوك " بـصور الثـائر الأمازيغي معتوب لوناس ، إحيـاء لذكرى مرور 14 سـنة على إستشهاد هـذا الـرمز البطولي  ، وإستحضـارا لمواقفه التي بـنى عليها سكان القـبائل الجزائرية أهم نضـالاتهم اليومية حيث يؤكدون تتبعهم الدائم لكتابات هذا الثائر التـي كـان لهـا تأثـير في الـرأي العام الجزائري وجميع الحركات الأمازيغية المطالبة بـالإعتراف الهوياتي ، خاصة سيرته الذاتية المدونة في كتـاب تحت عنوان " المتمرد " و التي إستعرض فيها لوناس القمع الذي تعرضت له الهوية الجزائرية من طرف النظام الحاكم ، وطرد جيش ذات الدولة لالاف المهاجرين المغاربة القدماء و سلب أموالهم و شحنهم على عربات عسكرية قـبل إفراغهم بـالحدود المغربية .
 
الحملة الواسعة لنشر صور " المعتوب لوناس " قيد حياته و أثناء إستشهاده ، يقول من تبناها من أمازيغ شمال إفريقيا المتوفرين على حسابات في الفايسبوك ، أنها تـأتي من أجل التأكيد على إمتثـال ذكرى رحيل هذا الرمز البطولي ، في أذهان كل المناضلين الأمازيغ .
 
ويـقول مشاركون في الحملة " إن الحزن والأسى على فراق معتوب لا زال مرسوما على وجه كل أمازيغي حر مؤمن بـقضيته العادلة ، و في كل شوارع و أزقة وبيوت تيزي وزو ، وهذه السنة تعود الذاكرة بنا إلى ما قبل 14 سـنة وبالتحديد يوم 25 يوينو 1998 ، حيث ذكرى رحيل أحد أبرز مناضلي الحق الأمازيغي و إبنها البار " معتوب لونيس " الذي إغتالته اليد الغادرة و الحاقدة على الامازيغية  ، ولكنها لم تستطع إغتيال أفكاره التي ستظل تنبض بها قلوبنا وتتوهج بها أوراحنا و نفوسنا " .
 
يذكر أن محكمة الجنابات في تيزي وزو  (110 شرق الجزائر) أصدرت صيف السنة الماضية ،  حكما بالسجن لمدة 12 عاما على رجلين في قضية اغتيال المطرب القبائلي لوناس معطوب في العام 1998 ، والمتهمان الرئيسيان ماليك مجنون وشنوي محي الدين في الحبس المؤقت منذ 12 سنة بتهمة المشاركة والتآمر على ذات الراحل .
 
وقتل لوناس معطوب في 25يونيو 1998 في المكان المسمى ثالا بونان على بعد خمسة كيلومترات عن تيزي وزو وكان عمره 42 سنة. وشارك في عملية القتل عشرة اشخاص فر منهم ثمانية ولكن قوات الامن تمكنت من قتلهم .
 
وبعد سنة من الحادثة تبنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، العملية في مايو 1999. 
Read More | علق على هذا الموضوع

انتهاكات حقوق السجناء بالسجن عكاشة بالدار البيضاء

Read More | علق على هذا الموضوع

ألأمازيغية وحقوق آلأنسان

Read More | علق على هذا الموضوع

مارسوا نخاستكم السياسية بعيدا عن جسد 'الأمازيغية'

مكن الانتقال الديمقراطي الذي يعيشه المغرب من تحقيق عدة مكتسبات تتجلى في الإصلاحات الدستورية الجد مهمة التي أتى بها دستور 2011 و من بينها دسترة الأمازيغية"، ولأن بعض السياسيين أصبحوا بقدرة قادر يهتمون بالقوانين المنظمة للغات، فلقد أصبحوا لا يكفون على مطالبتهم بالتعجيل بالقانون المنظم للغة الأمازيغية، مغمضين أعينهم على رؤية باقي النصوص التي يحتوي عليها الدستور الجديد فيما يخص الحقوق و الحريات، مكممين أفواههم على المطالبة بالتعجيل في تنزيل مضامينها، مصابين بالطرش السمعي لدرجة أنهم لا يسمعون الفئات المستضعفة من المعطلين و أصحاب الحقوق التي بُحت حناجرها لكثرة صراخها أمام البرلمان، غير مبالين بمتطلبات المرحلة الراهنة التي تتطلب الإنصات إلى الملفات الاجتماعية عوض العزف على ملفات لن تخرس أفواه الجياع.

وهكذا خرج بعض تجار السياسة في بلادنا وهم يحملون "جسد الأمازيغية" للذهاب به إلى سوق النخاسة السياسية، هم الذين أصيبوا بالتخمة الاجتماعية بفضل ما تذره هذه المهنة على أصحابها من أموال و مشاريع، رافعين شعار " تقنين الأمازيغية قبل الخبز" في صورة معكوسة لما تشهده منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط التي رفعت شعار " الخبز قبل الديمقراطية"، و بعيدة كل البعد عن طموحات المغاربة الأمازيغ المهمشين في الجبال و الواحات والذين يتقاسمون نفس المعانات مع باقي إخوانهم المغاربة المهمشين الذين قد نجدهم في الشمال و الشرق والجنوب و الغرب بدون تفرقة عرقية.
فخرج السيد إدريس لشكر، عضو الديوان السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، ليدعو جميع القوى الحيّة إلى النزول للشارع في حركات احتجاجية، بجميع المدن المغربية، للمطالبة بالتنصيص القانوني الجيّد للأمازيغية، و بضرورة أن تحمل العملة النقدية المغربية حرف "تيفيناغ"، وكأن جميع بطون المغاربة قد امتلأت عن آخرها و انتهت قضايانا الاجتماعية و لم يعد يخصهم سوى الصراخ في الشارع لتقنين اللغة الأمازيغية، وأن الفئة المهمشة بالمغرب أصبحت تمتلك النقود و لكثرتها بدأت تفكر في وضعها على شكل ديكورات و بالتالي ستطالب بزركشتها!! أما على مستوى حزب الإستقلال فلقد احتدم صراع البيت الداخلي للحزب بإسم الأمازيغية في لعبة شبيهة بـ "لعبة الوردة" التي تلعبها الفتيات المراهقات، وهم يرددون : " يحب أو لا يحب الأمازيغية", رغم كون مبدئيا :كل مغربي هو ملك للأمازيغية و الأمازيغية هي ملك لجميع المغاربة.

وإذا كانت لهؤلاء السياسيين كل هذه الحرقة على الأمازيغية، فما كان عليهم سوى التوجه نحو المستثمرين الأمازيغ من التجار و أصحاب المال لإقناعهم بالاستثمار ودعم الجمعيات و التعاونيات عوض تكديس الأموال في البنوك و العمل على مساعدة المهمشين في القرى و البوادي ولو بمنحهم "قالب السكار" يعينهم على تحلية مرارة قسوة الزمن، عوض العزف على القضايا الوطنية من أجل الاسترزاق السياسي.

وبعيدا عن هذا النوع من التيار السياسي المعروف بخرجاته لدى المغاربة، فإن تيار آخر سياسي ما فتئ يتخذ من "الأمازيغية" قضية و مشروع قومي بإسم الأمازيغ، حيث نصبوا أنفسهم كزعامات تطالب بحماية الأمازيغ من العرب في معادلة تجاوزها الزمن، بعدما انصهرت جميع مكونات المجتمع بعضها في بعض. هذا المشروع القومي الذي ظهر مع ظهور المشاريع القومية الأخرى منذ سنة 1948: سنة قيام الكيان الصهيوني، وإذا كان الكيان الصهيوني يطمح إلى إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم، فإن من يدافعون عن القومية الأمازيغية يطمحون إلى الرجوع إلى عصر القرون الوسطى لإعادة بناء أمجاد " تمازغا" التي كانت تمتد عرضا من غرب مصر إلى جزر الكناري، و طولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو، هذه الزعامات ذات الأصول المغاربية التي تتبنى هذا المشروع القومي بإسم الأمازيغ قد نجد أغلبهم مستقرا في فرنسا أو إسبانيا يستمتعون بالديمقراطية و الحقوق المتاحة في تلك الدول، يتقنون اللغات الأجنبية و بالمقابل يملؤون عقول من يتبع توجههم بخطابات عنصرية، وذلك بحثهم على عدم تعلم اللغة العربية و عدم الاندماج مع كل من لا يتكلم الأمازيغية و يعملون على زرع الفتن في الدول المغاربية بإسم الأمازيغ و العرب.

هذا النموذج الذي شاهدنا له صورة مصغرة لمشروع يشابه مشروع طموحاتهم، حيث تم التغرير ببعض ساكني جنوب المغرب تحت ما يسمى بـ "القومية الصحراوية"، وهكذا فلأزيد من ثلاثين سنة لا زالت نفس الزعامات الانفصالية تمثل هذه الفئة القابعة في مخيمات تندوف طوال هذه العقود، في ظروف لا إنسانية، يمارسون ديكتاتوريتهم بإسم الحرية و الديمقراطية للشعب الصحراوي!

وإذ نتساءل منذ متى أصبحت الديمقراطية و الحرية والعدالة الاجتماعية تُمنح بإسم الدين أو العرق أو نوع الجنس أو لون البشرة، في "معادلة مستحيلة" مادامت أنها مبنية على إقصاء الطرف الآخر!

إن سوق النخاسة السياسية لن يعرف ركودا إلا عندما يعي المواطن بالقيمة الإنسانية لتواجده، بعيدا عن تبخيس قيمته الآدمية عند كل انتخابات حيث يصبح سلعة تباع وتشترى لدى التجار السياسيين بأبخس الأثمان، و عليه أن يتخلص من قميصه القبلي و يلبس قميصه الوطني حتى لا يصبح رقما سهلا لإعداد معادلات سياسية من طرف عشاق الكراسي و محبي السلطة، آنذاك ستبور السلعة الفئوية للتجار السياسيين و سيقينا الله شرهم ، رجاء أيها السياسيين مارسوا نخاستكم السياسية بعيدا عن جسد "الأمازيغية"!
Read More | علق على هذا الموضوع

'حول عروبة البربر: مدخل إلى عروبة الأمازيغيين من خلال اللسان'

Written By آفر برس on السبت، 28 يوليو 2012 | السبت, يوليو 28, 2012

السبت، 28 يوليو 2012

صلالة ـ من محمد الشحري: عديدة هي الأدلة التي تخبر عن أرومة الأمازيغ المشرقية، أدلة من المعمار والموسيقى والكتابة القديمة وغيرها، لكن الحجج اللغوية تظل الأقوى تأكيدا والأعظم تأثيرا واقناعا في عروبة المغاربة القدامى.
فمعروف لدى الجميع أن الأدلة اللغوية تُعد من أفضل الأساليب واوضحها لإثبات ما بين الجماعات السكانية من علاقات ثقافية وصلات نسب، ومازالت مقولة 'اللغة هي الكشاف الأول والهام عن أصل الشعوب' هي المشعل المنير الذي يسير على ضوئه علماء خصائص الإنسان، وحول هذا الموضوع فقد صدر مؤخرا بالمغرب كتاب (حول عروبة البربر) عن منشورات فكر للكاتب والباحث سعيد بن عبدالله الدارودي، وهو عبارة عن دراسة لغوية موسعة في علم اللغة المقارن مقسمة إلى عدة فصول منها فصل في المعجم وآخر في النحو والصرف، قارن فيها الباحث بين اللهجات البربرية المنتشرة في شمال أفريقيا وبين لغات ولهجات المشرق العربي القديمة والمعاصرة منها، كالأكادية والآرامية والكنعانية، والحميرية والسبئية واللغة العربية الفصحى ولهجاتها العامية المشرقية، بالإضافة إلى لهجات إقليم ظفار في قلب جنوب الجزيرة العربية خاصة لهجاتها الثلاث الشحرية والمهرية والسقطرية التي تعد امتداداً للغات جنوب شبه الجزيرة العربية القديمة.
بالرغم من أن الباحث الدارودي بدأ تنقيبه عن جذور اللسان الأمازيغي منذ أكثر من 17 عاماً، إلا أنه عكف على كتابة هذا الكتاب منذ ثماني سنوات، ولم يكتف بالتنقيب في المعاجم وكتب التراث والمأثورات الشعبية، بل جال وطاف في مناطق عدة يجمع من شفاه كبار السن ألفاظ لهجاتهم وصيغها، ليجعل من هذه الكتاب حمّالاً لنكهة وعبق البحث الميداني، هذه الدراسة اللغوية تدعمها دراسة حديثة نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الوراثة بعنوان (المهد العربي: إننا جميعا ننحدر من أسلاف مشتركة جاءت من شبه الجزيرة العربية)، أفادت فيها بأن تجارب قام بها باحثون من جامعتي ليدز البريطانية وبورتو البرتغالية أوصلتهم إلى نتائج تفضي بأن مقارنة الحمض النووي المستخلص من التحليل الجيني (للميتوكوندريا) البشرية والمأخوذ من مختلف البشر حول العالم، يشير بنحو مؤكد إلى أن جميع البشر باستثناء الأفارقة قد عاشوا في شبه الجزيرة العربية لآلاف السنين قبل أن يهاجروا منها إلى باقي أصقاع الأرض.
Read More | علق على هذا الموضوع

مَوقف كسيلة بن لَمَزْم من الفتح الإسلامي للمغرب بقلم:جمال رحموني


جمال رحموني
أستاذ بالمرحلة الثانوية لمادة العلوم الفيزيائية
بسكرة - الجزائر-


الملخص:
تناول البحث تعليقا على ما جاء في رسالة الأستاذ محمد بن ناصر بن أحمد الملحم في تعريفه بـ "كسيلا ". ووضع كسيلا والبربر قبل الفتح الإسلامي كما تناول موقف كسيلا من أبي المهاجر دينار و موقف عقبة بن نافع منه ، وألقيت الضوء على دور كسيلا والبربر في الفتح الإسلامي ، ووضّحت موقف عقبة بن نافع من كسيلا ،وموقعة ﺗﻬوذة، وموقف مسلمي افريقيا من هذه الموقعة ، وأشرت إلى انسحاب الجيش الأموي من القيروان ، ورعاية كسيلا لها بعد ذلك ، وبينّت موقف زهير بن قيس من كسيلا في واقعة ممس وذيّلت البحث بخاتمة أوضحت فيها أهم النتائج التي تم التوصل إليها.

مقدمة :
الحمد لّله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومن سار على ﻧﻬجه إلى يوم الدين وبعد :
قرأت بحثا بعنوان " موقف كسيلا من الفتح الاسلامي للمغرب" للباحث محمد بن ناصر بن أحمد الملحم من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية قسم الجغرافيا. عند قراءتي للمقدمة و التي جاء فيها:
(بعض الموضوعات مازالت بحاجة إلى دراسة متأنية فاحصة مثل : موقف كسيلة من الفتح الإسلامي للمغرب وكل ما كتب عنه أنه دخل الإسلام وحسن إسلامه ، فأساء عقبة بن نافع معاملته وكان ذلك سببًا في فاجعة قبيلته ﺗﻬوذة لذلك أردت تسليط الضوء على هذه الشخصية وتحليلها ، وتوضيح موقفها الصحيح من الفتح الإسلامي )
فاستوقفتني عبارة (وتوضيح موقفها الصحيح من الفتح الإسلامي ) فقلت في نفسي لعل الباحث توفر لديه ما ينصف الرجل فتتحقق بذلك مصالحة مع جزء هام من تاريخنا الاسلامي المجيد ، لكن في نهاية قراءتي تيقنت ان الباحث لم يأتي بجديد بل زاد الطينة بلّة. فقد استعمل العقل و تأويلاته مع تمطيط للنص حسب هواه فوضع كذبا محبوبا مكان حقائق مكروهة و يا ليته ربط هذه الشخصية بشخصية الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير و حكم الأمويّين و بيّن لنا الموقف الصحيح .
فأحببت أن أعلق على ما جاء في هذا البحث الذي يشتم فيه رائحة العصبية و الذي طبع بطابع التبرير والدفاع باستعمال : لعل ،لا يعقل، هذا يعني ، نستبعد ، لم يكن هدفه ، يتضح لي ، أحسّ ،هذا غير وارد ، والذي يظهر ، لا شكّ أنها كانت، و الراجح أن...، و هذا كله نسيج من الخيال و تضليل الناس عن الحقيقة و هو مجرد عن الدليل. كما يلاحظ في هذا البحث سهام الاتهام موجهة نحو المسلم البربري بدون حق و هذه طريقة ظالمة في الحكم لا يقبلها مؤمن.
فالباحث أراد التفكير للقارئ متحاملا على البربر ، والمطلوب منه أن يدعو القارئ إلى أن يفكر معه لأن الكتابة في التاريخ كما يقول الأستاذ أبو القاسم سعد الله : " فإن الكتابة التاريخية عملية متجددة يمارسها كل جيل بالقدرة التي وصلها و الوثائق المتوفرة لديه و المستجدات الحضارية التي تحيط به "، خاصة و أن بدايات الفتح للمغرب مشوبة بالتحامل على البربر وعلى الفاتحين من العرب .
و نحن لسنا مطالبين أن نتفق في كل شيء لأن الاختلاف من سنن الله التي قدرها علينا في هذه الحياة الدنيا، بل بتقليصه، فلا عداوة بيننا إنما العداوة بين الحقائق و المعلومات، و لا تعصّب فالبربر أجدادنا و العرب أجدادنا، و مغرب اليوم شاهد على ذلك. و في آخر هذه المقدمة لا يسعني إلا أن أقول الحمد لله على نعمة الإسلام.

تعرضي للموضوع جاء وفقا للأبواب التي وضعها الباحث:
التعريف بكسيلة (نسبه أسرته ، صفاته ، ديانته)
ليت الباحث قدم تعريفا بـ" كسيلا " بل أضاف معلومة مغلوطة و متناقضة حتى يوهم القارئ بفكرة مسبقة تدين هذه الشخصية و المعروف ان قيمة البحث لا تكمن في شكله و اخراجه بل في مضمونه.
فمما جاء في هذا الباب:
(وكان كسيلة متوسط الطول كثيف اللحية ، محبًا للغدر والخيانة ، فقد أتلف الآبار التي خّلفها عقبة بن نافع في طريقه لفتح المغرب . والدهاء من صفاته أيضًا ، فحين قرب منه عقبة بن نافع في خمسة آلاف مسلم تراجع عنه ورفض قتاله علمًا أنه كان في خمسين ألفًا من البربر والروم ؛ حتى يتفرق عنه معظم أصحابه ويبقى في عدد قليل فيمكنه الانتصار عليه والصبر على المكاره من الصفات التي تميز ﺑﻬا كسيلة ، فقد تحمَّل القيود التي غلّله ﺑﻬا عقبة بن نافع أثناء فتحه للمغرب)
و النصوص تذكر أنه بعدما تعرّف كسيلا على ابي المهاجر دينار صاحبه سنوات و لم نسمع انه خانه او غدر به بل كان جنديا في جيشه ولا ادري من أي نص استخرج الباحث حب الغدر و الخيانة، مع العلم أنه جاء في العبر لابن خلدون ما يلي: " وأمّا تخَلُّق البربر بالفضائل الإنسانية، وتنافُسهم في الخلال الحميدة، وما جُبلوا عليه من الخُلُق الكريم، من عزّ الجوار، وحماية النزيل، والوفاء بالقول والعهد، والصبر على المكاره، والثبات في الشدائد، فلهم في ذلك آثار ينقلها الخلف عن السلف وحسْبُك ما اكتسبوه من حميدها، واتّصفوا به من شريفها، أنْ قادتهم إلى مراقي العزّ، حتّى علت على الأيدي أيديهم. وما كان للبربر من آثار ما يشهد أخباره كلّها بأنّهم جيل عزيز على الأيّام، وأنّهم قوم مرهوب جانبهم، شديد بأسهم، كثير جمْعهم، مضاهون لأمم العالم وأجياله من العرب والفُرْس والروم." أيضا من الكلام المغلوط عبارة " اتلافه للآبار " فالباحث يناقض كلامه بكلامه في آخر الفقرة والنصوص تقول أن كسيلا و أبي المهاجر كانا مقيدين أثناء تنقل عقبة و جيشه داخل المغرب . فكسيلا أو كسيلة بن لزم أو لمزم عند ابن خلدون وهذا يدل على مدى التصحيف الذي تعرض له اسم كسيلا ، فحرّف عن أصله تحقيرا لشأن صاحبه وهي عادة عربية . كسيلا ملك بربري عنيد لكنه شجاع ، ترأس قبيلة أوربة التي كانت تدين بالنصرانية، وكانت مملكته تضم كل الربوع الموجودة مابين تاهرت ووهران و تلمسان، وقد أسلم و قبيلته خلال فتح أبي المهاجر لشمال أفريقيا حين توغله في ديار المغرب، فوصل في فتوحاته إلى الغرب الجزائري وبالضبط إلى مدينة تلمسان.

وضع كسيلة والبربر قبل الفتح الإسلامي
هنا ايضا يستخدم الباحث نفس الاسلوب ألا و هو توجيه القارئ حيث يقول:
(وهذا معناه أنه كان للروم يدٌ في حركة كسيلة)
من أي ناحية و اذا افترضنا كلام الباحث مقبولا أفلا يجبّ الاسلام ما قبله؟
قبيلة أوربة كان يرأسها ستردير بن رومي ثم ولي عليهم من بعده كسيلا بن لمزم فكان أميرا على البرانس كلهم و اتفقت كلمة البربر على قبول رياسة كسيلا و كان الوطن تحته مستقلا تماما.

موقف كسيلة من أبي المهاجر دينار ( 55-62هـ=674-681م) هنا ايضا نجد الباحث ينهش في كسيلة و قومه كما نهشتهم كتب الرواة المحترفون و أصحاب المذاهب السياسية من قبل . فهو يقول:
(ولا شك أن أبا المهاجر كان بعيد النظر ، فقد علم مدى طاعة البربر لكسيلة ، وأن الناس على دين ملوكهم ، ودخوله في الإسلام يعني دخول البربر ، وقد تحقق لأبي المهاجر ما كان يصبوا إليه ، فقد تبع كسيلة بعد إعلانه للإسلام جماعته البربر ) ثم يتبع كلامه بـ (فبعد أن علموا أن الإسلام هو الحل الأمثل للخروج من هذه الضائقة رحّبوا به وأعلنوه ، في الوقت الذي بيّتوا فيه الرًدة والغدر بالمسلمين ، بالاتفاق مع حلفائهم الروم)
ثم بعدها مباشرة يناقض نفسه فيقول:
(وإن عدم اشارة المصادر إلى كسيلة والبربر خلال ولاية أبي المهاجر لدليل على وجود حالة هدوء واستقرار بين الطرفين ، مما يفيد أن البربر نّفذوا شروط الصلح ، وساروا في صفوف القوات الإسلامية يقاتلون معهم ويفتحون البلاد ، فكان هذا الصلح خير معين لأبي المهاجر في الاستمرار في الفتح كما أشار إلى ذلك ابن تغري بردي )
مع العلم انه لم ينسى اسلوب التضليل الواضح في عبارة:
(وعلى ذلك يمكن القول أن أبا المهاجر وفَّق في ضمان ولاء البربر بما كان بينه وبينهم من هدوء مؤقت خلال فترة ولايته، وكسب مودﺗﻬم وضمن انضواءهم تحت لوائه وعدم انحيازهم إلى الروم )
و لو نحذف البخس الذي وضعه الباحث نجد ان موقف كسيلا من ابي المهاجر كان موقف المسلم مع أخيه المسلم ، فلما نزل ابو المهاجر دينار تلمسان سنة خمس و خمسين هجرية عرض على كسيلا ، بحكم أنه أمير قومه، الاسلام فأسلم و قومه ثم اصبحوا جندا من جنوده، شاركوا المسلمين في حرب الروم و نشأت علاقة ودية بين كسيلا و ابي المهاجر دامت سبع سنوات و عمّ بذلك السلام في المنطقة كما نقصت الواردات للبيت الأمويّ و التي كانت سببا في التشويش على أبي المهاجر دينار.

موقف عقبة بن نافع من كسيلة ( سنة62-64هـ= 681-683م)
هنا يظهر أن الباحث فعلا يفكر تفكيرا دينيا عاطفيا و هذا واضح في قوله:
(لكن حين ننظر بروية نجد أن القائد عقبة بن نافع كغيره من القادة الآخرين لم يتجه إلى هذه البلاد البعيدة إ لا ﺑﻬدف الفتح ونشر الدين الإسلامي في ربوع أفريقية)
بعد ظهور الثورات في المشرق و خمدها بالسيف و الخوف من تداعياتها بالمغرب علما أن أصحاب هذه الثورات شاركوا في الفتح لإفريقيا و تركوا بصماتهم لدى أهالي هذه المنطقة و بعد أن عمّ السكون بتونس و الجزائر و انقطاع المال الوارد إلى الفسطاس منهما كان لزاما على الأمويين إعادة من يحب الإمارة فيضمن لهم استعادت قوتهم و هيبتهم ، فأعادوا عبقة بن نافع بعد عزل مسلمة بن مخلد ، و عند وصول عقبة إلى المغرب و رحب به ابي المهاجر دينار و كسيلا فقام بوضعهما تحت الأغلال . و قام بحربه للمسلمين البربر حيث سلك طريقا نحو طنجة لا يوجد به عدو للمسلمين كما جاء في رياض النفوس للمالكي. مما أثار المسلمين البربر من قبيلة أوربة و كل من والاها من القبائل الأخرى.خاصة و أن قائداهما ابي المهاجر و كسيلا كانا تحت الأغلال أثناء تنقل عقبة . و أثناء تواجد كسيلا في المعتقل بمعسكر عقبة أحس بالامتهان و لاحظ الفرق بين سلوك ابي المهاجر و سلوك من أرسلهم يزيد بن معاوية ، و أدرك الفرق بين التنظير الذي جاء في القرآن و تعلمه على يد ابي المهاجر وبين التطبيقات الفعلية في الميدان من ممارسات عقبة و حاشيته.
هنا يظهر الباحث عقلية التشهي فيقول:
( أما عن وضعه لأبي المهاجر في الحديد فهذا وإن صحّ فربما كان في بداية قدومه إلى القيروان ، إ لا أنه لم يلبث أن أطلقه ؛ لمكانته عند المسلمين والبربر .)
لكنّ ابن عبد الحكم ذكر أنّ أبا المهاجر دينار قتل وهو في حديده بعدما رفض عقبة بن نافع فك وثاقه.
الاصل في هذه الحادثة أن ابي المهاجر عندما طلب من عقبة ان يستسلم لأمر والي مصر و افريقيا غضب و استعمل الخشونة مع ابي المهاجر و لم يستوعب عملية عزله بسهولة فاضطر بذلك ابي المهاجر ان يستعمل القوة مع عقبة و قام بسجنه خوفا من حدوث خلاف بين المسلمين فيستغله الاعداء.
وعند تولى عقبة افريقيا في المرة الثانية وضع أبي المهاجر في الحديد خوفا من انقسام البلد بين مؤيد ومعارض و خوفا من ظهور ثورة بالمغرب ضد الخلافة الاموية.

دور كسيلة والبربر في الفتح الإسلامي .
هنا أيضا الباحث يقوم بقراءة النصوص بما يوافق فكره. و يتجاهل العمل الذي قام به ابي المهاجر من فتح للجزائر و شرق المغرب الأقصى، ففي هذا الفتح شارك كسيلا و قومه في الفتح كل من المسلمين العرب و البربر الذين جاؤوا مع ابي المهاجر.
أما عقبة فلحق بهذا الفتح العظيم الذي منّ الله به على ابي المهاجر متأخرا . بعد هذا الفتح لمعظم المغرب الأوسط، التحق عقبة بن نافع بجيش عدده خمسة عشر ألفًا معظمهم ممن قدم معه من الشام الذين كبروا فيما بعد لمقتل عبد الله بن الزبير ، و هذا تنفيذا لأوامر بني أمية بعد ما أخمدوا بالنار و الحديد الفتنة التي أوقدوها في المشرق. فهم الآن يسارعون للانقضاض على المغرب تخوفا من أن تدور عليهم دائرة مسلم بن مخلد و واليه على المغرب.
وبعد ما رأى المسلمون البربر امتهان القائد الجديد لهذه الأمة التي اعتنقت الاسلام حديثا و فهمته من أصحاب ابي المهاجر. فأبوا الانصياع لعقبة و بدؤوا يتخلون عنه و يتجمعون و كان باستطاعتهم توقيفه لولا خوفهم على حياة قائدهم المسجون عند عقبة.
و أثناء عودة عقبة بجيشه نحو تونس كان مراقبا من طرف رجال كسيلا الذين غادروا معسكر عقبة. و لم يغدروا بالمسلمين الذين كانوا مع عقبة، الذين بقوا على قيد الحياة و لحق بهم التعب بعد طول طواف على مدن الشمال الافريقي مع أنهم كانوا أكثر منهم عدة و عددا. كما أنهم لم يعترضوا طريق الجند الذين أرسلهم عقبة على أفواج إلى القيروان.

موقف عقبة بن نافع من كسيلة .
أساء الباحث دون أن يعلم لعقبة فكان التناقض الصريح في قوله فمرة يقول:
(ولابد أن عقبة بن نافع كان يعلم ﺑﻬذه التطورات ؛ مما دفعه إلى مخالفة أبي المهاجر في أمرين : الأول : لما طلب منه أن يتراجع عن غزو طنجة ؛ لأن أهلها من برانس البربر أسلموا بإسلام كسيلة (وهذا يفيد أنه شك في إسلامهم) الثاني : حين طلب منه أن يعامل كسيلة معاملة طيبة، لأنه ملك في قومه ، فرفض عقبة ذلك ، بناءً على ما ظهر له من كسيلة والبربر، وأهان البربر ، وشتّت شملهم على الطريق الممتد إلى السوس الأقصى .)
و يثبت مرة أخرى أن وجود عقبة بإفريقيا في المرة الثانية نابع عن الشك و الشك لا يغني عن الحق
(ومن المؤكد أن عقبة أحسّ برائحة غدر وخديعة أو وجد من كسيلة ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين ، فأراد إهانته والحط من شأنه ؛ ليشعره بمكانة المسلمين وقدرهم) .
فالحقيقة أن عقبة ومن معه جاؤوا بعد عزل مسلمة بن مخلد لا لنشر الاسلام لأن هذا الجزء من افريقيا دخل الاسلام و بدأ يتعلمه بل خوفا من الثورة و أن يأخذ ابي المهاجر دينار افريقيا و يعلن نفسه حاكما عليها مثل ما قام به عبد الله بن الزبير.

موقعة ﺗﻬوذة (سنة 63هـ = 682م)
يقول الباحث مستعملا التفكير التبريري مع دغدغة للمشاعر و ينسى ما حدث قبل زمن غير بعيد للحسين بن علي و عثمان بن عفان و الحركة التي قام بها عبد الله بن الزبير
(وهذا يدعونا إلى القول بأن كسيلة لم يتمكن الإسلام من قلبه ، بل ويرى بعض المؤرخين المحدثين : أنه ارتد عن الإسلام "،،إذ لا يمكن لمن بقي على إسلامه أن يدخل حربًا غير متكافئة ضدّ إخوانه المسلمين ، كما أنه لا يتصور منه أن يوافق البربر والروم على إهانة عقبة بالشتم ورميه بالحجارة والنبل وهو يدعوهم إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهل يعقل لمن كان في قلبه ذرة من الإيمان أن يرى عقبة بن نافع يترجّل عن فرسه ويصلي ركعتين قبل الاستشهاد ثم يبادر بقتله بنفسه مع من بقي معه من المسلمين)
فكيف نفسر ما حدث بين العرب المسلمين أثناء خلافة الامويين؟ أنسميه فتنة ؟ و بالنسبة للمسلم البربري، أنسميه ردة ؟ و الواقع يشهد أنه اختلاف سياسي يترجم معنى البغي بين المؤمنين و النصوص لم تأتي بأقوال و أفعال لكسيلا يشتم فيها رائحة الردة او تجعله يخرج عن دائرة الاسلام و بالتالي الحكم على كسيلا بالردة حكم لا يستند الى أي دليل لأننا لا نحكم على السرائر بل ظواهر الانسان هي المعتبرة في الحكم.
يذكر المؤرخ عن ابي المهاجر:
(وقال "... وأنا أغتنم الشهادة مثلك" وهذا كله يحسب لأبي المهاجر عند الله وفي سجل تاريخه)
تهودة أرض بربرية تعربت بعد الفتح. تعتبر منبسطا استراتيجيا للدفاع عن ثغور جبالهم. أما الرومان فأقاموا بها حصنهم.
و حسب بن خلدون قبل استشهاد عقبة، كان متجها إلى بادس التي تقع على الحدود التونسية-الجزائرية. في الطريق تنحى عقبة و من معه نحو الجنوب تجنبا لجبال الأوراس الوعرة و التي يسكنها قوم " ديهيا" مارا بأرض تهودة و كانت بها حامية رومانية. فحدث اشتباك بين من كان في هذا البسيط كما يذكر الباحث:
( كما أنه لا يتصور منه أن يوافق البربر والروم على إهانة عقبة بالشتم ورميه بالحجارة والنبل وهو يدعوهم إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم)
هذا المقطع من البحث يبرر كسيلا من كل التهم التي ألصقها به الباحث. فكسيلا لم يفر من معسكر الجيش بل جاءته النجدة من رجاله أثناء الاشتباك عند تهودة .
بعد الاشتباك الذي شارك فيه أهل تهودة من بربر وروم قام كسيلا بأخذ زمام الأمور محافظا على من بقي من المسلمين.
أما ما جاء على لسان أبي المهاجر فهو من نسج خيال الرواة والقصاصين الذين جاءوا بعد قرون من الحادثة لأن بعض النصوص أكدت على " وأنا أغتنم الشهادة مثلك" و أخرى أكدت على " ألقى الله في حديدي ".

موقف مسلمي البربر من ﺗﻬوذة .
قاموا بدفن رفات من مات من المسلمين المتقاتلين بسبب خلافات سياسية بينهم. كما حافظوا على حياة من لم يمت. و أن عقبة و صحبه نالوا الشهادة في سبيل الله.
انسحاب المسلمين من القيروان (سنة( 64هـ = 683م)
هنا أيضا نجد تناقض في رؤية الباحث حيث يقول:
(بات الطريق إلى القيروان مفتوحًا أمام كسيلة وأتباعه ، إذ لم يبق ﺑﻬا إلا قّلة من المسلمين معظمهم من التجار والشيوخ والنساء والأطفال ، وبعض البربر ، كما بقي فيها من البربر كثير بعضهم من نفوسه وبعضهم من أهل درن والآخرون من زناته وكلهم من أهل القيروان ويميلون إلى جانب المسلمين)
و المشهور حسب النصوص أن زهير بن قيس البلوي طلب من جند عقبة الذين سبقوه إلى القيروان بالتحرك لمساعدة من كان في إفريقيا لكنهم رفضوا و فروا نحو الشرق بما جمعوه من الغنائم فتبعهم زهير مخلفا وراءه السكان دون مسئول على البلاد. أما المسلمين سكان البلاد فالتزموا مدينتهم.

استيلاء كسيلة على القيروان (
و أما كسيلا فأجتمع إليه جمع كبير فقصد القيروان فطلب سكانها الأمان منه فأمّنهم و دخل القيروان مدركا لقيمتها السياسية و الدينية و أقام بها أميرا على المغرب خمس سنوات حاميا للمسلمين العرب و البربر كما قام بحماية مؤسساتها الدينية والمدنية و تعمير ما خربته الحروب.مما يبين أن كسيلا كان مقاوما لسلوك الاستبداد و لم يكن مرتدا كالأسود العنسي ومسيلمة الحنفي وآخرين في شبه الجزيرة العربية. الاستمرارية السياسية للوجود العربي الاسلامي و لمشروع استكمال الفتح و نشر الاسلام
أما الباحث فاستعمل "لعلّ " قصد تشويه حقيقة قائمة تمثلت في الإستمرارية السياسية للوجود العربي الإسلامي و استكمال الفتح و نشر الإسلام.

موقف زهير بن قيس من كسيلة و حلفائه ( واقعة ممس سنة 69هـ=688م)
بعد أن ثبتت أركان خلافة عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي قررّ أن يأخذ بثأره ممن تمردوا على الخلافة في افريقيا، فأنتدب لهذا الغرض زهير بن قيس البلوي قائدا على المغرب و أمده عبد الملك بن مروان بجيش كبير، فلما بلغ خبره كسيلا لم يشأ أن يتحصن بالقيروان فجمع عناصره من البربر و تحول عنها إلى ممش حتى لا ينقض عهده مع سكان القيروان إذا ما انضموا إلى العائدين إليها و جاء زهير والتقيا واشتد القتال و كثر القتل في الفريقين و انتهت الحرب بقتل كسيلا و كثير من أشراف البربر وانهزم من بقي منهم فتبعهم الجيش الأموي فقتلوا من أدركوه.
وما قام به زهير بعد مقتل كسيلا و القضاء على الثورة الكسيلية من تنحيه دون ان يترك بإفريقيا واليا يحكم البلاد كما فعل في المرة الاولى لدليل على أن معركته لم تكن متكافئة و أن الطرف الثاني لم يكن متحمسا لقتاله علما أن بعد وصول زهير إلى القيروان أقام بها ثلاثة أيام حتى استراح و أراح ولم يقترب منه البربر.
و اللافت للنظر أن هذه الحرب كانت حرب إبادة لأن جند زهير قتلوا كل من ادركوه ممن بقي من جيش كسيلا. عكس ما فعله كسيلا الذي أوصل المسلمين الذين بقوا على قيد الحياة بعد الاشتباك الذي حدث بتهودة إلى بر الأمان.

خاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات ، وبعد :
فإنه بعد إلقاء الضوء على شخصية كسيلا وموقفه من الفتح الإسلامي للمغرب نخلص إلى النتائج التالية :
أولا : بيان سياسة الأمويين الفاشلة مع المسلمين ، و خوفهم على ملكهم .
ثانيًا : إخفاء حقائق تاريخية للفتح الاسلامي خلال فتراته الأولى لأن ما كتب جاء متأخرا عن الفترة الزمنية للفتح .
ثالثًا : نجاح أبو المهاجر دينار - خلال ولايته - في جذب البربر إلى جانبه بسلوكه الرباني.
رابعًا : نفي الشبه المغرضة التي قيلت في كسيلا.
خامسًا : عقبة بن نافع أساء معاملة كل من كسيلا و ابي المهاجر وحين قيدهما بالحديد
كان لتهديد أهل افريقيا إذا ما فكروا في الانقلاب على الأمويين .
سادسًا :كان يسير في صفوف الجيوش الإسلامية طائفتان من البربر : بتر البربر، وكانوا
مسلمين وبرانس البربر ، و كانوا هم أيضا مسلمين.
سابعا : أن كسيلا خلال تواجده بالقيروان أمّن أهلها على أنفسهم وأموالهم ؛محبة فيهم ؛ و في المقابل كانت الخلافة الأموية تقتل الحسين بن علي و عبدالله بن الزبير حبا في السلطة.
ثامنًا :تمكن المسلمون البربر و العرب الذين بقوا معهم - بفضل الله - من القضاء على الروم ،
تاسعًا : عزّز انتصار المسلمين على عصبيتهم من قوة الإسلام والمسلمين في افريقية ، وأصبح منهم العلماء والقادة وغيرهم .
عاشرًا : أن من أسلم من البربر خلال هذه الفترة زاده الاسلام رفعة على رفعة فهو الرجل الحر الذي لا يطأطئ رأسه لأحد.
حادي عشر : أن لا ننتظر من رواة و قصاص السلطان تجريم من أمروهم بالكتابة والتزوير و هذا بتغييب بعض الحقائق التاريخية أو توظيفها لمنطلقاتهم الإيديولوجية لحوادث كثيرة وقعت بين المسلمين مثل موقعة الجمل ،صفين و تهودة...، فعلى المسلم أن يضع إخوانه المسلمين كعقبة و كسيلا و ابي المهاجر و غيرهم في اطارهم البشري حيث يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من البشر. و بمقاربة بسيطة مع واقع المسلمين اليوم و ما سمي بالثورات العربية يمكن فهم وإعادة قراءة تاريخنا المغيب.
وفي ختام هذا الجهد المتواضع أسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم إنه سميع الدعاء ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.و لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

الهوامش :
كتب التاريخ باللغة العربية
.
Read More | علق على هذا الموضوع

Recent Post

 
Copyleft © 2011. آفر برس . All lefts Reserved.
Company Info | Contact Us | Privacy policy | Term of use | Widget | Advertise with Us | Site map
Template modify by Creating Website